التربية والتعليم وتلك العقلية

> م. أحمدعبدالله باموسى:

> لا يختلف اثنان في شعبية صحيفة «الأيام» الغراء التي لها قاعدة انتشار واسعة لم تختلقها بالإثارة الرخيصة أو الترويج وإنما لاقترابها الشديد من نبض الواقع ومهنيتها العالية وهي تتبنى القضايا الحيوية . ولذلك لا يستغرب المتابع انتظار القراء لموزع «الأيام» كما ينتظرون شمس كل يوم، وأنا واحد من هؤلاء بكل فخر.

وفي هذا المقام أكتب متجاوباً مع موضوعين نشرتهما «الأيام» في عددها رقم 5039 الصادر يوم الثلاثاء الموافق13 مارس 2007م عن التربية والتعليم الواقع والمشكلات، الأول للدكتور سعيد سالم جريري والثاني للدكتور عبده يحيى الدباني.

أثار الدكتور الجريري قضية لها علاقة بأداء التربية والتعليم ولكنه ربط بين الخاص والعام في القضية وكان موفقاً في ذلك . وقد لفت انتباهي في الموضوع دقة الوصف للمسألة حيث إن المشكلة ليست في المركزية الإدارية من حيث هي وما يترتب على ذلك من تعقيدات وبيروقراطية في علاقة العاصمة بالمحافظات وإنما المسألة كما قال تكمن في (العقلية التي تعبث بالحقوق) سواء أكانت في صنعاء أم حضرموت أم عدن أم غيرها من المحافظات . لأنها معول هدم جب على المخلصين محاربتها بلا هوادة . وهذه العقلية هي على النقيض من التربية والتعليم الحقيقيين أي أن التربية والتعليم بأسلوب علمي صحيح وسيلة ناجعة في مواجهة تلك العقلية .

وما أشد بلاغة النكتة التي افتتح بها الدكتور موضوعه وهي دون شك نابعة من قاع المجتمع الذي أنهكته الممارسات التي لا ترضي الله ولا خلقه حتى أن الفظاعة اتسعت بالخيال الشعبي البارع لتتجاوز حدود الواقع والمعقول بعدما فتتت تلك العقلية مجتمعنا في دينه ودنياه .

وإذا سمح لي أساتذتنا المهتمون بالدراما والكوميديا فإنني أقترح عليهم التفكير في أعمال درامية تستثمر الطاقة الخيالية في النكتة الشعبية القريبة من نبض المواطن وهذا واجبهم تجاه الجمهور المتعطش إلى المسرحيات الهادفة .

وفي الموضوع الثاني أثار الدكتور الدباني قضية في غاية الأهمية والخطورة حيث ركز على مخرجات التعليم بالقياس إلى هدر الإمكانات وكون النتيجة تحصيلاً علمياً بائساً ، والسبب هو تلك العقلية التي لا تبني .

والحقيقة إن الدكتورين ساهما في إثارة موضوع مهم جداً من واجب الجهات المعنية التفاعل معه بمسؤولية . فهما قد عبرا عن شعور عام بأن اللامبالاة المتفشية سوف تكون نتائجها وخيمة .

وإنني أتساءل عبر «الأيام» الغراء .. ماذا ننتظر في المستقبل إذا كنا سنتعامل مع آراء الدكاترة على أنها كلام جرائد ؟

وأوجه كلمة إلى أصحاب الرأي والكلمة أن يحشدوا أقلامهم المستنيرة فالساكت عن الحق شيطان أخرس .

الحمد لله فصحيفة «الأيام» مفتوحة لكل الآراء الجادة والنيرة ولذلك فالانكماش على الذات والمصالح الذاتية ليس مما يليق بالمثقف والأستاذ .

ولكي لا تغرق السفينة فإن التريبة والتعليم أولاً إذا أردنا مستقبلاً حقيقيا. فهل يستجيب أصحاب الرأي ويشخصون علل هذا المجال الخطير قبل فوات الأوان ؟

ذلك ما يتمناه كل مخلص.. والشكر لـ«الأيام» الغراء وللأستاذين الفاضلين الجريري والدباني وكثر الله من أمثالهما .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى