شيء ما خطير يحدث في مصر

> لندن «الأيام» بي بي سي :

> ربما بسبب عيد الفصح، اختلط السياسي بالإنساني في معظم الصحف البريطانية الرئيسية الصادرة أمس. أما السياسي، فلا تزال تطغى عليه قضية البحارة ومشاة البحرية البريطانية.

فقد عكست صحف " ديلي تلغراف " و"التايمز" و"الغارديان" ما اعتبر غضبا أثاره قرار وزارة الدفاع بالسماح للبحارة بأن يبيعوا لوسائل الإعلام قصصهم التي تروى ما حدث لهم طوال فترة احتجازهم في إيران.

غير أن " ديلى تلغراف " ركزت ، بخلاف غيرها على تصريحات بعض القساوسة التي اعتبرتها الصحيفة مساندة لإيران.

وانتقدت بحدة ، في إحدى افتتاحياتها ، قول توم بيرنز ، القس المسؤول دينيا عن الكاثوليك القوات المسلحة البريطانية ، إن إطلاق البحارة يعكس" عفو" و" رحمة " القيادة الإيرانية. ونقلت عن القس الإنجليكاني الشهير "مايكل نظير على" ترديده لرأي بيرنز ، قائلا إن إيران تصرفت " من منطلق تقاليدها الأخلاقية والروحـية".

وكانت هذه الاقتباسات مجرد أمثلة من تصريحات ، نقلا عن القسيسين ، شكلت محور القصة الرئيسية للتايمز تحت عنوان " غضب عارم ازاء مساندة قساوسة لإيران".

إلا أن الصحيفة نقلت عن نيك هارفي ، المسؤول عن الشؤون الدفاعية في حزب الأحرار الديمقراطيين المعارض ، قوله " لم نعرف أبدا ما إذا كان قرار الرئيس الإيراني بإطلاق الرهائن جاء بوازع من دينه أم وهو الأرجح ، برغبة في التأكيد على خدمة مصلحة بلاده".

"سيرك إعلامي"

و في الافتتاحية نفسها تساءلت ديلي تلغراف :" ألم يتمكن القس بيرنز من أن يجد مجالا في بيانه لكلمة نقد واحدة ضد نظام يرعى أعمال الإرهاب ضد الشباب والشابات البريطانيين؟".

وفي الافتتاحية نفسها وصفت الصحيفة قرار وزارة الدفاع للبحارة العائدين ببيع قصصهم لوسائل الإعلام بأنه " تصريح لإقامة سيرك إعلامي".

وانتقدت بحدة الوزارة قائلة إن قرارها أقل بكثير من توقعات البريطانيين منها.

أما صحيفة " التايمز" فقد نقلت عن والدة إحدى المجندات البريطانيات ، التي قتلت في العراق ، انتقادها اللاذع للقرار وقولها " لو كنت مجندا بالجيش ، فإن من واجبك أن تخدم بلدك. ويجب عليك أن تؤدي هذا الواجب ولا تتوقع أن تجني المال ببيع القصص".

ورغم الضجة المثارة حول القضية، فإن الصحيفة أشارت إلى أن " لافتة قصص للبيع فشلت في جلب الشيكات الكبيرة من الصحف المتشككة في الأمر". وقالت التايمز إن بعض صحف الأحد رفضت قصصا من جانب البحارة العائدين.

وانفردت الصحيفة بفقرة من قرار وزارة الدفاع تقول للبحارة : " قولوا لوسائل الإعلام ما تريدون ، سواء كان جيدا ، سيئا أو ناقدا. هذه دولة حرة. ولتقولوا ما تعتقدونه. قولوا الحقيقة. كونوا شفافين".

غير أن موقف التايمز الخاص كان واضحا في انتقاد ما وصفته بالقصة كلها التي اعتبرت ، في أحدى افتتاحياتها ، أنها سيرك . وقالت إنه فات أوان تصحيح الخطأ الفادح الذي ارتكبه القادة العسكريون الذين وافقوا على السماح للبحارة ببيع قصصهم للصحف.

حالة غضب

الموضوع نفسه كان هو القصة الرئيسية لصحيفة الغارديان التي قالت هناك حالة " غضب بسبب الصفقات الإعلامية للرهائن العائدين من إيران".

وربما يلخص كاريكاتور نشرته صحيفة الإندبندنت رؤيتها للقضية . ففيه يقف البحارة ومشاة البحرية الـ15 العائدين وهم يؤدون التحية العسكرية ، ولكن ليس لعلم بريطانيا أو أمام قائد عسكري، ولكن للجنيه الإسترليني.

وتلقى الأوضاع في الصومال اهتمام صفحتى الشؤون الدولية بالصحيفة.

وركزت على تحميل الحكومة الأمريكية اريتريا مسؤولية تأجيج ما يوصف بالتمرد في الصومال. وتنقل عن جيندايي فريزر ، مساعدة وزيرة الخارجية البريطانية للشؤون الإفريقية قولها إن " من المؤكد أن اريتريا هي مصدر القلق الأكبر" .

وتتهم المسؤولة الأمريكية ، حسب تفسير الغارديان ، اريتريا بشن حرب بالوكالة عن طريق تغذية التمرد بالصومال، ضد عدوها اللدود أثيوبيا.

وفيما يتعلق بالبعد الإنساني في اهتمامات الصحف البريطانية في عطلة عيد الفصح، كان لقضية ألن جونستون ، مراسل بي بي سي المختطف في غزة منذ نحو شهر، نصيب كبير منه.

ونقلت الصحف كلها مناشدات رجال الدين المسيحي وعلى رأسهم الدكتور جون سينتامو، أسقف يورك ، لإطلاق سراح جونستون. وأشارت إلى ندائه ، في رسالة عيد الفصح ، للخاطفين قائلا " استحلفكم بالله ، اطلقوا سراح ألن جونستون ، فهو ليس عدوكم. فهو رمز يؤكد أن حرية الصحافة تنتهك".

" لدينا ما يكفينا"

" ابعدوا خلافاتكم وصراعاتكم عنا فلدينا ما يكفينا " . هذه هى رسالة هوشيار وزير الخارجية العراقي التي بعث بها ، عبر الغارديان ، إلى الولايات المتحدة وسورية وإيران.

في مقابلة مع الصحيفة قال زيباري "إننا محاصرون في الوسط والتوترات تؤثر علينا فورا ومباشرة". وجاءت الرسالة بمناسبة الاستعدادات لعقد مؤتمر شرم الشيخ في الثالث من مايو المقبل حول سبل تحقيق الاستقرار في العراق.

وأعرب زيباري عن اعتقاده بأن المؤتمر يكتسب أهمية أكبر بعد أزمة البحارة بين بريطانيا وإيران. وقال " لقد أدت الازمة إلى مزيد من تردى الأجواء بين أمريكا وبريطانيا وإيران ، وهذا مصدر قلق لنا في هذا التوقيت المهم".

"صوت التعقل"

الشأن المصري والشرق أوسطي عموما ، شغل صفحتين من أربع خصصتها الإندبندنت. وكانتا عبارة عن مقابلة مطولة أجراها الصحفي البارز روبرت فيسك ، مع الكاتب المصري محمد حسنين هيكل . واختار لها عنوان "رجل الشرق الأوسط الحكيم"، مع عنوان فرعي يصف هيكل بأنه " صوت التعقل".

وعن الرئيس المصري حسني مبارك، يقول هيكل إنه " يعيش في عالم خيالي في شرم الشيخ "، ويضيف هيكل لفيسك "دعونا نواجه الأمر، الرجل (أي مبارك) لم يكن أبدا متكيفا مع السياسة فقد بدأ مشواره السياسي في سن 55 عندما عينه الرئيس السابق أنور السادات نائبا له قبيل اغتياله". وأشار أيضا إلى أن " هنا شيئا خطيرا يحدث في مصر فالضغط الاقتصادي والسياسي لم يكن بهذا السوء من حيث التأثير على الفقراء".

وحول الوضع في العراق ، يقول هيكل " إن الأمريكيين يريدون بناء جسر للخروج" ، مشير إلى أن " الأمريكيين فشلوا في العراق ولكـن خسـائرنا أعظم بكثير من خسائرهم".

كما يعتقد الكاتب المصري أيضا إن "أعداء أمريكا ليسوا فقط طالبان وحماس وحزب الله بل بحر خضم من الناس العاديين". وفي المقابلة ، يتهم هيكل الأمريكيين بأنهم " أحدثوا دمارا هائلا في هذه المنطقة ( الشرق الأوسط)" .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى