المعاناة والإبداع .. ومسؤولية صنع جيل

> «الأيام» علي غالب حسن /المضاربة- لحج

> إن المعاناة تولد الإبداع، لكنها إذا زادت عن حدودها تقتل الإبداع وهذا هو حال المبدعين في وطننا عامة والمعلمين خاصة إذ كيف يمكن لهذا المعلم المسكين المغبون ان يوفق بين محتاجاته ومسؤوليته في صنع جيل مبدع، في زمن أصبحت البيضة الواحدة بثلاثين ريالا؟

وكيف له أن ينمي في عقول وقلوب طلابه حب هذا الوطن وقد وجد منهم هموداً وبرودة في كتابة موضوع إنشاء عن حب هذا الوطن، ولا غرابة في ذلك فهؤلاء طلاب يتضورون جوعاً وبعضهم مرضى ومنهم من انتهكت حقوق آبائهم وحقوقهم ومنهم من اختطفته أيادي العصابات فصار معروضاً للبيع كسلعة رخيصة.

أجل أيها الناس وجدت من طلابي كل برودة وهمود ولم أستطع تحريك مشاعرهم تجاه هذا الوطن رغم استشهادي بأشعار وروائع شوقي والزبيري والبارودي وبكائيات ابن الرومي، فأي وطن هذا الذي ينظر فيه الإنسان إلى ولده وهو يعاني ويكابد الأمراض والأسقام ولا يستطيع علاجه؟

أي وطن هذا الذي ضاق أبناؤه ذرعاً بالعيش فيه وتشردوا، أي وطن هذا الذي يدرس فيه أبناء النخبة والذوات في أرقى مدارس وجامعات العالم ولا يجد فيه ابن الفقير قيمة قلم رصاص أو كعكة يسد بها رمقه؟ أسئلة وأسئلة وتتبعها أفواج من تساؤلات من قلوب ونفوس مغبونة مسحوقة طحنها البؤس ونخرت فيها الفاقة والفقر وعلى ولاة الأمر الإجابة.. وآه يا وطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى