دبلوماسي رفيع.. القوى الكبرى تبحث حلا وسطا مع ايران

> فيينا «الأيام» مارك هاينريك :

> قال دبلوماسي رفيع ان القوى الكبرى تبحث إمكان ان تعرض على ايران تعليق السعي لفرض مزيد من العقوبات عليها فيما يخص برنامجها النووي مقابل وقف توسيع برنامج تخصيب اليورانيوم الايراني.

وتؤيد الولايات المتحدة وكبار حلفائها الاوروبيين علنا قرارين لمجلس الامن الدولي يطالبان بالتعليق التام لعمليات تخصيب اليورانيوم في ايران لا إبطائها فحسب ويفرضان مجموعتين من العقوبات على طهران بسبب رفضها القيام بذلك.

وتقول ايران انها لا تقوم بتخصيب اليورانيوم او تنقيته الا لتوليد الكهرباء حتى يمكنها تصدير مزيد من النفط والغاز. ويشتبه الغرب في أنها تسعى سرا لصنع قنابل نووية مستشهدا بلجوئها الى عرقلة التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة من خلال المماطلة والتسويف.

وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين مناقشة قرار ثالث لمجلس الامن يفرض مجموعة جديدة أوسع نطاقا وأبعد أثرا من العقوبات وهو أمر عبرت ايران عن استهانتها به.

غير ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي يقول ان الازمة قد تتحول الى حرب أمريكية ايرانية تشعل في سبيلها النار في الشرق الاوسط بأكمله ما لم يتم التوصل الى حل وسط ينقذ ماء الوجه ودعا في نداء عاجل هذا الشهر الى اتباع "دبلوماسية خلاقة".

وقال دبلوماسي أوروبي رفيع انه انطلاقا من اقتراح للبرادعي تبحث الدول الست مشروع اقتراح يقضي بأن توقف ايران توسيع قدراتها في مجال التخصيب اذا كفت هذه الدول عن متابعة العمل على استصدار قرار دولي بعقوبات جديدة.

وقال الدبلوماسي لرويترز "سيكون هذا بمثابة مقدمة تمهد لبدء مفاوضات يقتضي أجراؤها تعليق التخصيب ايضا. سيكون هذا فعليا توقف للقتال ريثما يحاول الطرفان التفاوض على وقف لاطلاق النار."

وأضاف "وهدف وقف اطلاق النار اي تعليق التخصيب هو الدخول في مفاوضات (للسلام)" مشيرا الى عملية تنفيذ الحوافز التجارية التي عرضتها الدول الست على ايران قبل عام.

وتابع "ومن ثم فما نتحدث عنه هنا ليس هو سحب مطلب التعليق وانما يعني اننا نتحلى بروح خلاقة في عملنا من أجل مزيد من الخطوات في اتجاه التعليق."

وأردف "ما نقترحه هنا هو وقف المزيد من التصعيد ولكن لفترة محدودة ريثما نحاول ايجاد سبيل لبدء مفاوضات (كاملة)."

وذكرت مجلة نيوزويك التي أوردت الاقتراح في وقت مبكر أمس الجمعة أن بريطانيا هي التي صاغته.

وسئل مسؤول بوزارة الخارجية البريطانية عن هذا فقال "الخطوات التالية قيد النقاش لكن سياستنا ما زالت كما كانت دائما. لا مرونة فيما يتعلق بمطلب وقف التخصيب الايراني قبل ان يمكن بدء محادثات."

ولم يصدر اي تعليق من ايران التي استبعد زعماؤها اي وقف للاعمال الايرانية الجارية في المجال النووي.

ويستكشف منسق شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا نيابة عن الدول الست السبل المؤدية الى تعليق التخصيب من خلال محادثات يجريها على فترات متفرقة مع ايران. ومن المتوقع عقد الاجتماع التالي في تلك المحادثات في منتصف يوليو تموز.

ويقول دبلوماسيون ان روسيا والصين والمانيا مستعدة لتقبل وقف توسيع رقعة برنامج التخصيب الايراني وبقائه عند مستواه الحالي حيث لا يزال بعيدا عن "النطاق الصناعي" الذي يمكن ان ينتج مادة كافية لصنع قنبلة اذا كانت ايران تريد ذلك.

لكنهم أضافوا ان الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تتشكك في ذلك او ترفضه حيث تخشى السماح لايران باستمرار تشغيل اجهزة الطرد المركزي الخاصة بالتخصيب لأن ذلك يتيح لها اتقان تكنولوجيا التخصيب ومن ثم امكان صنع قنابل ذرية.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الاسبوع الماضي "الناس يبحثون بالتأكيد عن سبل قد يمكن لايران من خلالها تعليق التخصيب لكن التعليق يظل هو محور هذا الجهد."

ومع احتمال تشديد العقوبات غيرت ايران موقفها بعض الشيء فدعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى ارسال فريق للاتفاق خلال 60 يوما على سبل الاجابة عن اسئلة الوكالة الخاصة بطبيعة برنامجها النووي وهي مطلب اخر من مطالب مجلس الامن الدولي.

ومن شأن تحقيق تقدم فيما يخص التزام ايران بالشفافية في المجال النووي ان يحشد التأييد لحل وسط فيما يتعلق بالتخصيب خصوصا وقد أشارت روسيا الى أنها لن تؤيد فرض مزيد من العقوبات ما لم تعلن الوكالة الدولية للطاقة الذرية استنفاد جميع السبل لاستكمال تحقيقاتها.

(شاركت في التغطية صوفي ووكر في لندن) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى