حماية الملكية الفكرية قضية الجميع

> توماس كراجسكي :

>
توماس كراجسكي
توماس كراجسكي
عندما تخفق حماية حقوق الملكية الفكرية، قد يسفر ذلك عن نتائج قاتلة. فخلال تفشي داء التهاب السحايا في النيجر في عام 1995، تم تلقيح أكثر من 50 ألف شخص بجرعات لقاح مزيف، مما أدى إلى وفاة ألفين وخمسمائة شخص. كما توفي ثلاثون طفلاً رضيعاً في الهند في عام 1998 و89 طفلاً في هاييتي في عام 1995 نتيجة تناولهم دواء ضد السعال استعمل في صنعه مادة كيمائية سامة تضاف إلى السوائل لجعلها مقاومة للتجمد. وأُعيد سبب تحطم طائرة ركاب نرويجية في عام 1989 إلى استخدام مسمار لولبي غير أصلي في تجميعها مما أدى إلى وفاة 55 شخصاً.

وتعبير «حقوق الملكية الفكرية» هو اسم لافت مُختار لإخضاع المنتجات للمحاسبة ولحماية الإبداع الانساني. «حقوق الملكية الفكرية» هي الآلية القانونية - من خلال حقوق النشر وبراءات الاختراع والعلامات التجارية المسجلة، التي تضمن كون المنتجات التي نشتريها أصلية، وأن أفكارنا لا تعزى لشخص آخر. إن من الأهمية بمكان حماية الملكية الفكرية وذلك لحماية الصحة العامة والسلامة للبلدان في جميع أرجاء العالم بما في ذلك اليمن.

حماية حقوق الملكية الفكرية تعزز تنمية البلدان المختلفة، كما تعزز مناخها التجاري والفني. وتحفز مثل هذه الحمايات التقدم الذي يفيد العالم برمته، على شكل التكنولوجيا والعقاقير الطبية وغيرها من الأمور. فحماية الملكية الفكرية شديدة الأهمية لصيانة الصحة والسلامة العامتين في الدول في شتى أنحاء العالم.

لماذا يجب علينا الاهتمام بحماية الملكية الفكرية؟ منذ حلول القرن الواحد والعشرين فإن الخدمات تولد 70% من الناتج الإقتصادي العالمي والذي يعتمد الكثير منه على التكنولوجيات الجديدة والمتطورة. وقد زاد الناتج المحلي الإجمالي العالمي في القرن الماضي عشرين ضعفاً، حيث ارتفع من 2 تريليون دولار إلى 41 تريليون دولار، وجاءت معظم هذه الزيادة نتيجة للابتكار. في عام 2004 ذكر المنتدى الاقتصادي العالمي أن الدول العشرين التي يُنظر إليها على أنها الأكثر تشدداً في حماية الملكية الفكرية تقع ضمن الدول الـ27 الأولى في العالم من حيث التنافس في النمو الاقتصادي. وعلى النقيض من ذلك، كانت الدول الـ20 التي يُنظر إليها على أن لديها أضعف حماية للملكية الفكرية بين الدول الـ36 التي يأتي ترتيبها في أسفل القائمة.

وفي عالم تشكل فيه الأفكار العملة المتداولة، تؤدي قرصنة الممتلكات الفكرية إلى تآكل اقتصاد البلد وهويته الثقافية. إن بلدان مثل اليمن يجدر أن يكون لديها قوانين لحماية الحقوق الفكرية وذلك لسببين رئيسيين: الأول لإعطاء تعريف قانوني للحقوق الأخلاقية والاقتصادية للمبدعين في إبداعاتهم وإعطاء الحق للعامة في الوصول إلى هذه الإبداعات. والثاني لتعزيز الإبداع ونشر نتائجه وتشجيع التجارة الحرة التي ستساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية .

تعمل قوانين حقوق النشر على تشجيع الإبداع في الأعمال الأدبية وبرامج الكمبيوتر والأعمال الفنية والنتاج الذي يعبر عن الثقافة الوطنية.

وتشجع قوانين براءات الاختراع على اكتشاف منتجات وعمليات جديدة ومطورة، في الوقت نفسه تضمن لأفراد الشعب أكبر حرية ممكنة للحصول على المعلومات عن هذه المنتجات والعمليات الجديدة.

أما قوانين العلامات التجارية المسجلة فتشجع على تطوير وصيانة منتجات وخدمات عالية الجودة وتساعد الشركات في تعزيز ولاء المستهلك.

وما كان بالإمكان لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وللعقاقير الطبية الآمنة، وغير ذلك من المبتكرات التي تشكل عصب الاقتصاد اليوم، أن تتحقق إلا نتيجة لحقوق الملكية الفكرية. فالآمال التي نحملها جميعاً بمستقبل أفضل تتوقف على أولئك المخترعين والمبدعين الذين سيجعلون العالم أكثر عطاء - إذا ما تم حماية جهودهم الخلاقة وأعمالهم الشاقة.

سفير الولايات المتحدة بصنعاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى