> «الأيام» سالم أحمد حسين:
صورة لم تفارق خيالي منذ أيام، وموقف يعتصر الفؤاد من شدته وجو ساده الصمت لحظات لينتهي ذلك الصمت الرهيب بدموع ونحيب، أم يموت ابنها وهي تنظر إليه والدموع تتفجر في عينيها، مشهد فضيع ظل في مخيلتي ولم يفارقني لحظة واحدة.
حدث ذلك قبل عدة أيام عندما كنت خارجاً من مستشفى عتق المركزي بشبوة، فإذا بسيارة مسرعة تتجه نحو طوارئ المستشفى وملامح الغضب على وجه السائق حيث كان يشير بيده نحونا، ومباشرة اتجهنا نحوه وإذا بشاب ملقى في آخر السيارة عنده ثلاث نساء بينهن أمه يطلبن المساعدة ويشرن إلى إصابات الطلقات الناريه التي اخترقت فخذه.
أنزلناه وسألناهن ما الذي حدث؟ كانت أفكارهن مشوشة من شدة المنظر، فأخبرننا بأنه تعرض لطلق ناري من قبل أحد الأشخاص بسبب قضية ثأر قديمة، حينها حضر الأطباء لإسعاف المصاب الذي قيل إنه تعرض للإصابة الساعة الحادية عشرة صباحاً ولم يستطيعوا إسعافه إلا بعد ثلاث ساعات من الحادث، حيث ظل ينزف لأن عدوّه منع الناس الاقتراب منه وإسعافه وكانت الأم تصرخ وتقول للأطباء أنقذوا ابني وسوف أعطيكم ما تطلبون، وتضع يدها على فمه كأنها تحاول الإبقاء عليه حياً.
ثم بدأ الصمت العميق عندما تأكد الأطباء أن المصاب قد فارق الحياة منذ ساعة بسبب النزيف، فمن يملك الجرأة ليخبر تلك الأم الواقفة بأن ابنها قد مات!؟ حينها ساد الصمت وتراجع الأطباء إلى الوراء دون أن يتكلموا وسحب أحدهم البطانية ليغطي وجهه فصرخت الأم قائلة: لماذا تتركون ابني! وفي تلك اللحظة وبصوت يملؤه الأسى استطاع أحدهم التكلم وأخبرها بأن ابنها قد فارق الحياة.
فأي موقف أصعب من أن يموت الابن والأم تنظر إليه؟! أحسست في داخلي ببركان من الحزن يتفجر لهول مارأيت!
فيا أبناء شبوة!.. أيها الشباب المثقف يا من تعلمتم وعرفتم!.. يا أجيال الغد يا من تؤمنون بأن الثأر هو المعضلة الكبرى في محافظتكم، ألم يحن الوقت لنقف صفا واحدا أمام هذا الداء الخطير؟
كلنا يعلم أن الثأر لا يجلب إلا الويل والخراب فأستحلفكم بالله أن تقفوا وقفة جادة لتثبتوا وتحققوا الأمان لكم ولأجيالكم القادمة وتكونوا درعاً واقية لمحافظتكم ضد كل من يحاول ويسعى إلى خرابها، فأنتم نبتة اليوم وثمرة الغد، فمن تنتظرون حتى يأتي ويوقظكم من سباتكم العميق والله في كتابه العزيز يقول {إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم}.
حدث ذلك قبل عدة أيام عندما كنت خارجاً من مستشفى عتق المركزي بشبوة، فإذا بسيارة مسرعة تتجه نحو طوارئ المستشفى وملامح الغضب على وجه السائق حيث كان يشير بيده نحونا، ومباشرة اتجهنا نحوه وإذا بشاب ملقى في آخر السيارة عنده ثلاث نساء بينهن أمه يطلبن المساعدة ويشرن إلى إصابات الطلقات الناريه التي اخترقت فخذه.
أنزلناه وسألناهن ما الذي حدث؟ كانت أفكارهن مشوشة من شدة المنظر، فأخبرننا بأنه تعرض لطلق ناري من قبل أحد الأشخاص بسبب قضية ثأر قديمة، حينها حضر الأطباء لإسعاف المصاب الذي قيل إنه تعرض للإصابة الساعة الحادية عشرة صباحاً ولم يستطيعوا إسعافه إلا بعد ثلاث ساعات من الحادث، حيث ظل ينزف لأن عدوّه منع الناس الاقتراب منه وإسعافه وكانت الأم تصرخ وتقول للأطباء أنقذوا ابني وسوف أعطيكم ما تطلبون، وتضع يدها على فمه كأنها تحاول الإبقاء عليه حياً.
ثم بدأ الصمت العميق عندما تأكد الأطباء أن المصاب قد فارق الحياة منذ ساعة بسبب النزيف، فمن يملك الجرأة ليخبر تلك الأم الواقفة بأن ابنها قد مات!؟ حينها ساد الصمت وتراجع الأطباء إلى الوراء دون أن يتكلموا وسحب أحدهم البطانية ليغطي وجهه فصرخت الأم قائلة: لماذا تتركون ابني! وفي تلك اللحظة وبصوت يملؤه الأسى استطاع أحدهم التكلم وأخبرها بأن ابنها قد فارق الحياة.
فأي موقف أصعب من أن يموت الابن والأم تنظر إليه؟! أحسست في داخلي ببركان من الحزن يتفجر لهول مارأيت!
فيا أبناء شبوة!.. أيها الشباب المثقف يا من تعلمتم وعرفتم!.. يا أجيال الغد يا من تؤمنون بأن الثأر هو المعضلة الكبرى في محافظتكم، ألم يحن الوقت لنقف صفا واحدا أمام هذا الداء الخطير؟
كلنا يعلم أن الثأر لا يجلب إلا الويل والخراب فأستحلفكم بالله أن تقفوا وقفة جادة لتثبتوا وتحققوا الأمان لكم ولأجيالكم القادمة وتكونوا درعاً واقية لمحافظتكم ضد كل من يحاول ويسعى إلى خرابها، فأنتم نبتة اليوم وثمرة الغد، فمن تنتظرون حتى يأتي ويوقظكم من سباتكم العميق والله في كتابه العزيز يقول {إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم}.