شهدت مديريات وادي حضرموت أمطارا غزيرة بكمية 23 ملم من منتصف ليل السبت تواصلت على مدى ساعتين، واستمرت متقطعة حتى فجر أمس الأحد سالت على إثرها السيول التي مازالت تتدفق حتى لحظة كتابة الخبر، وبدت مدينة شبام صباحا وعقب توقف هطول المطر متشحة بآثار المياه على واجهاتها والتي سلخت منها أجزاء طينية، وتشققت بعض المنازل، فيما نخرت مياه الأمطار شوارعها وأزقتها وتسببت في هبوط في أجزاء من الطريق الدائري حول السور.

كما امتلأت الشوارع الرئيسية بمدينة سيئون بسيول جارفة قطعت حركة السير داخل المدينة والقرى المحيطة بها، وتوقفت حركة السيارات بين مدن الوادي جراء سيول ثبي وحتى ما قبل المغرب فقد تعذر العبور والوصول من سيئون إلى تريم، كما توقفت الحركة من سيئون إلى شبام والقطن جراء سيول وادي بن علي، وعبرت السيارات الكبيرة فقط ما بعد عصر أمس من سيئون إلى شبام والعكس.

أما حركة التنقل بين وادي حضرموت والمكلا فقد بدأت منذ العصر إثر توقف من بعد منتصف ليل السبت وبعد انحسار سيول وادي العين.

وفي مديرية القطن سالت سيول وادي خدية ولم تتسبب في انقطاع الحركة، وكان الأخوان طه عبدالله هاجر، محافظ حضرموت وأحمد الجنيد، وكيل المحافظة لشؤون الوادي والصحراء وقفا منذ الصباح الباكر على آثار السيول بمدينة سيئون، وتوجها إلى حيد قاسم بمديرية تريم ومن ثم إلى مجرى وادي بن علي بمديرية شبام للاطلاع على حجم السيول.

وأفاد «الأيام»الأخ المحافظ والوكيل بأن توجيهات لدى الأشغال والطرقات بالتحرك سريعا لفتح المجاري ومعالجة المخلفات.

إلى ذلك تعثرت الأعمال بالمرافق الخدمية الحكومية لعدم تمكن الموظفين من الوصول إلى أعمالهم خصوصا في مديريات تريم والقطن وسيئون، كما تم تأجيل امتحان يوم أمس لنهائي الثانوية في عموم مدارس مديريات وادي حضرموت.

وقال أ.د. محمد أحمد فلهوم، مدير عام التربية والتعليم بالوادي والصحراء إنه وبالتواصل مع نائب الوزير أ.د. عبدالعزيز بن حبتور ولجنة الامتحانات ولعدم تمكن الطلاب واللجان من الوصول من مناطقهم فإن امتحان الأمس تأجل إلى يوم 5 يوليو القادم.

أمطار هذه المرة والسيول لم تكن بمجاريها الطبيعية بل طمرت الحجارة والأوحال، التي تدفقت من الجبال التي تشرف على القرى والمدن بمعظم وادي حضرموت، الطرقات الاسفلتية. وفي اتصال في وقت متأخر مساء أمس مع الأخ سليمان كشميم، مدير عام وادي العين وحورة أكد لـ«الأيام» أنه لا توجد أي أضرار جراء الأمطار وحتى اللحظة.

فيما ذكر لـ«الأيام» الأخ محمد سعيد باقطمى، مدير عام مديرية تريم أن منزلا قد تهدم بمنطقة الواسطة جراء الأمطار، ولم تحصل أضرار بشرية إذ خرج منه سكانه لشعورهم بالخطر، وكذا تضرر مزرعة مواطن وانجراف وتكسر مواسير مشروع مياه الخون.

وتفيد المعلومات بأن ما يزيد على مائة خط هاتفي وحتى مساء أمس بمختلف مناطق الوادي انقطعت عنها الحرارة جراء الأمطار والرطوبة، واتصل بـ «الأيام» العديد من المواطنين مطالبين باستعادة الخدمة لخطوطهم.

أجهزة الأمن بوادي حضرموت أطلقت تحذيرات للمواطنين بعدم الاقتراب من مجاري السيول والإبلاغ عن أي حالات طارئة، خصوصا وأن منطقة وادي حضرموت ومعها أجزاء من محافظة المهرة تشهد حالياً منخفضا جويا بحسب مصادر الأرصاد الجوية.