خطف سفينة هندية وتزايد أعداد النازحين من سكان مقديشو

> مقديشو «الأيام» سهل عبد الله:

> خطف قراصنة صوماليون سفينة تجارية من المياه الاقليمية الصومالية وطلبوا فدية للافراج عنها في ثاني حادث من نوعه خلال خمسة اسابيع قبالة ساحل الدولة الغارقة في الفوضى.

وقال المكتب البحري الدولي أمس الثلاثاء ان القراصنة خطفوا السفينة وطاقمها قرب العاصمة مقديشو الليلة قبل الماضية.

وقال اندرو موانجورا مدير برنامج مساعدة البحارة بشرق افريقيا ان السفينة اسمها نعمة الله وان عليها طاقما هنديا مكونا من 14 فردا وشحنة وزنها 800 طن. وقال انها مسجلة في دولة الامارات العربية المتحدة.

وقال موانجورا " تم ابلاغنا بان الخاطفين يطلبون فدية." وقال ان الشحنة تضم ملابس وسكرا وزيتا للطعام ونعالات ومستحضرات تجميل وانها مملوكة لرجل الاعمال الصومالي الشيخ ساني الذي لم يتسن الحصول على تعليق منه.

وقال ان السفينة خطفت اثناء رسوها خارج ميناء مقديشو العميق بعد ابحارها من دبي.وقال المكتب البحري الدولي انه اصدر مؤخرا تحذيرا الى السفن التجارية من اعمال القرصنة في المنطقة بعد ان هوجمت سفينة ابحاث مرتين من 15 قرصانا يحملون بنادق (إيه كيه-47) الهجومية في البحر الاحمر امام ساحل السودان. وقال انه في الهجوم الثاني قامت السلطات السودانية باحتجاز القراصنة لفترة قصيرة.

وجاء حادث أمس الأول بعد ان خطفت سفينة الشحن (روزن) التي تستأجرها الامم المتحدة وطاقمها المكون من ستة كينيين وستة سريلانكيين اواخر فبراير. ومازال الطاقم محتجزا قبالة سواحل بلاد بنط المتمتعة بما يشبه الحكم الذاتي.

وكان ذلك الحادث أول حادث خطف معلن منذ ان طردت قوات الحكومة الصومالية المؤقتة والقوات الاثيوبية المتحالفة معها اواخر العام الماضي الاسلاميين الذين سيطروا على العاصمة مقديشو وجنوب الصومال وساهموا في القضاء على القرصنة.

وفر آلاف الصوماليين من العنف في مقديشو أمس الأول الاثنين سيرا على الأقدام وعلى ظهور الحمير وباستخدام السيارات والشاحنات في نزوح جماعي ضخم حتى بمعايير المدينة التي بات اسمها مرادفا للحرب.

لكن منظمات الإغاثة واللاجئين يقولون إنه بعد أن يصير النازحون بمأمن من الرصاص والصواريخ في مقديشو يصبحون عرضة لبطش اللصوص والجوع والعطش والافتقار للمأوى.

وقال الإمام أبو بكر عبدي إبراهيم وهو شيخ عشيرة من مقديشو بعد أن وصل لمنطقة أرض الصومال التي أعلنت استقلالها والتي تتمتع بهدوء نسبي "شاهدت شابا يؤخذ من شاحنة ويقتل أمام الركاب." وروى هو ونازحون آخرون وصلوا أرض الصومال في شمال غرب البلاد كيف يتصيد اللصوص النازحين من مقديشو وينهبون كل أموالهم وما يحملونه من متاع قليل خرجوا به من المدينة.وأضاف إبراهيم في هرجيسة عاصمة أرض الصومال "البعض سرقت منهم سياراتهم واضطروا للسير أميالا." واسترعت الأمم المتحدة الانتباه لمحنة النازحين أمس الأول الاثنين قائلة إن 47 ألفا نزحوا من مقديشو في الأيام العشرة الأخيرة ويعيشون في ظروف مزرية.

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن معظمهم توجهوا إلى إقليم شبيلي السفلي جنوبي مقديشو.

وأضافت "النازحون يتسولون في الشوارع وينامون في العراء ويعانون من الإسهال ومن ثم يضطر الناس للذهاب لمسافات أبعد فأبعد عن مقديشو بسبب تضاؤل الموارد وتدهور الظروف." وذكرت المفوضية أنه بسبب تدفق حشود الخارجين من العاصمة يستغرق النازحون قرابة أربع ساعات للوصول إلى الطريق.

وفي المجمل فر نحو 96 الف شخص من مقديشو منذ فبراير في أحدث موجة من موجات النزوح الجماعي من العاصمة على مدى 15 عاما من الفوضى.

وعاشت مقديشو أكثر فتراتها هدوءا عندما سيطر الإسلاميون على المدينة لستة أشهر العام الماضي. لكن سيطرة الحكومة الصومالية على العاصمة بدعم من الجيش الإثيوبي وما اعقب ذلك من تمرد مسلح أشاعا الاضطراب في المدينة من جديد.

ويقول سكان إن من المعتقد أن مئات لاقوا حتفهم في المعارك التي دارت منذ يوم الخميس وهي أسوأ أعمال عنف منذ الحرب التي أطاحت بالإسلاميين في بداية العام الجديد. وتحولت بعض المناطق السكنية الى انقاض يلفها الدخان.

وذكر سكان أن تراجع حدة القتال أمس الأول لم يسهم سوى في تشجيع النزوح حيث استغل من كانوا لا يستطيعون مغادرة احيائهم بسبب القتال الفرصة للهروب.

ومنذ تصاعد حدة القتال الأسبوع الماضي شاهد مراسلو رويترز صفوفا طويلة من النازحين يخرجون من العاصمة. وكان بعضهم يسيرون على الاقدام بينما كدس آخرون متاعهم على ظهور الحمير أو في شاحنات أو سيارات.

وقالت عائشة مودي وهي امرأة مسنة وصلت هرجيسة ايضا مع ابنيها "غادرت مقديشو بعد أن مات زوجي وابني الأكبر في انفجار قنبلة بمنزلنا. ما استطعت أخذه من المنزل كان قليلا للغاية...أحمد الله أنني واثنان من أبنائي بأمان في هرجيسة." لكن آخرين لا يزالون محاصرين.

وقالت مفوضية شؤون اللاجئين إن شركائها المحليين "يبلغون بأن بعض المدنيين لا يستطيعون الهرب خوفا من تساقط قذائف المورتر في الشوارع وأن الأعداد المتزايدة من المقاتلين في صفوف الأطراف المتحاربة تضم أطفالا مجندين." رويترز...شارك في التغطية حسين علي نور في هرجيسة و بريسون هال في نيروبي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى