السدود آثار مدمرة من ينقذها في الشمايتين؟

> «الأيام» محمد العزعزي:

>
مياه المنقل
مياه المنقل
التربة، حاضرة الشمايتين كانت مدينة جميلة محاطة بالبساتين التي لم يبق منها إلا الآثار وعندما تقف على الأطلال تشعر بالحسرة والضعف والعجز وانهيار مجد ولى، فتبصم بالعشر لأجدادنا فهم خير منا. اليوم لم يعد هناك إلا أسواق مزدحمة بـ(الجواري) ساعة الظهيرة وبشكل عشوائي، ولم يستطع المجلس المحلي إيجاد بديل ينظم حياة الناس بأسواق نظيفة .لا نجد سوى مجد الماضي وخيبة الحاضر وأنيابا مكشرة وإرهاق البسطاء بجبايات غير قانونية في كل المكاتب التنفيذية .. حاضرنا مصاب بكساح المدنية فلا مستقبل نحلم به ولا رجاء يمكن انتظاره.. ضغط الغلاء زاد من مواكب الحزن اليومي لمعظم الناس، ما نعايشه غفوة طالت وظلمة يأس استقرت في النفوس.

أي عصر فوضوي هذا الذي دمر ما بقى من أحجار ماضينا؟؟ أي عصر .. قروي .. يطلق التدمير على كل شيء جميل في بلادي، في ظل صمت الجهات المعنية.. فلا تهدموا ما تبقى من آثار تلك الأجيال، إنها أمنية نأمل تنفيذها ليس إلا .. في هذا الاستطلاع نعرض حال بعض السدود التاريخية في التربة الشمايتين وما وصل إليه من إهمال .. فإلى الحصيلة.السد لغة : الحاجز ، وقيل السُد (بالضم) ما كان من خلق الله، وبالفتح ما كان من صنع الإنسان، ويعني إغلاق الخلل وردم الثلم، والفعل سد بمعنى أغلق وهي كلمة فصحى تعني بناء في وجه الماء .

ولأن المياه شحيحة والأمطار موسمية فقد تحايل الإنسان على البيئة وعمل السدود والبرك للاستفادة منها أوقات الجفاف واستخدمها وقت الحاجة في الشرب وسقي الحيوان وري الأراضي.

أهم السدود الحديثة

سد الصيرة:

أحمد الفحل من سكان الصيرة بذبحان قال: «هو من السدود الحديثة عمره أكثر من (40) سنة بني على أرض سعيد عون الفحل بشكل جميل، وكانت تستفيد منه مجموعة قرى وعزل المنطقة الصيرتين والغيل وبني غازي وأجزاء من ذبحان. بني على نفقة الخيرين بالمنطقة وأهل القرية وبالتعاون مع محمد سعيد عون والمقطري نفذ البناء والتشييد. اليوم هذا السد يحتاج إلى صيانة وإعادة تأهيل وصب أرضيته بالأسمنت لمنع التسريب، ويمكن توجيه مصارف البنايات المجاورة له (الكلية ومعهد التدريب) بواسطة أنابيب للاستفادة منه لري الأراضي الزراعية بجواره.

سد العاملية بالتربة:

قال أنور يعقوب: يعتبر هذا السد أثريا وقد بني في عهد العامل الجنداري وتمت عملية التحجير (نقافة) من موقع السد لبناء المستشفى القديم بالمدينة الذي تحول إلى مدرسة (الوحدة) حالياً.

الطابق الأرضي بقي مربطاً للحمير إلى فترة ما بعد ثورة سبتمبر 1962م، وفي عهد الرئيس إبراهيم الحمدي تم وضع حجر الأساس للطابق العلوي. هذا السد أجريت له ترميمات وإصلاحات بمادة (القضاض) واستخدم حاجزاً للمياه التي تأتي من شرجب عبر ساقية ممتدة من هناك. وفي السنوات الأخيرة قامت مصلحة الوقف بتأجيره فهُدمت معالمه الأثرية. واليوم أثر الإهمال واضح عليه فقد تحول إلى مكب للزبالة ومرتع للذباب والبعوض، وعلى جوانبه الغربية قامت بنايات وتهدمت جوانبه تمهيداً للقضاء على ما تبقى، ويشاهد من الداخل جهة الشمال هدم جدرانه بتعمد فلا اهتمام ولا صيانة .. فمتى ترمم السدود ومن ينقذها من الدمار؟

سد القشام
سد القشام
سد القشام:

يقول الاخ أنور يعقوب: هذا السد أنجز في عهد العامل الحلالي قبل 80 عاماً، ومن موقعه نقفت الأحجار لبناء الجامع الكبير بالتربة، وبعد إنجازه أمر العامل بإصلاح السد وبناء جوانبه وتزينه بالقضاض الأبيض والاهتمام بمدرجاته وتصريف المياه واحتجازها من الأمطار الموسمية لكيلا تذهب هدرا إلى المناطق المنخفضة ولكي يستفاد من المياه في شتى الأغراض، وفي عهد الحلالي أنجزت مجموعة مشاريع خدمية:

-رصف الشوارع بالأحجار : رصف شارع القيادة حتى الجامع الكبير إلى سوق المدينة.

- اشترى أراضي وضمها إلى الأوقاف. وسمي سد (القشام) بهذا الاسم نسبة إلى أحد السكان المجاورين له.يحتاج السد إلى صيانة وإعادة تأهيل وترميم، ونظراً لمساحته الكبيرة يمكن الاستفادة منه وتحويل مياه الأمطار الساقطة على أسطح المنازل إليه بأنابيب، ومما يؤسف له أن يعتدى على جوانبه إذ تم تهديم جوانبه الجنوبية تمهيداً للسيطرة عليه تحت مبرر تأجيره من مكتب الأوقاف بسعر لا يذكر، ومن آثار الإهمال وعدم الصيانة لهذا المعلم الأثري تحوله إلى مكب للقمامة ومستنقع للمياه الراكدة .. فمتى يهتم المجلس المحلي ويرفع جوانبه ويصونه بسياج حديدي حتى لا يدمر ما تبقى منه؟

سد سعيد باشا:

قال الاخ راغب علي إسماعيل: يقع السد في قحفة المخيفن جنوب التربة، قام بنقافة الأحجار مكان السد سعيد باشا، أحد سكان التربة، وبني داره من أحجار السد ورممه بالقضاض.وكان يستفاد منه لكل الأغراض، ومدرجاته غير مكتملة، وهو من السدود الصغيرة وقد تعلم أطفال المنطقة السباحة فيه، واليوم تم الاعتداء على جوانبه وتهدمت أطرافه لغياب الصيانة ولم يحرك أحد ساكناً لإنقاذه .

وإعادة تأهيله والاستفادة منه كمعلم، وتوفير المياه أوقات الجفاف، ومجلسنا المحلي يعمل خططا ولا يلتزم بما وعد به المواطنين لحماية الآثار، حتى إن كانت الملكية شخصية، هكذا جاء في خططهم السابقة واللاحقة.

حاجز مياه المنقل (الربيصة):

قال عنه الاخ جبريل الرباصي: هو من أقدم السدود التاريخية في المنطقة، بني عام 1205هـ ويقع في قرية المناقل عزلة الربيصة، يمتاز بسعته الكبيرة وتمت توسعته عدة مرات، وتسعى جمعية الربيصة لإعادة تأهيله وتوسعته لأهمية السد التاريخية والعملية في حياة المواطنين، يبلغ طوله 60 متراً وعرضه 40 متراً ويتغذى من مياه الأمطار، ويستفاد من المياه المحجوزة فيه لكل الأغراض والاستخدامات المنزلية أثناء فترة الجفاف خاصة في الشتاء. وأضاف الرباصي أن خزان مياه المدهة خزان أرضي طوله 12 مترا وبعرض 11 مترا وعمق 3 أمتار يتغذى من عين المدهة وهو من إنجازات جمعية الربيصة ساهمت في بنائه بمبلغ 3 ألف دولار وتبرعت بالمبلغ مجموعة شركة إخوان ثابت، ويستفاد منه في حجز المياه أثناء فيضان العين لاستخدامها في الشرب والأغراض المنزلية خاصة في فترات الجفاف.

سد الصيرة ذبحان
سد الصيرة ذبحان
بركة الملة:

وسط مدينة التربة كانت معلما أثريا جميلا تستخدم لخزن للمياه وعلى سطحها مكان حراسة محكمة الحجرية وقام ببنائها أحمد فيض.

آخر الحكام الأتراك في التربة. اليوم تعرضت هذه البركة للإهمال وأجرها مكتب الوقف واستولى السكان المجاورون على أطرافها ولا مغيث!

ساقية الطيار :

قال الشيخ عبد الرقيب أحمد سيف الشرجبي: كانت شريانا تزود التربة بالمياه قديماً وتنبع من شرجب وتنتهي بالجامع الكبير وسط المدينة، واليوم جفت العين واختفت آثارها ومعالمها تحت ضغط المدينة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى