> موقف فخامة الأخ الرئيس من القضاء وتأكيد استقلاليته جعلنا نشعر بأننا دولة لها سياسة واضحة تجاه حقوق الناس .. ففي كلمته التي ألقاها في الحفل الذي أقامه المعهد العالي للقضاء قال الرئيس: «لا يهمني اصدار الحكم بقدر ما يهمني تنفيذ الأحكام الشرعية».

وهناك فارق هائل بين الأحكام ومسألة تنفيذها.. إنها معركة المظلومين الذين يواجهون الأقوياء بواسطة القضاء أولاً ثم بواسطة الأمن لتنفيذ الأحكام ثانياً .. وعليه فإن دعوة الأخ الرئيس لفرض تنفيذ الأحكام هي الخطوة الحاسمة لاستقلالية القضاء .. وإن موقف الأخ الرئيس من القضاء وأهمية تنفيذ أحكامه أعاد للقضاة الشرفاء دورهم الفعال وأكد تأثير الأحكام الإيجابية وأكسبها المصداقية والحكمة، وأخرس كل لسان معوج يهذي ويزعم أنه القوي الذي يملك السلطات الثلاث .. وفي الوقت الذي تستلم فيه الأجهزة الأمنية أحكام القضاء من المقهورين لتنفيذها نجدهم - بعد تدخل الأشاوس - يتراجعون عنها بعد ساعات، ويتركون المواطن بضعفه يواجه صلف المتنفذين لوحده .. وفي كل يوم جديد يطل علينا، تُخذل آلاف الأحكام .. لذلك نحن مع الأخ الرئيس ونسانده ..ونطالب بتنفيذ الأحكام .. ألستم معنا يا رجال الأمن (الشرطة في خدمة الشعب ) أن كل هذه المعاني الجميلة التي قالها فخامة الأخ الرئيس نود أن نراها في حياتنا؟! ألستم معنا أنه ينبغي ألا نكون أفراداً مصنفين؟! ألستم معنا في أنه يجب ألا يخرج أحد منا على هذه القيم الرفيعة؟ ألستم معنا في أننا لا نريد لأحكام القضاء أن تقترب من بعض صنوف السياسة وألاعيبها ..ألستم معنا في أنه من غير المقبول أن تصاحب أحكام القضاء اختلاف الاتجاهات والآراء ، وقضايا بعيدة كل البعد عن استقلالية القضاء ؟! ألستم معنا في أن أحكام القضاء هي العدالة التي لا تخفى وراءها صراعات ورواسب وتصفية حسابات ؟!

وحرصاً على وحدة الناس وإرساء دعائم السلام الاجتماعي وحتى تظل لرجال الأمن هيبتهم وتقديرهم، ورأباً لصدع بين صفوف المجتمع ، وحتى لا ندع الفرصة للمتربصين بالقضاء والأمن ورجاله نقول: نفذوا أحكام القضاء .. نعم نفذوا أحكام القضاء .. ففي سموها وشموخها عزتنا وكرامتنا .