هجمات للمروحيات المقاتلة والجيش تنجح في تأمين الطريق الجبلية إلى رازح

> صعدة «الأيام» خاص:

> شهدت مناطق بني معاذ بمديرية سحار مواجهات بين جنود الجيش وعناصر الحوثي في أوقات متفرقة من مساء أمس الأول ويوم أمس أسفرت عن سقوط أكثر من خمسة وعشرين ما بين قتيل وجريح من صفوف الجانبين.

وفي مدينة ضحيان دارت صباح يوم أمس مواجهات عنيفة بين قوة كبيرة من وحدات جنود الأمن المركزي وشرطة النجدة وعناصر الحوثي، وكانت وحدات الأمن والنجدة تلك قد حاولت دخول المدينة لتمشيطها من عناصر الحوثي بعد هجوم عنيف شنه الجيش على تلك المدينة استمر لثلاثة أيام، وخلال تلك المواجهات سقط العشرات من الجانبين ما بين قتيل وجريح. وقالت مصادر محلية إن معظم الإصابات كانت في صفوف الأمن المركزي والنجدة، وشوهدت أثناء ساعات ظهر يوم أمس العديد من سيارات الإسعاف والأطقم العسكرية تقوم بنقل الجرحى إلى مستشفى السلام السعودي بصعدة، بينما مروحيات نقل عسكرية غادرت محافظة صعدة حاملة على متنها القتلى والجرحى من جنود الجيش والأمن إلى المستشفى العسكري بصنعاء.

وقبل ظهر أمس دارت بين جنود الجيش ومجموعة مسلحة من عناصر الحوثي اشتباكات طفيفة خارج مدينة صعدة من الناحية الجنوبية أسفرت عن إصابة أحد الجنود بجراح خطيرة وتم إسعافه إلى صنعاء.

وفي مديرية رازح الواقعة غرب محافظة صعدة واصلت المروحيات المقاتلة غاراتها الجوية على عناصر الحوثي المتمركزين في معظم المباني الحكومية بمنطقة القلعة (مركز المديرية) كما واصلت قوات الجيش المرابطة في مديرية شدا شن هجومها على عناصر الحوثي في جبل بركان بمديرية رازح وبعض المواقع الأخرى القريبة من الطريق، وعلمت «الأيام» أن تلك القوات التي كانت بعض من وحداتها قد تقدمت يوم أمس الأول إلى أسفل جبل رازح، تراجعت يوم أمس إلى منطقة الضيعة (مركز مديرية شدا) حتى تتمكن بمساعدة المروحيات المقاتلة من تأمين الطريق الجبلية المؤدية إلى مديرية رازح.

وأفادت المصادر بأن الغارات الجوية العنيفة التي تستهدف تلك المديرية منذ قرابة أسبوع قد ألحقت خسائر بشرية فادحة في صفوف الحوثيين، لكن تلك المديرية لا تزال تشهد انتشاراً كبيراً لعناصر الحوثي الذين تتزايد أعدادهم من يوم إلى آخر.

وتتردد بين المواطنين آراء بأن ثمة شيئا مجهولا يدعو لوضع أكثر من علامة استفهام حول العدد الحقيقي لعناصر الحوثي هذه المرة، فإذا كان عددهم في حرب صعدة الأولى عام 2004م لا يتعدى الألف رجل كأقصى الاحتمالات بينما قوات الجيش التي زحفت نحو جبال مران حينها اكتشفت حوالي ستين من تلك العناصر هم إجمالي العدد المتبقي من عناصر الحوثي ونصفهم كانوا جرحى، في الوقت الذي كان فيه من المستحيل على عناصر الحوثي الذين تمركزوا في جبال مران منذ اندلاع تلك الحرب مغادرة مواقعهم إلى مناطق أخرى أثناء الحرب بسبب الحصار الشديد الذي فرضته قوات الجيش آنذاك على مناطق وجبال مران من جميع الاتجاهات، ففي حرب صعدة الثانية تزايدت أعدادهم وكانت قوات الجيش والأمن قد اعتقلت حوالي ثلاثة آلاف من تلك العناصر المئات منهم ليس لهم أي علاقة بالحرب وتم اعتقالهم لمجرد الاشتباه بهم، وانخفض العدد الفعلي لعناصر الحوثي المقاتلين في الأيام الأخيرة للمعركة بينما قتل المئات وجرح ما يزيد على الألف منهم.

وبعد صدور قرار العفو العام بحقهم العام الماضي وإطلاق سراح المعتقلين عاد بعضهم للتمركز من جديد في جبال الرزيمات ونشور وأكثر من ثلث العدد عادوا إلى منازلهم ولم يلتحقوا في صفوف العناصر المتمركزة داخل تلك الجبال، وحتى مع افتراض أنهم التحقوا من جديد بشكل كامل في صفوف عناصر الحوثي ومثل عددهم ذلك كانوا يرابطون في مواقعهم السابقة وانضم إلى صفوفهم عدد آخر يساوي عددهم ذلك المتوقع ليشكلوا إجمالي القوة الفعلية لعناصر الحوثي المقاتلين في جميع الجبهات في هذه الحرب الأخيرة، فإن عدد الذين قتلوا وجرحوا خلال المعارك التي اندلعت في شهر يناير من العام الجاري حتى يومنا هذا تشير بعض الدلائل إلى أنهم قد تجاوزوا الألفي قتيل وجريح، فهل الآخرون الذين لا تصل أعدادهم إلى عشرة آلاف مقاتل بإمكانهم الصمود طوال هذه المدة الزمنية التي يقترب عدد أيامها من التسعين يوما بالإضافة إلى عملية الانتشار الكبير لتلك العناصر وصمودهم في جميع جبهات القتال أمام هذه القوة العسكرية الكبيرة التي يصل قوامها إلى خمسين ألف جندي من جنود الجيش والأمن بكامل عدتهم وعتادهم، بالإضافة إلى أسلحة الجيش المتطورة والثقيلة؟

وهناك آراء تشير إلى أن ما يدعو للدهشة والاستغراب والتساؤل في آن واحد هو لماذا لم تقم السلطة بتعزيز بعض المواقع العسكرية في المديريات البعيدة عند اندلاع المواجهات خلال الأيام الأولى، ولماذا أغفلت مسألة إرسال وحداتها العسكرية إلى بعض المديريات الأخرى مثل رازح وقطابر وغيرهما مع أنها ترسل قواتها بصورة متأخرة إلى المناطق التي قد وقعت تحت سيطرة عناصر الحوثي؟

وفي الصدد ذاته تختلف الآراء في تحليل صورة الأحداث، معللة سبب انتشار عناصر الحوثي بصورة كبيرة في أغلب مناطق محافظة صعدة بأنهم - أي عناصر الحوثي - لا يوجدون إلا في جبهات القتال بينما المناطق البعيدة عن المعارك ليس فيها سوى أعداد قليلة جدا ويقومون بإجراء تنقلات من منطقة لأخرى بحسب ظهور المواجهات من منطقة إلى أخرى، وبخصوص أعدادهم فهم قليلون وغالبيتهم من صغار السن الذين لا تزيد أعمارهم عن الخمسة عشر عاماً.

وعن مسألة تأخر الحسم العسكري فإن الآراء تشير إلى أن عناصر الحوثي يحاولون اللجوء إلى استخدام أسلوب حرب العصابات في جميع المعارك، كما يلجأون إلى دخول المباني والمنشآت الحكومية ويحتمون بداخلها حتى تتجنب القوات العسكرية مهاجمتهم وفي بعض المناطق يستخدمون السكان من الأطفال والنساء كدروع بشرية لهم، وكلما تلقوا هزيمة في منطقة من المناطق هربوا إلى منطقة أخرى، لكن قوات الجيش تقوم بملاحقتهم وشد الخناق على تلك العناصر، ومع سقوط كل منطقة من المناطق التي كانوا يوجدون داخلها تعمل قوات الجيش والأمن على تطهيرها من تلك العناصر وعندما تتقلص مواقعهم في النهاية سيتم التخلص من تلك العناصر بصورة نهائية، لكن إذا ما أرسلت قوات الجيش وحداتها إلى جميع مناطق وجبال محافظة صعدة وخصوصا المناطق التي لم يظهر فيها عناصر الحوثي فإن تلك العناصر ستجمد نشاطها وتظل عناصر خاملة طول المدة التي ستوجد فيها قوات الجيش في بعض المناطق، وعندها يصعب معرفة تلك العناصر وخفاياها، وبعد رحيل قوات الجيش قد تنشط تلك العناصر وتتجدد المعارك مرة بعد أخرى.

كما شهدت بعض جبال مديرية ساقين مواجهات عنيفة بين عناصر الحوثي وجنود الجيش يساندهم رجال القبائل يوم أمس الأول ما أسفر عن مقتل أكثر من ثمانية من عناصر الحوثي واثنين من رجال القبائل وعدد من الجرحى من الجانبين، وفي مديرية كتاف الواقعة شمال محافظة صعدة هاجم عناصر الحوثي ليلة أمس الأول بعض مواقع الجيش واستخدموا في هجومهم ذلك قذائف مدفعية الهاون لكن لم تحدث أي إصابات.

وفي مساء أمس الأول أيضا أطلق عناصر الحوثي قذيفة من مدفعية هاون باتجاه مبنى القصر الجمهوري الذي يقيم داخله كبار القيادات العسكرية، وأفادت المصادر بأن تلك القذيفة وقعت بجانب المبنى الواقع جنوب مدينة صعدة ولم تلحق أي أضرار به.

كما شهدت مناطق آل الصيفي والطلح وبعض المناطق القريبة من مديرية مجز مساء أمس الأول وصباح يوم أمس مواجهات متفرقة بين الجانبين لم تعرف نتائجها بعد.

وأفاد «الأيام» مصدر محلي بأن مديريات باقم وكتاف ومنبه يسودها هذه الأيام توتر شديد، وينتظر سكان تلك المديريات اندلاع المواجهات بين الجانبين في الوقت القريب، وكانت عدد من طائرات النقل المروحية قد قامت بنقل مئات الجنود وإمدادات عسكرية صباح يوم أمس إلى مديريتي باقم ومنبه لتعزيز وحدات الجيش المرابطة في مركزي المديريتين قبل اندلاع المواجهات الأخيرة، بينما قال لـ «الأيام» بعض مواطني المديريتين إن تلك الطائرات قد بدأت منذ ثلاثة أيام بنقل التعزيزات العسكرية إلى المديريتين.

وقامت صباح يوم أمس قوات الأمن بمدينة صعدة بحملات أمنية واسعة لتفتيش السيارات المشبوهة وقامت باحتجاز السيارات التي لا تحمل لوحات معدنية والسيارات المجهولة، وحظرت تجوال الدراجات النارية داخل المدينة والمناطق المجاورة لها، كما شملت الحملة الأمنية تفتيش ومداهمة بعض منازل المدينة يوم أمس، وتأتي مثل هذه التشديدات الأمنية بعد الشائعات التي انتشرت في مدينة صعدة منذ يومين عن عزم عناصر الحوثي مهاجمة المدينة، بينما علمت «الأيام» أن منشورات وجدت داخل المدينة قبل ثلاثة أيام يدعو فيها عناصر الحوثي أنصارهم وعناصرهم الموجودين داخل مدينة صعدة أن يكونوا على استعداد وأن يترقبوا المفاجأة يوم الأربعاء (أمس). وانتشرت أخبار هذه المنشورات بين جميع سكان المدينة لكن لم تستطع «الأيام» العثور على دليل يؤكد وجودها، بينما يعتقد بعض المواطنين أن ما يتناقله الناس داخل مدينة صعدة مجرد شائعات يهدف مروجوها إلى زعزعة الأمن والاستقرار داخل مدينة صعدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى