ميركل تنتقد بوتين بسبب الديمقراطية في قمة شابها الفتور

> فولجسكي «الأيام» اوتيوس كريستيان لوي :

>
المستشارة الألمانية انجيلا ميركل مع الرئيس الروسي فلايمير بوتين
المستشارة الألمانية انجيلا ميركل مع الرئيس الروسي فلايمير بوتين
اصطدمت روسيا والاتحاد الأوروبي بخصوص الديمقراطية أمس الجمعة حيث انتقدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل روسيا لمنعها شخصيات معارضة من الوصول إلى مسيرة قرب مقر القمة بين الاتحاد وروسيا.

وخلال اجتماعهما الذي هيمن عليه الفتور والذي خفض الطموحات في علاقات أوثق بين روسيا والاتحاد رفض زعماء الاتحاد الأوروبي مطالب الكرملين له بأن يكبح أعضاءه من شرق أوروبا الذين تختلف معهم روسيا.

ومنع مسؤولون بمطار في موسكو مجموعة تضم بطل العالم السابق في الشطرنج النشط المناهض للكرملين حاليا جاري كاسباروف من التوجه جوا إلى سامارا أقرب مدينة كبيرة من موقع القمة حيث كانوا يعتزمون قيادة "مسيرة المعارضين" لحكم بوتين.

وقالت ميركل في تصريحاتها خلال مؤتمر صحفي عقب القمة "ينبغي أن يسمح لكل أولئك الذين يريدون تنظيم مسيرة في سامارا بفعل ذلك."

وأضافت "يمكنني أن أتفهم الوضع إذا اعتقل أناس يلقون الحجارة أو يهددون حق الدولة في فرض النظام... لكن الأمر مختلف تماما إذا أوقفت أناسا اثناء توجههم إلى مظاهرة."

وقال بوتين إن تصرفات الشرطة الروسية "لم تكن مبررة دائما" لكن استدرك قائلا وقد بدا عليه الغضب إن كاسباروف ورفاقه "شخصيات هامشية" وإن بلدان الاتحاد الأوروبي لديها مواطن خلل أيضا في ديمقراطياتها.

وتساءل في مؤتمر صحفي بموقع القمة وهو منتجع على ضفتي نهر الفولجا على بعد 1000 كيلومتر جنوب شرقي موسكو "ما هي الديمقراطية الخالصة... إنها مسألة ما إذا كنت ترغب في مشاهدة الكأس نصف ممتليء أم نصف فارغ."

وقال مسؤول بالشرطة إن خللا في جهاز الكمبيوتر تسبب في عدم منح كاسباروف ورفاقه تذاكر.

وكما كان متوقعا انتهى اجتماع اليوم دون إطلاق المفاوضات الخاصة بمعاهدة شراكة أوروبية روسية. وتعطل ذلك بسبب اعتراض بولندا على المعاهدة في إطار خلافها التجاري مع موسكو.

وكانت موسكو تأمل في أن يقنع زعماء الاتحاد بولندا فضلا عن استونيا وليتوانيا اللتين تختلف معهما روسيا أيضا بتخفيف مواقفها.

وعرقلت بولندا بدء المحادثات بعدما فرضت روسيا حظرا على واردات اللحوم البولندية. كما تتهم موسكو استونيا بتدنيس ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية بعدما أزالت نصبا تذكاريا للحرب يعود للعهد السوفيتي من وسط العاصمة طالين. وأما ليتوانيا فتشعر بالغضب بعدما أغلقت روسيا خطا لأنابيب النفط.

لكن رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أوضح أن الاتحاد يقف بقوة وراء أعضائه.

وقال "أتيحت لنا مناسبة لنقول لشركائنا الروس إن أي مشكلة تواجه دولة عضوا هي مشكلة للاتحاد الأوروبي بأكمله."

وأضاف "من المهم للغاية إذا أردتم أن تقيموا تعاونا وثيقا أن تدركوا أن الاتحاد الأوروبي يستند إلى مباديء التضامن."

ورد بوتين واتهم بعض البلدان الأوروبية "بالأنانية الاقتصادية التي لا تتفق دائما مع مصالح الاتحاد الأوروبي" في إشارة واضحة إلى بولندا.

والاتحاد الاوروبي ليس القوة الغربية الوحيدة التي تكافح لادارة علاقاتها مع روسيا التي تتخذ نهجا صارما على نحو متزايد. فقد اصطدمت موسكو مع واشنطن بخصوص خطط الولايات المتحدة نصب أجزاء من الدرع الصاروخية الدفاعية في شرق أوروبا.

وخلال تصريحاتهم للصحفيين عقب المحادثات خلت حركات الزعماء من السلاسة والانسيابية وتجنبوا النظر إلى بعضهم البعض.

وحدق بوتين ببصره بعيدا عندما تحدث باروزو وميركل بخصوص قضايا حساسة بالنسبة لروسيا.

وسلطت القمة الضوء على أن رؤية زعماء الاتحاد بخصوص شراكة أوثق مع روسيا تستند إلى القيم المشتركة قد قضي عليها بسبب الخلافات.

ومعاهدة الشراكة معطلة كما يرفض بوتين اقرار ميثاق للطاقة يقول الاتحاد الأوروبي إنه ضروري لتأمين امدادات طويلة الأجل ويعتمد عليها من النفط والغاز من روسيا.

وحرص مسؤولون خلال القمة على التأكيد على أن الخلافات بخصوص بولندا واستونيا وليتوانيا مؤقتة ولا تؤثر على جوهر العلاقات الروسية الأوروبية والمتمثل في روابط تجارية كبيرة آخذة في النمو السريع. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى