مخاطر انسحاب أميركي سريع من العراق تتراوح بين التقسيم وحروب إقليمية

> بغداد «الأيام» عمار كريم:

>
عراقيون أمام مبنى متضرر بتفجير سيارة مفخخة راح ضحيته اثنان وجرح ستة بوسط بغداد امس
عراقيون أمام مبنى متضرر بتفجير سيارة مفخخة راح ضحيته اثنان وجرح ستة بوسط بغداد امس
حذر مسؤول عراقي رفيع المستوى أمس الاثنين من ان “مخاطر الخروج السريع” للقوات الاميركية من بلاده قد تؤدي الى “فراغ امني والتقسيم” و”حروب اقليمية وانهيار للحكومة”، متوقعا ان يكون الصيف الحالي “ساخنا”.

وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي ردا على سؤال حول انسحاب اميركي محتمل “اجرينا محادثات تفصيلية وشرحنا مخاطر خروج سريع للقوات (...) ومخاطره تتفاوت بين حصول فراغ امني ونشوب حرب اهلية والتقسيم وحروب اقليمية وانهيار للحكومة”.

وتتزامن هذه التحذيرات الكارثية الطابع مع مواجهة الرئيس الاميركي جورج بوش اسبوعا صعبا آخر في الكونغرس حيث سيسعى الديمقراطيون الى تقليص سلطاته الرئاسية في مجال الحرب في وقت تتزايد فيه انتقادات الجمهوريين لطريقة الحرب في العراق.

واضاف زيباري “هناك ضغوط هائلة تمارس على الادارة الاميركية من قبل الكونغرس ونحن نتفهم ذلك وستزداد اكثر فأكثر والعديد من الاميركيين ينتظرون تقرير (قائد قوات التحالف الجنرال ديفيد) بتريوس والسفير الاميركي (رايان كروكر) في سبتمبر والذي سيكون محطة في تقييم الاوضاع”.

واوضح “يجب ان يكون التقرير مصحوبا بتحقيق تقدم في اقرار مشاريع القوانين وخصوصا في ما يخص المصالحة الوطنية واعادة النظر في الدستور وفي قانون اجتثاث البعث (...) هذه كلها اهداف عراقية وليست اميركية”.

وختم الوزير قائلا ان “الفترة ستكون مهمة جدا امنيا وسياسيا (...) هناك صيف ساخن”.

وقد اعلن البرلمان العراقي اختصار عطلته الصيفية عبر تمديد الجلسات شهرا واحدا نظرا الى الحاجة الملحة لبحث مشاريع قوانين مهمة يدفع الاميركيون باتجاه اقرارها لتحقيق مشاركة اوسع للعرب السنة في العملية السياسية. وتطالب واشنطن بشدة اقرار مشاريع قوانين النفط والغاز و”المساءلة والعدالة” (اجتثاث البعث) وتعديلات دستورية اعتقادا منها بان ذلك سيساهم في اقناع العرب السنة بالمشاركة في العملية السياسية بشكل اوسع ويمنحهم ضمانات مهمة.

وقد اكد مصدر برلماني بارز ان “الاميركيين يريدون تحقيق نتائج بأسرع ما يمكن ويمارسون ضغوطا بهذا الاتجاه فهم لا يستطيعون اتخاذ قرار ببدء الانسحاب قبل ان يطمئنوا الى مصير العملية السياسية”.

واضاف “يدفع الاميركيون بقوة لتبني القوانين في البرلمان كونهم يرغبون في ترسيخ الاستقرار السياسي الهش عبر جذب العرب السنة بمغريات من هذا النوع (...) انهم يخشون الانسحاب دون التوصل الى ذلك”.

وقد انصبت اهتمامات المسؤولين الاميركيين والبريطانيين الذين قاموا في الاشهر المنصرمة بزيارة العراق على تحقيق “الاصلاحات الدستورية وتنشـيـط الاقتـصاد”.

ويواجه بوش ضغوطا جمة يمارسها الكونغرس ذو الغالبية الديموقراطية وسط تصدع في صفوف الجمهوريين حيث تتوالى الانشقاقات وحملات التشكيك في نجاح الاستراتيجية الاميركية الجديدة في العراق.

وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري وهو كردي في مؤتمر صحفي عندما سئل عن تقرير صحيفة نيويورك تايمز ان ذلك يمكن ان يسفر عن “نشوء حرب اهلية وتقسيم البلاد ونشوء حروب اقليمية وانهيار البلد كحكومة قائمة.” وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين ومستشارين في الادارة ان مسؤولي الادارة يخشون ان تكون الدعامات الاخيرة للتأييد السياسي عند جمهوريي مجلس الشيوخ لاستراتيجية الرئيس الأمريكي جورج بوش في العراق “آخذة في الانهيار حولهم”.

وتابعت أن الجدل يحتدم داخل البيت الابيض حول ما اذا كان يتعين ان يحول الرئيس الامريكي دون المزيد من انشقاق الجمهوريين بالاعلان عن عزمه سحب القوات تدريجيا من المناطق التي يرتفع فيها عدد القتلى والجرحى في العراق.

وقتل اكثر من 330 جنديا امريكيا في العراق من ابريل إلى يونيو وهو أكبر عدد قتلى يسقط من القوات الأمريكية خلال ثلاثة أشهر منذ مارس 2003.

واجمالا قتل اكثر من 3606 جنود أمريكيين وعشرات الآلاف من العراقيين.

وحذر مسؤولون عراقيون من فراغ امني إذا انسحبت بعض القوات الامريكية البالغ قوامها 157 ألفا قبل الاوان وقالوا ان قوات الامن العراقية غير جاهزة.

وقال صادق الركابي احد كبار مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي لرويترز “نحن في العراق -ليس فقط داخل الحكومة بل وجميع الكتل السياسية الاخرى- نعتقد ان بقاء القوات الامريكية ضروري للحيلولة دون تصاعد العنف او انزلاق البلاد الى حرب اهلية.” وقال طارق الهاشمي وهو نائب الرئيس السني لرويترز بالهاتف طارق الهاشمي “سأكون سعيدا عندما يغادر آخر جندي امريكي او غير امريكي اليوم وليس غدا...

نحن نتفهم مشاعر القلق المتمثلة بعدم عملية سياسية حقيقية حققت انجازات ملموسة...

المشكلة في كل هذا هو من سيملأ الفراغ الامني في حالة انسحاب هذه القوات.”

وكرر الهاشمي تعليقاته التي ادلى بها يوم أمس الأول الاحد ان من حق العراقيين حمل السلاح للدفاع عن انفسهم في اعقاب حوادث العنف التي لا تنتهي والتي تهدد بتمزيق البلاد.

ويأتي الضغط المتصاعد على بوش من داخل حزبه الجمهوري بعد اسابيع من ارسال آخر دفعة من التعزيزات المؤلفة من 28 الف جندي للعراق للمشاركة في حملة واسعة النطاق بدأت في فبراير تهدف لكبح العنف ومنح المالكي وقتا لإشراك السنة في العملية السياسية بصورة اكبر.

ولكن هناك شكوكا بشأن وفاء قادة العراق بالمعايير السياسية الرامية لتعزيز المصالحة.

ولم يقدم سوى قانون واحد من بين عدة قوانين مهمة للبرلمان.

وكان الرئيس ومستشاروه -حسبما ذكرت الصحيفة- يظنون انه يمكن ارجاء بدء المناقشات حول اي تغيير في الاستراتيجية الى ما بعد 15 سبتمبر عندما يقدم القائد الامريكي في العراق والسفير الامريكي لدي العراق تقريرا حول التقدم الامني والسياسي في العراق.

وتابعت الصحيفة ان هؤلاء المساعدين يعترفون بإن القوى بدأت تحتشد ضد بوش في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الشيوخ هذا الاسبوع لبدء ما يعد بأن يكون نقاشا مثيرا للخلاف حول مستقبل الحرب وتمويلها.

ويتعين ان تقدم الادارة تقريرا مبدئيا إلى الكونجرس بحلول 15 يوليو حول العراق.

واكتسب التقرير اهمية مع تزايد اعداد المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين الذين يدعون الى تغيير استراتيجية بوش في العراق.

واعلن أربعة أعضاء جمهوريين آخرين بمجلس الشيوخ انه لا يمكنهم مواصلة دعم الاستراتيجية.

وذكرت الصحيفة انه نتيجة لذلك يقول مساعدو بوش له انه اذا اراد وقف المزيد من الانشقاقات فمن الحكمة ان يعلن خططا لمهمة اكثر تحديدا بكثير للقوات الامريكية تسمح بانسحاب على مراحل.

وقال احد مسؤولي الادارة للصحيفة ان الـ 15 من سبتمبر يبدو كنقطة نهاية للنقاش وليس بداية له.

مضيفا “خلص الكثير من الناس إلى انه يتعين على الرئيس ان يخرج من هذا القطار.” ا.ف.ب/رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى