«الأيام» تزور أحد كبار المعمرين في مديرية لودر .. طعامه وشرابه من الحبوب والعسل والسمن البقري والسليط البلدي والتمر واللبن ولم يأكل الأطعمة المصنعة طيلة حياته

> «الأيام» سالم لعور:

> (العود) اسم اشتهر به المعمر قاسم عمر صالح الوادي البالغ من العمر (مائة وأربعين سنة) حسب إفادته و(العود) لفظة تعني «كبير السن».. كان الناس ومازالوا يأتون إلى المعمر الوادي من نواحي قرى ومناطق مديرية لودر والمديريات المجاورة ليبحثوا عن أنسابهم أو معرفة شيء عن حياة أجدادهم وللمشورة ومعرفة مواسم الحصاد (الزراعية) لما له من معرفة بالأرض وأخبار الناس وقبائلهم.

«الأيام» تلقت سيلاً من المكالمات الهاتفية من مواطنين طالبوا الصحيفة باللقاء بالمعمر الوادي (140 عاما) ولبت الصحيفة نداءات المواطنين وقامت بزيارة إلى قريته (امرصاص)- منطقة الحضن بمديرية لودر.

ذهبت إليه وقطعت مسافة 3 كيلومترات على الأقدام وصحبت معي حفيده جمال صالح قاسم وعند وصولنا القرية استقبلنا بابتسامة عريضة حاملاً لنا الشاي والقهوة ووجدناه رجلاً طاعناً في السن ماتزال ذاكرته متقدة بتذكر أحداث جسام شهدها منذ أكثر من مائة عام وصحته جيدة ولا يشكو إلا من ضعف في سمعه فقط ومازال يتمتع بإرادة قوية وعزيمة أقوى.. وكانت حصيلة اللقاء:

الأطعمة والمشروبات التي يتناولها
حدثنا المعمر الشيخ قاسم عمر الوادي بأنه يأكل في وجباته أغذية تحتوي على حبوب الذرة -الشعير-الدخن- السمسم (الجلجل)- السنيسلة- السيّال-الدجر-العتر-والجهوش الأخضر وجميع هذه الحبوب تزرع بمديرية لودر والمناطق المجاورة .. وكذلك العسل-السليط البلدي (الدهن)-السمن البقري-وألبان الغنم والبقر والإبل وأكل اللحم والتمر. وعرفنا أنه لم يأكل أية أطعمة مصنعة طيلة حياته وحتى اليوم.

زوجاته وأولاده وحفدته
تزوج بامرأتين أنجبت إحداهما اثنين من الذكور: أحمد قاسم عمر وصالح قاسم عمر، وثلاثاً من الإناث وعدد حفدته 215 حفيداً وحفيدة منهم 113 ذكور و 102 من الإناث .

ماذا عمل في بداية حياته ؟
سألنا المعمر الوادي عن أعماله التي كان يقوم بها في بداية حياته فأخبرنا أنه بدأ حياته بالعمل في حراثة الأرض من أجل توفير لقمة العيش لأسرته وكان يقوم بمزاولة مهنة (السحيج) وهي مهنة قديمة كان يمارسها الناس في القدم نتيجة صعوبة الحياة يستخرجون فيها الخيوط من نبات تشتهر به مناطق أبين يسمى «السحيج» يستخدم في صناعة الحبال وصناعة (الوظف) التي تستخدم لرمي الطيور بالحجارة وإصدار أصوات ترغم الطير على الابتعاد عن الحقول والمزارع قرب موسم حصاد الحبوب.

وبعد ذلك انضم إلى صفوف الجيش البريطاني وكان شاويشاً يحمل الرقم العسكري 2562 .

ذكريات من الماضي
روى لنا المعمر قاسم عمر الوادي أنه كان يذهب في أيام شبابه إلى عدن بالسفر على الجمال وكانت الرحلة في ذلك الزمان صعبة وشاقة تستغرق من 8 أيام إلى عشرة أيام من لودر إلى عدن التي كانت آنذاك منطقة صغيرة جداً.

ويتذكر دخول جيش الإمام إلى محافظة البيضاء ودخول الأتراك إلى لحج وشهد الصراع الذي جرى بين الأتراك والإنجليز حول محمية لحج ويتذكر تفاصيل حقبة حكم سلاطين العواذل وموقع السلطنة في حصون زارة.

الفرق بين زمانه وزماننا
قال المعمر الوادي: زماننا كان الجوع والفقر منتشرين ولكننا نعتمد على زراعة الأرض وتربية الماشية وكانت بيننا مودة ورحمة وعطف على المحتاج لا يوجد أحد يحسد أحداً، أما زمانكم احمدوا الله عليه كل شيء متوفر ولا أحد يموت من الجوع، نحن كنا نجوع ونربط الحجارة على البطون من شدة الجوع وأنتم احمدوا ربكم وادعوا الله أن يحفظ لكم اليمن وصانع وحدتها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي في عهده عشتم في هناء وسعادة وخير.

ما يريد أن يقوله المعمر قاسم الوادي
أريد أن أقول إنني لا أحصل على أي مرتب لا من دائرة أسر الشهداء والمناضلين ولا حتى من الإعانة حق (الرايس) علي عبدالله صالح حفظه الله.

صحتي جيدة وسمعي ضعيف
سألناه عن صحته فأجاب ممازحاً: الحمد لله أنا بصحة جيدة ومازلت شبابا لكن سمعي ضعيف «الويل بكم يا الله الواحد فيكم يعمر سبعين سنة وربنا يطول في أعماركم».

حفيد من حفدته يتذكر
ومن حفدة المعمر قاسم عمر الوادي الحفيد الشيخ سالم أحمد قاسم عمر الوادي رجل الأعمال والشخصية الرياضية المعروفة في منطقة البريقة، يتذكر مواقف لجده المعمر قاسم الوادي منها :

-أتذكر في عام 1971م عندما قامت عناصر بإغلاق عقبة ثرة حينها قام الاخوة عبدالله محمد علي (نائب مأمور مديرية لودر) والشيخ علي ناصر الهيثمي وعبدالله شوعان ومجموعة أخرى حاولت الذهاب لفتح عقبة ثرة فالتحق بهم جدي قاسم الوادي وأنقذ حياتهم من عدة كمائن كانت معدة لهم سلفاً وخاطر بحياته وأنقدهم وقاموا بحنكته بفتح عقبة ثرة.

- ويتذكر الحفيد الشيخ سالم أحمد قاسم عمر الوادي في عام 1973 عندما كانت سرية تابعة للواء 30 مشاة في عملية تمشيط (حراسة على بيت نائب المأمور عبدالله محمد علي) واشتبكت مع نائب المأمور وكان لجدي قاسم دور بارز في فض هذا الاشتباك بحكمته وشجاعته مخاطراً بحياته وسط تبادل النيران بين الفريقين منادياً بأعلى صوته بأن ما حدث هو خطأ وأن الفريقين اللذين يتقاتلان هما فريق واحد.

-وفي بداية الستينات أنقذ المعمر الوادي عدداً من الفدائيين في عدن ممن كانت تبحث عنهم سلطات الاحتلال وقام بنقلهم وإيوائهم وترحيلهم إلى محافظة أبين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى