طاقتنا شمسي قمري!

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
هذا الموضوع يبان من حيث ما تجي له تلاقي أنه قد شبع تناولاً ومل من يكتب فيه مثلما هو الحال كما من يقرأه من كثرة عصيده فهو موضوع الفساد الفساد! وطبعاً ما يحتاجش الأمر إلى تاكيد لأنه لا تكاد تخلو أي مطبوعة من الكلام عن الفساد ولا أي مجلس يدور فيه كلام ما فيهش ذكر لهذا الفساد وقصصه وتفاصيله.. المصيبة أنه الموضوع بلغ بجدية إلى المحافل الدولية وعندما زار اليمن مدير البنك الدولي في نهاية 2004م أطلق تحذيرات علنية عامة بأن اليمن في حاجة إلى إصلاح الأداء الحكومي إصلاحاً مباشراً وإلا فإنه سيواجه فشل الدولة والانهيار وبعد ذلك (في السنة التالية 2005م) نشر البنك الدولي من مؤشرات الأداء الحكومي (مايو 2005م) يبين أن اليمن قد تدهورت فعلياً على مدى السنوات الثمان الأخيرة.. ويبين تفاصيل ذلك.(انظر كتاب شبكة اتصال الحضارم «و استنقاذ» الوطن ص 24 و25 للدكتور سعد الدين طالب ترجمة أ. عبدالكريم الحنكي، إصدار المركز العربي للدراسات الاستراتيجية ديسمبر 2006م).

وأسأل نفسي من كثرة ما كتبت وكتب غيري عن غول الفساد عن الجدوي اذا كنا نحن نكتب والفساد يزيد ويكبر وما فيش حتى لمحة جادة أو بصيص أمل على أنه حتى في نية.. ولو حتى نية زغيرة لتوقيف الفساد عند حد.. فما الفائدة؟ اذا الرغبة مش موجودة أصلاً لمعالجة الفساد فما فيش لزوم عاد نتكلم لا بالعربي ولا بالانجليزي.. وخبراء إنتاج النفط العالميين يشيرون إلى «أن تزيد اعتماد الحكومة على دخل النفط ساعد الفساد على النمو والانتشار حجماً وشراهة مما ضاعف الأعباء التي تثقل كاهل السكان خصوصاً في الجنوب الذي تقل فيه المداخيل حيث كان معظم الناس فيه يعتمدون على الحكومة في أرزاقهم».

«لقد أثبت النظام تصلبه الشديد بإصراره على عدم التسلم بضرورة الإصلاح ومعالجة المشكلات الحقيقية وأخصها: الفساد والمركزية المفرطة للحكومة فمن الواضح أن حل هذه المشكلات يؤدي إلى تجريد النظام من شبكته الموروثة وهي القاعدة الكبرى لسلطته».

طيب لما تتواصل مطالب الفساد ويتزايد سعير الجشع للإثراء على أساس الحساب الحاصل من الدخل وأوله النفط.. ولما يتزعزع سعر النفط وينخفض إلى أدنى ولمّا ولمّا وبعدين كمان لمّا يبدأ النفط مسيرة النضوب (أعلنت أكثر الدراسات الموثوقة أن نفط اليمن مهدد بالنضوب في عام 2012م) من فين بايستمر الفساد وأصحابه في الفتّي رشي اللي تجي من البترول؟ نحنا مش منشان شيء.. بس يعني نشتيهم يعملوا حسابهم من الآن لأنه ما فيش بديل يا بابا لا معانا طاقة شمسية ولا طاقة قمرية.. إلا والله إذا كانت الحكومة عاملة حسابها من الآن على الاعتماد على الطاقة الشمسية فصلى الله وبارك.. المهم يفهموا على أنفسهم ويفعلوا شيء مش يبقوا لي هكذا متنحين ولا هم حق شيء.. عاده كمان قال لك يعني أنه يفكروا لنا بمشاريع تحلية مياه البحر وبعضهم يقولوا إنه في تفكير في الاستفادة من مياه الصرف الصحي.. يعني بعدما يخرجوا «العاع» منه ويعطوه للراغبين من الفلاحين اللي يشتوا يرووا أراضيهم بالسماد المشبع وهذا كله إن شاء الله بايكون بس يشتي منكم قليل صبر وكما قالت المغاني الحضرمية قديماً «منك يا عسل دوعن قوت العاشقين».

يرجع مرجوعنا إلى ما بدأناه من كلام لا يسر الخواطر وهو الفساد ياعيني وروح قلبي.. يقول المرجع الذي أشرنا إليه آنفا في معرض دراسة يقتطف منها في ص 23 مايلي:«وعلى الرغم من تدشين الحكومة برنامجاً للإصلاح المالي والإداري في العام 1995م بحسب اتفاقها مع المانحين الدوليين فإنها لم تحقق بذلك أيما أثر في تحسين التنمية الاقتصادية والاجتماعية فقد اقتصر ما تم اتخاذه من خطوات على رفع الدعم عن المواد الغذائية والوقود الأمر الذي أكسب النظام مزيداً من الموارد وأدى إلى زيادة كبيرة في معدل الفقر.. لقد كان الهدف المنشود لذلك البرنامج هو تحرير الاقتصاد واجتذاب الاستثمارات الأجنبية، غير أن الفساد وغياب الأمن وضعف القضاء ورداءة البنية التحتية وتردي النمو الاقتصادي قد أدى تقريباً إلى عكس ذلك.. أي هرب رأس المال اليمني إلى خارج البلاد مما نتج عنه بالإضافة إلى عوامل كثيرة أخرى: ارتفاع نسبة البطالة»!!

والله يستر علينا وعلى أمة محمد أجمعين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى