غارات إسرائيليية على غزة وسط اقتتال داخلي فلسطيني

> غزة «الأيام» نضال المغربي :

>
جانب من الدمار الذي لحق بالمنازل بعد الغارة الجوية
جانب من الدمار الذي لحق بالمنازل بعد الغارة الجوية
قتل 23 فلسطينيا على الأقل أمس الأربعاء فيما تقاتلت حركة فتح التي يقودها الرئيس محمود عباس وحركة حماس من أجل السيطرة على غزة وشنت إسرائيل موجة من الهجمات الجوية أسفرت عن سقوط قتلى.

وقال مسؤولون فلسطينيون ان الاقتتال الآخذ في التصاعد من شأنه ان يطيح بحكومة الوحدة الفلسطينية المؤلفة من حماس وفتح والتي شكلت قبل نحو شهرين,وحذر فلسطينيون من ان انهيار الحكومة من شأنه أن يقود لمزيد من العنف ويفضي إلى نهاية السلطة الفلسطينية.

واختبأ أهالي غزة المذعورون في منازلهم فيما اشتبك مسلحون ملثمون في الشوارع مما أدى إلى مقتل 18 شخصا.

وناشدت امرأة مذعورة في اتصال هاتفي مع إذاعة محلية عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية للتحرك. وقالت "لا تتركونا لنموت هنا."

وقال الأهالي إن أكبر غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن تسوية مبنى بالأرض تستخدمه القوة التنفيذية التابعة لحماس في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة مما أدى إلى مقتل أربعة نشطاء.

وقال الجيش الإسرائيلي ان الهجوم غير متصل بالاقتتال الداخلي الذي أسفر حتى الآن عن مقتل 40 شخصا على الأقل منذ اندلاعه يوم الجمعة.

وقال سكان ان غارة جوية وقعت في وقت لاحق في شمال القطاع أسفرت عن مقتل نشط آخر من حماس وإصابة اثنين من الفلسطينيين.

ومع استعار المعارك في غزة أطلق نشطاء صواريخ على جنوب إسرائيل مما تسبب في وقوع إصابات ولكن لا وفيات في محاولة على ما يبدو لجر إسرائيل للقتال.

اعمدة الدخان تتصاعد من احدى العمارات
اعمدة الدخان تتصاعد من احدى العمارات
وقالت إسرائيل ان الغارات الجوية وهي الأعنف منذ الإعلان عن هدنة في نوفمبر تشرين الثاني استهدفت مركزا للقيادة تستخدمه حماس في التخطيط لهجمات كما استهدفت فريقا لإطلاق الصواريخ كان لتوه قد أطلق صواريخ على إسرائيل.

ونفت القوة التنفيذية التي تقوم على القتال ضد فتح ان يكون المبنى الموجود في رفح مستخدما للتخطيط لهجمات صاروخية وقال ان الضربات الجوية تثبت ان إسرائيل منحازة لطرف.

وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ان إسرائيل ربما تصعد ضرباتها الجوية في قطاع غزة ردا على تصاعد الهجمات الصاروخية الفلسطينية عبر الحدود.

وقالت الوزيرة للصحفيين بعد مشاورات امنية مع رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس "ابدينا ضبط النفس حتى الان لكن هذا الوضع غير مقبول."

وتواجه إسرائيل موقفا حساسا للغاية. فهي تحت ضغوط محلية مكثفة لوقف الهجمات الصاروخية عليها وتريد ان توجه فتح ضربة لحماس. ووافقت إسرائيل على السماح بمرور قوات قوامها 450 مقاتلا تابعا لحركة فتح من مصر إلى غزة أمس الأول.

ولكن مجاهرة إسرائيل بتقديم الدعم لفتح من شأنه أن يكون له مردود عكسي إذا تمكنت حماس من تصوير عباس على انه حليف لإسرائيل التي يعتبرها كثير من الفلسطينيين العدو الحقيقي.

وقال شمعون بيريس نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي في إستونيا "لن نتدخل في الحرب ذاتها ولكن إذا طلب السيد عباس مساعدة معينة فسنوفرها."

وأعلنت حماس وفتح وقفا لإطلاق النار بدأ الساعة 1700 بتوقيت جرينتش. ولكن ما زال دوي إطلاق النار والانفجارات مسموعا في أنحاء القطاع.

وقتل ضباطان تابعان لأجهزة الأمن الموالية لعباس في اشتباكين منفصلين وأصيب أربعة آخرون. وتبادل الجانبان الاتهامات بخصوص الطرف الباديء بإطلاق النار.

اخراج جثث القتلى من تحت الانقاض
اخراج جثث القتلى من تحت الانقاض
وفي وقت سابق اقتحم مسلحون من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) منزل رشيد ابو شباك أكبر مسؤول أمني تابع للرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة أمس وأطلقوا قذائف مورتر على المبنى الذي يضم مكاتب عباس في غزة,وأضرموا النار في مبنى يعيش فيه رئيس لجهاز أمني موال لفتح.

واحتجز 50 صحفيا على الأقل في المركز الإعلامي الرئيسي في قطاع غزة. وقالوا ان المبنى طوقه مسلحون وان بعض الناس في المبنى أصيبوا.

ويقول بعض المسؤولين الغربيين ان انهيار الحكومة من شأنه أن يتيح لعباس مزيدا من السيطرة بما ينهي المقاطعة المالية الغربية للسلطة الفلسطينية قبل انتخابات مبكرة محتملة.

وقال مسؤول فلسطيني ان عباس ألغى زيارة للأردن وسيتوجه بدلا من ذلك إلى غزة في محاولة لإعادة الهدوء. ودعا بعض قادة فتح عباس إلى الإعلان الفوري لحالة الطوارئ وهي خطوة قد تسمح له بأن يحكم بمرسوم رئاسي لفترة محدودة.

وعبرت القوى الغربية عن قلقها ازاء تصاعد الفوضى الذي سلط الضوء على غياب محادثات السلام مع إسرائيل.

وقال توم كيسي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "من الواضح أنه ينبغي للجميع أن يعمل مع عباس لتهدئة الوضع."

وفي أعنف هجوم وقع في الاشتباكات الحالية قتل خمسة مسلحين معتقلين من حماس ومرافقين اثنين من حركة فتح حينما تعرضت سيارتهم لإطلاق نار وهي متجهة إلى مركز للاعتقال.

وقال مسؤولون أمنيون ان مقاتلي حماس هم الذين هاجموا السيارة ولكن متحدثا باسم القوة التنفيذية التابعة لحماس قال انهم "أعدموا بدم بارد" على يد فتح.

وقالت فتح ان تسعة من أفرادها على الأقل قتلوا في الاشتباكات أمس الأربعاء.

(شارك في التغطية دان وليامز واوري لويس وجيفري هيلر وادم انتوس في القدس ومحمد السعدي في رام الله) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى