> احتدم القتال حول مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان يوم امس الجمعة واستخدم الجيش اللبناني المدفعية الثقيلة منذ الصباح الباكر في حين ضيقت القوات اللبنانية الخناق حول المتشددين المتحصنين في المخيم.

ودعا الجيش اللبناني الجمعة عناصر فتح الاسلام المتحصنين في المخيم الى الاستسلام وطالب الفلسطينيين بعدم تأمين "ملاذ لهؤلاء المجرمين".

وفي بيان صدر اثر ساعات طويلة من الاشتباكات العنيفة بدات صباح الجمعة واستهدفت خلالها القوى العسكرية مواقع فتح الاسلام بمختلف انواع الاسلحة، دعت قيادة الجيش "المسلحين الضالين الى تسليم انفسهم للعدالة" مؤكدة اصرارها "على مواصلة ملاحقتهم حتى تحقيق ذلك".

وطالب الجيش الفلسطينيين بـ"عدم تأمين اي ملاذ لهؤلاء المجرمين والعمل على طردهم من بين المدنيين الابرياء".

وقالت مصادر أمنية إن 12 شخصا على الأقل قتلوا داخل المخيم إضافة إلى جنديين. وأضافت المصادر أن 18 جنديا آخرين أصيبوا. لكن لم توضح المصادر ما إذا كان القتلى الاثنا عشر داخل المخيم من متشددي جماعة فتح الاسلام أم من المدنيين.

وذكرت مصادر أمنية أن القوات الخاصة استولت على عدة مواقع رئيسية لمتشددي حركة فتح الإسلام ودمرت مواقع للقناصة على الحافة الشمالية لنهر البارد في حين قصفت بطاريات المدفعية المخيم.

وتدور اشتباكات بين الجيش اللبناني والمتشددين في المخيم منذ 20 مايو في أعنف اشتباكات داخلية في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 وأودى القتال قبل أمس الجمعة بحياة 84 شخصا على الأقل هم 35 جنديا و29 متشددا و20 مدنيا.

وهز القصف المدفعي ونيران المدافع الرشاشة المخيم منذ الساعات الاولى من صباح أمس الجمعة. وفي بعض الأحيان كانت القذائف تنفجر بمعدل عشر قذائف كل دقيقة وتصاعد الدخان من مبان بالداخل.

وقال مصدر فلسطيني له اتصالات داخل المخيم"من الواضح ان هذا بداية هجوم للجيش." وأضاف أن التقارير الأولى أشارت إلى وقوع ضحايا بين المدنيين.

واقيم المخيم في عام 1948 كمخيم مؤقت لايواء اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من منازلهم بعد قيام اسرائيل وأصبح الآن بلدة صغيرة ذات مبان خرسانية وأزقة.

وقال مصدر عسكري إن الجيش دمر مباني تطل على مواقعه على حافة المخيم. وأضاف أن "القناصة يستخدمون هذه المواقع الأمامية لاطلاق النار على جنودنا".

وقال مصدر بالجيش إن القصف يأتي ردا على هجمات المتشددين على مواقع الجيش لكنه لم يؤكد شن هجوم بري كبير.

ولم يصدر تأكيد من الجيش بأنه على وشك شن هجوم بري على الرغم من أن شاهدا من رويترز قال إن نحو 20 دبابة لبنانية تجمعت على بعد نحو كيلومتر واحد من مدخل للمخيم.

وحث بيان بموقع على الانترنت غالبا ما يستخدمه تنظيم القاعدة المتشددين في لبنان على الانتفاضة والدفاع عن فتح الاسلام.

ودعا البيان الذي وقعه النشط المعروف المرتبط بالقاعدة محمد حكايمة الاسلاميين الى الانتفاضة ومساعدة المتشددين في نهر البارد واصفا ذلك بأنه واجب ديني.

ونزح أكثر من 25 ألف لاجئ من المخيم الذي يقطنه نحو 40 ألف فلسطيني. وغادر معظم اللاجئين النازحين إلى مخيم بداوي القريب.

وتطالب الحكومة المتشددين بالاستسلام. واتهمت السلطات 20 عضوا تم أسرهم من الجماعة بالإرهاب. وتصل عقوبة هذا الاتهام إلى الاعدام.

ويمنع اتفاق عربي أبرم في عام 1969 الجيش من دخول 12 مخيما فلسطينيا في لبنان تضم 400 الف لاجئ.

وأعطت الحكومة اللبنانية للزعماء الفلسطينيين في لبنان فرصة لإيجاد مخرج من الأزمة لأنها تخشى من احتمال أن يؤدي هذا القتال إلى إثارة أعمال عنف في مخيمات أخرى للاجئين .

لكن المصدر الفلسطيني قال إنه على ما يبدو أن السلطات نفد صبرها إزاء عدم تحقيق تقدم مع جهود الوسطاء وقررت تكثيف الضغط العسكري على المتشددين.

ودعا عباس زكي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان مقاتلي فتح الاسلام إلى الاستسلام.

ووصف أعضاء في الحكومة اللبنانية المناهضة لسوريا فتح الإسلام بأنها أداة في يد المخابرات السورية لكن دمشق تنفي أي علاقة لها بهذه الجماعة وتقول إن زعيمها شاكر العبسي مدرج على قائمة المطلوبين لديها.

وقال العبسي إنه يتبع فكر القاعدة ولكن ليس له علاقات مباشرة مع زعيمها اسامة بن لادن. ويعتقد أن كثيرين من رجاله الذين يقدر عددهم بنحو 300 حاربوا في العراق.

وتقول السلطات اللبنانية ان فتح الاسلام تضم عربا من السعودية والجزائر وتونس وسوريا ولبنان.

وجاء التصعيد العسكري غداة زيارة قائد الجيش العماد ميشال سليمان مواقع عناصره قرب نهر البارد حيث جدد التصميم على "توقيف القتلة الذين اعتدوا على الجيش والمدنيين اللبنانيين والفلسطينيين الابرياء، وسوقهم الى العدالة".

وشدد على ان هذا الموقف لا يخضع "للمساومات والتجاذبات السياسية".

يذكر أن فتح الاسلام ترفض تسليم عناصرها.ولم تتوصل الوساطات التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية ووفد من علماء الدين الى ايجاد مخرج للمشكلة.

وقتل 35 جنديا منذ بداية المواجهات بين الجيش اللبناني وفتح الاسلام في 20 مايو، بينهم 27 جنديا قبل بدء المعارك، بينما قتل 33 عنصرا في فتح الاسلام.

اشتباك ليلا بين "جند الشام" وحركة فتح في مخيم فلسطيني جنوب لبنان

وقع اشتباك قصير ليل الخميس بين ناشطين من حركة فتح برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعناصر من تنظيم "جند الشام" في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة جنوب لبنان، بحسب ما افاد مصدر فلسطيني اليوم الجمعة.

وقال المصدر ان ناشطا في حركة فتح كان شقيقه قتل في السابع من ايار/مايو، اطلق النار مساء الخميس في اتجاه عنصر من جند الشام يحمله مسؤولية مقتل شقيقه من دون ان يصيبه.

وحصل على الاثر تبادل اطلاق نار بالاسلحة الرشاشة واطلاق قنابل لمدة نصف ساعة في المخيم الاكبر في لبنان على بعد اربعين كيلومترا جنوب بيروت.

وقتل عنصران في فتح وجرح اربعة اشخاص آخرين، بينهم عنصر في جند الشام في السابع من ايار/مايو في اشتباكات بين الطرفين.