الشاعر الغنائي الكبير علي عمر صالح.. الاستحقاق والتكريم

> عصام خليدي:

> كلمة أقولها بملء الفم والضمير عن شاعرنا المبدع والوطني علي عمر صالح الذي أتحفنا بما قدمه من نتاجات شعرية متألقة أضاءت سماء الوطن بالبهجة والفرح وعبرت بمضامينها بشفافية ومصداقية عن أهم انتصارات وانكسارات الأمة، بل يمكننا القول إنها شكلت بقيمتها الفنية والتاريخية الذاكرة والمرجعية التي رصدت أدق التفاصيل والأحداث السياسية، الاجتماعية، الثقافية ساعة ولادتها بمكانها ولحظتها الزمنية في تاريخ شعبنا اليمني المعاصر، إن أقل ما يمكن تقديمه لشاعرنا الكبير المتواضع دمث الأخلاق في هذه الفترة الصعبة والحرجة التي يعيشها من حياته بسبب المرض وبعد أن بترت ساقاه (التكريم) والوفاء لهذا المبدع الذي ذاق مرارة التغييب والإهمال بسبب المزاجية وانتفاء الشروط والمعايير الفنية والإبداعية التي ينبغي أن يؤسس بموجبها (استحقاق التكريم ) لمبدعينا في عموم الوطن .

إنني أؤكد من خلال المتابعة عن كثب لمعظم التكريمات التي منحت بكل أسف دون مراعاة أبسط الأمور الأدبية والفنية والاعتيادية والأخذ بعين الاعتبار أهمية ودور ومكانة من نكرمه!! ومدى ما تركه من أثر فني فاعل ساهم إيجاباً في تطوير وحراك المشهد الثقافي الإبداعي في الداخل والخارج. إن هذا (الاستحقاق) الشرف الأدبي والمادي والمعنوي بحياتنا الفنية الإبداعية تحول إلى مأساة درامية رمت بظلالها السوداوية القاتمة في واقعنا الثقافي الراهن، ذلك لأنه ابتعد كثيراً عن جادة الحق والصواب فأصبح خاضعاً للأهواء والمزاج وللمحظوظين المقربين من أصحاب القرار إضافة للتوصيات والوساطات والمحاباة والذكاء في نسج العلاقات العامة، وبطبيعة الحال ونتيجة للاستهتار والاستهانة بمشاعر وأحاسيس (مبدعينا) من قبل الجهات الرسمية المناط بها موضوع التكريم وأهميته ممثلة بوزارة الثقافة ومكاتبها في محافظات الجمهورية التي أثبتت بجدارة فشلها وتعثرها في عدم قدرتها على مواكبة وملاحقة التطورات والإنجازات الضخمة التي يشهدها الوطن وخير ما يؤكد صحة ما أقول المستوى الفني المتدني والهش الذي كان قاسماً مشتركاً في كل فعاليات احتفالات أعياد الوحدة اليمنية، إن هذا التسيب والفوضى والعشوائية أفرز تبعات وخيمة وجسيمة أنهكت وأرهقت مفاصل الجسد الثقافي وأصابته بحالة شلل تام،واليوم يسدد مبدعونا الشرفاء الحقيقيون فواتير هذا العبث غير الإنساني، نعم (يدفعون) ثمناً باهظاً من أحلامهم وطموحاتهم وأعمارهم التي (تغتال) جهاراً بعد أن يتركوا فريسة للمعاناة والأزمات النفسية والصحية بسبب (سيادة زمن أشباه المثقفين والأدعياء) الذي يسوقهم إلى حافة الانهيار والإحباط فيسقطوا قسراً في غياهب الموت.. فنرثيهم ونبكيهم ولكن برحيلهم بعد فوات الأوان.. ولا يفوتني هنا تسجيل بالغ تقديري لصحيفة «الايام» ممثلة بالأستاذين الفاضلين الناشرين هشام وتمام باشراحيل لتفاعلهما المعهود والمشهود لمثل هذه الحالات والمواقف الإنسانية، وللشخصيات الفاعلة للخير (غير الرسمية) التي بادرت طواعية بتقديم الدعم المادي والمعنوي بعد قراءة ما نشر في الصفحة الأخيرة من «الأيام» العدد 5101 الخميس 24 مايو عن حالة الشاعر الغنائي الكبير علي عمر صالح الصحية المتردية في هذه الفترة .. استدراك: فوجئت الأوساط الفنية والثقافية بعد زيارة قيادة محافظة عدن للشاعر علي عمر صالح في المستشفى الخاص، بما قدم إليه من مبلغ مالي زهيد للغاية ..وكنا نتمنى أن تقوم بدفع نفقات العلاج على الأقل.. اللهم لا اعتراض !!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى