ساركوزي اليميني رئيسا لفرنسا وتسليم الاشتراكية روايال بالهزيمة

> باريس «الأيام» كريسبيان بالمر:

>
رؤساء الجمهورية الخامسة من (اليسار) الجنرال شارل ديجول، جورج بومبيدو، فالييري جسكار ديستان، فرانسوا ميتران، جاك شيراك ، نيكولا ساركوزي
رؤساء الجمهورية الخامسة من (اليسار) الجنرال شارل ديجول، جورج بومبيدو، فالييري جسكار ديستان، فرانسوا ميتران، جاك شيراك ، نيكولا ساركوزي
فاز المرشح المحافظ نيكولا ساركوزي بانتخابات الرئاسة الفرنسية امس الأحد وتغلب على منافسته الاشتراكية سيجولين روايال بفارق مريح ليضيف بذلك سنوات أخرى جديدة لسيطرة اليمين المستمرة منذ 12 عاما على السلطة.

وعقب إغلاق مراكز الاقتراع بدقائق سلمت روايال بالهزيمة في خطاب لأنصار حزبها الاشتراكي في قلب العاصمة باريس.

وقالت روايال "آمل أن يقوم الرئيس القادم للجمهورية بدوره في خدمة كل أبناء الشعب الفرنسي."

وتعهد ساركوزي في خطاب عقب تسليم منافسته بهزيمتها بأن يمد يده لكل الفرنسيين.

وقال لمؤيديه في باريس "إلى كل الفرنسيين الذين لم يمنحوني أصواتهم أريد أن أقول إنه بعيدا عن المعارك السياسية وبعيدا عن اختلافات الرأي فليس عندي سوى فرنسا واحدة. اريد أن أقول لهم إنني سأكون رئيسا لكل الفرنسيين.

وفي الساعة 1915 بتوقيت جرينتش بعد فرز 73.1 في المئة من الاصوات اعلنت وزارة الداخلية فوز ساركوزي بنسبة 53.28 في المئة من الاصوات مقابل 46.72 في المئة لروايال.

وسيخلف وزير الداخلية السابق ساركوزي البالغ من العمر 52 عاما بفوزه في الجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات الرئيس المحافظ جاك شيراك الذي رأس البلاد لمدة 12 عاما.

وقدرت نسبة مشاركة الناخبين بنحو 85 في المئة وهي أعلى نسبة اقبال منذ عام 1981.

ولمع وجه ساركوزي على شاشات التلفزيون بعد إغلاق مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة مساء 1800 بتوقيت جرينتش وأشار بعلامة النصر وتنقل عبر مشاهد الفرح وسط أنصاره الذين تجمعوا في وسط باريس.

ولاحق حشد من مصورين يستقلون دراجات نارية سيارته بينما كان يتنقل في أرجاء المدينة وقت الغروب للحديث إلى أنصاره.

مؤيدي ساركوزي مبتهجين بعد اعلان فوزه امس
مؤيدي ساركوزي مبتهجين بعد اعلان فوزه امس
وفي مقرات الاشتراكيين في أرجاء المدينة سادت حالة من الحزن والأسف بعد أن مني حزبهم بالهزيمة الثالثة على التوالي في الانتخابات الرئاسية. وعلى الفور دعا كبار أعضاء الحزب لحملة إصلاح داخلي حتى يصبح أكثر قبولا لدى الناخبين.

وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي أشارت بانتظام إلى أن الناخبين يفضلون روايال التي كانت تسعى لأن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة فرنسا فقد اعتبروا ساركوزي الذي يتسم بالصرامة زعيما أكفأ ذا برنامج اقتصادي أكثر إقناعا.

وقدم ساركوزي وهو ابن مهاجر مجري نفسه على أنه "مرشح العمل" متعهدا بتخفيف صرامة القواعد التي تلزم بعدم زيادة ساعات العمل الأسبوعية عن 35 ساعة من خلال تخفيض الضرائب على ساعات العمل الإضافية خلال الليل وتقليل نفقات الخدمة العامة وخفـض الضـرائب وشـن حرب علـى البطالـة.

ومن المتوقع أن يتولى الرئاسة في 16 أو 17 مايو أيار الجاري وسيكون أول رئيس فرنسي يولد بعد الحرب العالمية الثانية.

وعندئذ سيعين حكومة جديدة وسيطلق على الفور حملة انتخابية من أجل انتخابات يونيو حزيران البرلمانية حيث سيسعى للحصول على أغلبية مريحة لتطبيق خططه الإصلاحية.

والرئيس المنتخب لفترة ولاية مدتها خمس سنوات هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ويعين رئيس الوزراء وله الحق في حل المجلس الوطني كما أنه مسؤول عن السياسات الخارجية والدفاعية.

سيجولين روايال بعد اعلان النتيجة امس
سيجولين روايال بعد اعلان النتيجة امس
وبدأت روايال العام وهي المفضلة لدى الناخبين لكن سلسلة من الزلات بشأن السياسة الخارجية أثارت الشكوك في كفاءتها. كما أن الانقسامات الأيديولوجية العميقة داخل معسكرها الاشتراكي أشارت إلى أنها لن تتمتع أبدا بدعم موحد من جانب الاشتراكيين.

وقال دومينيك شتراوس كان وهو وزير مالية اشتراكي سابق يقدم نفسه كزعيم محتمل للحزب المهزوم في المستقبل "نحتاج إلى تجديد أنفسنا. إنه الشرط الضروري لاستعادة الأمل وأنا صالح لذلك."

وصور الاشتراكيون ساركوزي على أنه مصدر للخطر على فرنسا قائلين إنه متسلط وإنه سيتسبب على الأرجح في تفاقم التوترات في الضواحي الفقيرة والمتعددة العرقيات والتي تحيط بالكثير من المدن الفرنسية.

كما اتهموه بإشعال أعمال الشغب التي شهدتها الضواحي عام 2005 عندما وعد بتخليص الأحياء ممن وصفهم "بالحثالة" المسؤولين عن الاضطرابات.

وانتشر آلاف من رجال الشرطة الإضافيين لحراسة الضواحي الحساسة اليوم الأحد.ولكن من خلال دعم ساركوزي أظهر الناخبون أنهم يريدون زعيما قويا يتمكن من حل مشكلات فرنسا الكثيرة بما في ذلك ارتفاع نسبة البطالة التي تبلغ 8.3 في المئة وانخفاض مستويات المعيشة وغياب الأمان الوظيفي وتراجع القدرة الصناعية.

ووعد ساركوزي بقطيعة تامة مع سياسات شيراك الذي كان ذات يوم راعيه السياسي ويقول إنه سيكبح قوة النقابات ويغلظ العقوبات على المجرمين.

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية يتسم ساركوزي بأنه أكثر ميلا للأمريكيين من شيراك لكنه أوضح جليا معارضته للحرب في العراق وسيجد صعوبة في الاقتراب أكثر من واشنطن بسبب تنامي المشاعر المعادية للولايات المتحدة بين الفرنسيين.

وقال إن إحدى الخطوات الأولى التي سيتخذها في حال فوزه بالرئاسة القيام بزيارة برلين ثم بروكسل لوضع خطط لمعاهدة مصغرة تحل محل دستور الاتحاد الأوروبي الذي رفضه الناخبون الفرنسيون في استفتاء أجري عام 2006.

وبعد شهور من الجهد المضني خلال الحملة الانتخابية أشار ساركوزي أيضا إلى أنه سيأخذ قسطا من الراحة في الأسبوع المقبل قبل أن يعود إلى باريس للعمل على تشكيل حكومته الجديدة. ويتوقع كثيرون أن يصبح وزير العمل السابق فرانسوا فيلون رئيسا للحكومة. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى