> هي مجازفة أحاول فيها البوح والتجوال في إنسانية هذا الرجل، الذي تجول روحه الطاهرة العطرة في حنايانا، تحاول تطبيب ما خربه دهر الألم ونسيان الإنسان، تحاول مدنا بالأوكسجين النقي مجانا بلا شروط بلا منافع.. رجل لا يغيب.. رجل لا يموت.

إنسان بحجم النزاهة، ذلك إنسان لا تربطني به أي صلة قرابة أو حزبية، ولكنه يمتلك في النفس مكانة تأتي من ذكره الطيب وروحه الرائعة ودماثة أخلاقه وحسن معاملته للإنسان أياً كان.. لست الوحيدة فأهل الخساف كافة قد أحبوه لإنسانيته، هذه المحبة التي تجلت بوضوح يوم وفاته بخروج أهالي هذه المنطقة من رجال ونساء وحتى الأطفال يبكون حزنا عليه، حقيقة لم أشهد جنازة كهذه، حضرها الكثير ازدحمت بهم الخساف بكل طرقها حتى أنك لا تجد موطئ قدم تشهد منه الجنازة.

فقدناك، فقدنا رجلاً بلا شوائب سلطوية، أو حزبية، أو سياسية، فقدنا إنساناً لا يملك منه هذا الوطن إلا القليل القليل، هؤلاء الذين يقنصونهم شهيداً بعد آخر.

آه من وطن لا يحب الإنسان، آه يا وطن يعشق الذئاب، سحقا لكل من لم يشفق على دماء محمد وإشفاق وعائلته، لم يشفق على كل تلك العائلات التي أحبت إشفاق وأحبها إشفاق.. أما أنت فرحمك الله، وعوضنا عنك خيرا يبقى معنا عمرا أطول قبل أن يلحق بك في زمرة الشهداء، إن شاء الله.