في محلي لحج قرارات جريئة.. والعبرة بالتنفيذ

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
الجرأة في الطرح- ومن صميم الائتمان العظيم بين المجالس المحلية المنتخبة والمواطنين - للقضايا الفصالية الأهم في حياة الناس، وما يتعلق منها بخاصة بالوظيفة والموارد المحلية والأراضي ومساءلة المسئولين مدراء وغيرهم، هي كلها مداخل صحيحة لتجربة السلطة المحلية كما يوضحها ويفسرها قانون السلطة المحلية الحالي، بكل مساوئه، المراد منها تحجيم التجربة، وصولا لتجربة حكم محلي حقيقي تنبع مصداقيته من فصل آليات حكم المحليات المختلفة عن المركز، وإطلاق صلاحياته وتوسيعها، بحيث يوفر حاجات ملحة للناس بالتخلص من قيود المركزية المفرطة التي من دواخلها تنمو وتكبر آفات الفساد وكل شروره، ومن ثم لا نخرج عن كوننا دولة مظهرية تتلفع بشعارات فضفاضة عن ديمقراطية، بينما جذور الدولة الرعوية لاتزال تعيد إنتاج عهودها القديمة تحت مسميات حديثة.

لقد تابعت القرارات الجريئة الصادرة عن الاجتماع الدوري الأول للمجلس المحلي لمحافظة لحج (الفترة من 16-22 أبريل الماضي)، التي اقتربت كثيرا من هموم المواطنين بعد انتظار منهم لم يعودوا منه خائبين في نهاية المطاف وهذا هو المبتغى، فالإخوة في المجلس ناقشوا وقرروا بشجاعة عددا من المسائل تصب في صميم تطلعات المواطنين، مثل القرار الخاص بعدم قبول أي تعيين للوظيفة العامة مركزيا، والقرار الخاص بحماية أراضي الدولة من النهب والاعتداءات، والقرار الخاص بسحب الثقة من مدير عام مكتب وزارة الخدمة المدنية والتأمينات، وإيقاف المخصصات المالية للدرجات الوظيفية لعام 2006م والمنظورة أمام محكمة الاستئناف، والقرار الخاص باستيعاب العمالة في المشاريع الاستثمارية من أبناء المحافظة، وقرار بعدم التصرف في مساحة محلج القطن، وعدم إجراء تنقلات لمديري العموم المقدمين للمساءلة..الخ. هذه لحج يراد لها -للأسف- أن تكون منطقة عبور بين محافظات وأن يستثمر رصيدها العظيم في المدنية سلباً، ناهيك عن مجالات إنسانية رحبة: الثقافة والفن والإبداع، ودون أن نغفل دورها الوطني المشهود في الثورة والاستقلال والوحدة والانتخابات، ففي كل هذه المجالات للحج باع وذراع ولا داعي للمجادلة.

إن هناك فوضى عارمة في أراضي لحج أبطالها حفنة من السماسرة بينما المواطن القاطن في هذه الأرض منذ مئات السنين ليس له فيها شروى نقير، وتسقط مناطق عزيزة في براثن الثأر والاقتتال الداخلي في مديريات الصبيحة تحديدا دون أن تأخذ الأمن عزة بالحق ليفصل في هذا الأمر أو على الأقل يؤدي دوره المسئول. لذلك فإن حجم المسئولية كبير وثقيل على إخواننا الأعزاء في المجلس، والعبرة دائما في تنفيذ وتحويل القرارات المتخذة إلى حقائق ملموسة والتصدي للقضايا الأخرى المعلقة، وحتما سوف تتأصل في حياتنا تجربة الحكم المحلي طالما انحازت للحق العام وللمواطنين الذين سيقفون داعمين وراء الجهود المخلصة.. وتحية وتقدير لإخواننا في مجلس لحج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى