> «الأيام» هشام عطيري:

السيول جرفت الأراضي الزراعية
أما في الحاضر فإننا في«الأيام» وبناء على اتصالات عديدة منذة فترة طويلة من قبل مشايخها وعقالها وأبنائها نزلنا لاستطلاع حالها ونقل أوضاعها ميداينا فكان هذا حصيلة ما خرجنا به عن أوضاع المنطقة.
مدرسة لم يكتمل بناؤها منذ أربع سنوات
نتصب في نوبة دكيم التي يبلغ عدد الأسر فيها 350 أسرة مدرسة لم يكتمل بناؤها منذ حوالي أربع سنوات.
> يقول العاقل ثابت صالح سعد، عاقل نوبة دكيم: «إننا حتى هذه اللحظة لم نستفد من المدرسة التي صرفت فيها الدولة أموالا كثيرة، إذ لم يكتمل تشطيبها حتى اللحظة ولم يتم عمل النوافذ ولا الكهرباء، وهذا ما يجعلها عرضة لأن تصبح خرابة، وفي نفس الوقت فإن معاناة أبنائنا تزداد عندما يقطعون مسافات كبيرة للذهاب إلى مناطق بعيدة ليحصلوا على التعليم، بينما الصغار لا يستطيعون أن يتعلموا، ويكفي أن نقول إن 85 فتاة صغيرة محرومة من التعليم لأنه لا يوجد مدرسة خاصة بهن في المنطقة، وبنات هذه القرية لا يحصلن على التعليم منذ عام 1994».

المدرسة لم يكتمل إنجازها
يخيل للمرء عند مروره في الخط العام عندما يرى المئذنة أن هناك مسجدا حديثا في نوبة دكيم، لكن حين تتوغل في المنطقة تلحظ أن المئذنة هي وحدها الحديثة أما المسجد فإن الدهر قد أكل عليه وشرب. يقول العاقل ثابت إن أحد التجار قد تبرع ببناء هذه المئذنة الحديثة أما المسجد فقد بني قبل حوالي 150 عاما على يد السيد العلامة علي الحجازي، وهو صغير جدا ولا يستوعب أكثر من خمسة عشر مصليا فقط، وأغلب أبناء المنطقة يصلون خارجه، وليس فيه حمامات، كما أن مياه الأمطار تتسرب إلى داخله، ونحن نتعشم في أهل الخير أن يقوموا ببناء مسجد في المنطقة».
مياه السيول تجرف التربة
> في جانب آخر من معاناة أبناء نوبة دكيم يتحدث الأخ فضل أحمد سعيد، من أبناء المنطقة، عن قضية مياه السيول التي جرفت عددا كبيرا من الأراضي الزراعية في المنطقة بسبب عدم وجود دفاعات كافية، رغم أن إدارة الزراعة قد انتدبت أحد المهندسين إلى المنطقة، فقرر عمل ثلاثة دفاعات لحماية الأراضي الزراعية إلا أنه لم يتم سوى إنشاء دفاع واحد، الأمر الذي أدى إلى جرف عدد كبير من الأراضي الزراعية كما أدى إلى بقاء المياه في المنطقة وعدم انسيابها، الأمر الذي نتج عنه توالد البعوض وانتشار أمراض كثيرة بين الأهالي أهمها الملاريا التي تفشت بشكل كبير، لهذا نطالب إدارة الزراعة بعمل دفاعات كافية ونطالب الجهات المختصة بشفط المياه الراكدة لا سيما وأننا في موسم أمطار».

المفرق «مثلث العند»
> الشيخ أحمد علي صالح التوم، شيخ ضمان مثلث العند كان دليلنا واستعرض لنا جزءا كبيرا من معاناة أبناء المنطقة في مجالات شتى فقال:
«في قضية التعليم يسري علينا ما يسري على إخواننا في نوبة دكيم، فأبناؤنا وبناتنا دون تعليم لعدم وجود مدرسة في المنطقة. أما في الصحة فحدث ولا حرج، فالمنطقة بدون مركز صحي وقد تم وضع حجر الأساس لمركز صحي في المنطقة منذ أربع سنوات من قبل مسؤول كبير لا نود ذكر اسمه حتى لا نحرجه، لكن حجر الأساس ما زالت على حالها شاهدة على عدم الإيفاء بما يتحدث عنه المسؤولون». ويتساءل الشيخ التوم «لماذا يتم التعامل مع المنطقة بنوع من اللا مبالاة وعدم الاكتراث رغم أنها قريبة جدا من عاصمة المحافظة وتقع على طريق عام؟».
> يتدخل الشاب محمد ثابت، من أبناء المنطقة، فيقول «نريد أن نتحدث عن المياه، إذ لا يوجد مشروع مياه في المنطقة ونضطر إلى شراء المياه عبر ناقلات المياه (البوز) وهذا يكلف أبناء المنطقة كثيرا رغم أنهم فقراء ويعتمد أغلبهم على العمل الخاص أو وظيفة الدولة. نريدهم أن يسرعوا في إنجاز مشروع مياه نوبة دكيم بعد أن تم حفر البئر، ولم يتبق إلا التوصيلات والخزان والمضخة».

مسجد قرية نوبة دكيم
يتدخل في الحديث مرة ثانية الشيخ أحمد علي صالح التوم ليؤكد أن هناك قضية أكبر وأهم، وهي هوية المنطقة وحدودها فيقول: «منذ أن عرفنا أنفسنا - وعرفناه أبا عن جد- ومنطقتنا تخضع إداريا وتاريخيا لتبن لحج، وحدودها معروفة للكل وهي من الشمال دار الطنان ومن الشرق حبيل جبلة ومن الغرب وادي قهل (حصن الروضة) ومن الجنوب بالطبع حوطة لحج، وقد أكدت ذلك كل الوثائق التاريخية وكتب الرحالة والزعماء، لكننا فوجئنا مؤخرا أن مدير عام مديرية المسيمير يدعي أن منطقتنا تدخل ضمن حدود مديرية المسيمير، وهذا الادعاء لم يأت إلا كتكملة لإرهاصات عديدة قام بها مسؤولو مديرية المسيمير في هذا الشأن ومنها جباية الضرائب والواجبات وابتزاز الناس بشكل يومي من قبل أطقم أمنية تأتي من مديرية المسيمير.. وقد قامت «الأيام» بنشرها في حينه، وأنا كوني شيخ ضمان لهذه المنطقة أود أن أوضح أن هذه الأساليب التي يتبعها الإخوة في مديرية المسيمير ما هي إلا رغبة في الفساد والإفساد، لا سيما بعد أن شهدت منطقتنا في الآونة الأخيرة حركة تجارية ملحوظة كونها تتوسط عدة مناطق كما ان قيام مصنع للاسمنت بالقرب من المنطقة شجع على بروز تلك الحركة التجارية، الأمر الذي أسال لعاب هؤلاء المسؤولين في المسيمير مما جعلهم يقدمون على هذه الأساليب التي كان آخرها تعيين بعض الشباب من أبناء المسيمير كعقال لبعض الأسواق كسوق القات وأصحاب المحلات التجارية وغيرها بهدف تثبيت الأمر الواقع وكأن المنطقة تخضع لمديرية المسيمير. وأنا كشيخ للمنطقة أود التأكيد أننا جزء من مديرية تبن وأن التقسيم الإداري والانتخابي الأخير أكد هذه الخصوصية. ونحن جزء من الدائرة (73) مديرية تبن وعلى الأخوة في قيادة المحافظة توجيه قيادة مديرية المسيمير برفع أيديهم عن المنطقة حتى لا يؤدي هذا الأمر إلى أشياء لا نود مطلقا أن نكون سببا فيها».