ما ينفع الحسوك تحت النقيل!

> سالم باعلوي:

> يقال: ما ينفع الطعم تحت العقبة، وفي بعض المناطق ما ينفع الحسوك تحت النقيل! والحكمة الذهبية تقول الوقاية خير من العلاج! فالذي لم يعتن بإطعام بعيره حتماً سيخذله ولن يكون مؤهلاً للمهمات الصعبة حين يكون المطلوب منه صعود النقيل، فحينها لن ينفع الإطعام ولن تجدي العناية!

خطر لي أن أسقط هذا المثل على تداعيات الأحداث الأخيرة في المحفد ومنطقتي الأحمر وخبر المراقشة، فالكل يعرف مدى البؤس الذي تعيشه هذه المناطق وأبناؤها ولم تجد استغاثات الأهالي الموجهة إلى دولة (الوحلة). من ناحية أخرى، لوحظ التجاهل المخزي والاستهتار الذي جوبهت به اعتصامات ومطالب المتقاعدين العسكريين والأمنيين الجنوبيين من قبل الحكومة في الوقت الذي يطول فيه تعامل لا إنساني وظلم فادح ونهب لامثيل له جميع المناطق الجنوبية دون استثناء كما أن مواطنة غير متساوية قد تمأسست وتخلقت منذ 1994/7/7م.

غير أنه وبسبب ما يعيشه من أزمات وحروب فإننا نلاحظ أن النظام يقوم بحركات بهلوانية تجاه القضايا التي تداعت في الجنوب من حركة الاعتصامات إلى ما قام به العقيد (الكبده) في خبر المراقشة، ففي الوقت الذي يرسل فيه الوفود إلى المحفد للاطلاع على الأوضاع (وكأنه لا يعرف حقيقة الأوضاع هناك) يعمد النظام إلى معالجات انتقائية عبر شخصنة الحلول وتجزئتها أي أنه يلجأ إلى توزيع المهدئات المخادعة ولا يلجأ إلى الحلول الجذرية والمعالجات الشاملة.. وكم كان الأمر سيختلف لو أن هذا النظام لم يكن مشغولاً وغارقاً حتى أذنيه في حرب صعدة!.. فلولا هذا الانشغال لكان له معنا شأن آخر!

إن هذه المعالجات المخادعة تذكرنا بمضمون المثل الذي أشرنا إليه. فالنظام لا يتعاطى مع المشكلة بقصد معالجتها من جذورها وبداياتها، والقيام بعملية تصحيح شاملة لكافة الاختلالات في الجنوب، بل هو يشبه إلى حد بعيد ذلك الذي لا يطعم بعيره ولا يعتني به وحين يعجز البعير عن صعود العقبة/ النقيل يهب لإطعامه. فهل ياترى ينفع الحسوك تحت النقيل أم أن الوقت قد فات وأصبح TOO LATE (متأخراً) كما يقول الإنجليز!!

عن الزميلة «المحرر»

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى