يوم من الأيــام .. مخططات آخر الليل !!

> محمد سالم قطن:

>
محمد سالم قطن
محمد سالم قطن
ظلت كلمة مخطط، وهي كما يعرف الجميع مشتقة من التخطيط، لفظة بريئة شكلاً وتركيباً كغيرها من ألفاظ لغتنا العربية الجميلة، حتى جاء هذا العصر حاملاً معه عشرات الروائح الكريهة ومئات الأساليب والحيل، لذا غدت هذه اللفظة في استخداماتها المتعددة سواء أكان في عالم السياسة أم في دنيا الاقتصاد أم حتى في مسوحات الأراضي عنواناً جاذبا للأغراض ولمقاصد سوء الظن ومجالاً مفتوحاً لبحث ظواهر الفساد ومظاهر الإفساد. ولعل القارئ الكريم قد سمع ما شاع منذ مدة من الزمن عن ذلك المتنفذ الساذج الذي بلغته أخبار عن قرب تنفيذ المخطط الصهيوني لمنطقة الشرق الأوسط الكبير، فشرع في المطالبة إلى الجهات العليا بإعطائه نصيبه من ذلك المخطط المزعوم، ظانا إياه مخططاً لقطع أراض جديدة يجري توزيعها!

لم يذهب ذلك الساذج الذي تحدثت عنه هذه النكتة الشهيرة بعيداً في ما طلب، فنحن هنا، ومنذ أن أطل علينا هذا العصر الغجري، الذي صارت فيه قطع الأراضي مجالاً مفتوحاً أمام الأقوياء والمتنفذين للتكسب وللإثراء السريع، نسينا أن اللغة وضعت مدلولاً مشروعاً لهذه اللفظة يفهم به الناس مصفوفات الاقتصاد وتجمعات العمران وتوجهات التنمية ومعادلات السياسة، في حين تبلد الفهم لدينا لنكتفي من لفظ المخطط بهذا المعنى البائس المحصور في قطع الأراضي. لهذا صرنا في هذه الأيام نصحو صباحاً لنسمعهم على قهوة الصباح في المقهى يتحدثون عن مخطط جماعة المتنفذ المجهول الذي جرى تركينه في عتمة الليل الفائت، وعن المخطط الآخر الذي يحوي بضع قطع تملأ هذا الشارع أو تلك الساحة، أو يحجز الفراغ بين هذه المدرسة وتلك المستشفى!

وآخر قولي هو ما قلت أولاً، إن اللفظ يتبرأ والمدلول يتسع، والمخططات تتفاوت، وكل مخطط وأنتم بخير!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى