ما على الساكنين إلا الرحيل!

> «الأيام» روماس عبدالقوي عبدالله:

> كم هي كثيرة أصناف وأشكال المعاناة والظلم والجور الواقعة على رؤوس العباد في خضم واقع صعب أثخن كاهل المواطنين المستضعفين الذين تقطعت بهم سبل العيش الكريم وأتعبتهم الأزمات في هذه البلاد، التي أصبح أشرارها كثراً فيما الأخيار لا يتعدون أصابع الكف. إن ما هو حاصل لنا وعلينا من آهات وويلات واقعنا المعاش الذي أضحى كابوساً مريباً يؤرقنا في مضاجعنا بين الفينة والأخرى من غلاء فاحش وفقر مدقع وارتفاع في نسبة البطالة المتزايدة بين أوساط الشباب التي قضت على مستقبلهم في ظل هذه الأوضاع المتردية والمتدهورة في جميع المستويات الخدماتية في هذا البلد الذي ننتمي اصلاً وفصلا إليه وأصبحنا غرباء فيه .

من منا يخلو من الهموم والمشاكل وجلها تصب في ساقية الأمور المتعلقة بالحياة اليومية ومتطلباتها, اننا في حالة بؤس وشقاء وصراع يومي مع لقمة العيش التي نكاد نتحصل عليها بشق الأنفس بعد ما جار علينا الزمان وتكبدنا مصاعب ومشاق زخم العيش في بلد يحظى برصيد زاخر من النكسات والتقلبات, ومن خلال سنوات عجاف عشناها ونعيشها وساقتنا الاقدار إلى أيدي اناس لا ترحم ولا يروق لها راحة بال غلبان, (الفاسدون) نعم هم سبب تعاستنا وشقائنا استحوذوا وهيمنوا على كل شيء ولم يبق للساكنين إلا الرحيل (الاغتراب) هذا إذا استطاعوا أن يتغربوا وفتحت لهم الابواب للنجاة بأنفسهم وأهليهم قبل ان يهلكوا جوعاً أو تخرّ أسقف منازلهم على رؤوسهم, يا لها من كارثة مروعة ومأساة حقيقية يندى لها الجبين تسبب فيها أراذل الخلق وأشرارهم في حق اناس ضعفاء لا حول لهم ولا قوة ولا مناص من العذاب, فأهون على المرء منا ان يرى الهوان ويذوق المر في غربته على ان يكتوي بنيرانها في بلده الذي نشأ وترعرع في احضانه ولم يخطر بباله قط انه سيتغرب فيه شاء أم ابى, لأن قوى الشر هي التي اصبحت الآمر والناهي في شؤون البلاد والعباد، فترى الجائعين يتضورون جوعاً بينما الظالمون الفاسدون يحيون حياة بذخ وترف شيطاني, والمرضى يصرخون من شدة الآلام ولا يستطيعون التوصل لقيمة العلاج, فيما حمران العيون تتوفر لديهم تذاكر السفر للخارج من أجل المعاينة فقط يترددون إليها بين الحين والآخر, ونرى المحرومين يعانون ويكابدون ضنك العيش والفاقة من اجل سد رمقهم، كم هي كثيرة صور ومشاهد معاناتنا في ظل قانون شرعة الغاب وهمجية الاقوال والافعال من سطو وقتل ونهب واستحواذ، هبر منظم يحتمي به النافذون تحت مظلة القبيلة باسم القانون ..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى