جمعية أصدقاء البيئة في أبين:الأخطار البيئة في المحافظة محدودة وحلها ليس صعباً

> شكري حسين:

> تكتسب البيئة والعناية بمدخراتها أهمية بالغة في حياة الشعوب لارتباطها بالمحيط الذي تتجلى فيه مظاهر الحياة.

ومع مرور الزمن وتقدم العلوم واشتعال الحروب وزيادة السكان وتنوع احتياجاته فقد أضر ذلك بالبيئة وتوازن مكوناتها فأصبحت الأرض غير الأرض، ولم تعد الموارد كتلك التي عهدها الإنسان من قبل فالماء الذي يشربه صار ملوثاً بالسموم والمنغصات والغذاء الذي يتناوله مع كونه مشبعاً ومتنوعاً إلا أنه مؤذ بما يحتويه من مسببات التنغيص والإيلام.. ومن هنا شعر الكثيرون بأن البيئة معرضة لخطر محدق إذا لم تتخذ الاحتياطات والاجراءات الكفيلة بالحفاظ عليها.. فكان ذلك دافعاً لعدد من شباب المحافظة ليحملوا على عاتقهم (همّ) الحفاظ على البيئة داخل محافظتهم لما تعانيه من انتشار القمامة وطفح المجاري وغيرها فكان تأسيس جمعية أصدقاء البيئة في أبين.

من هنا كانت البداية

يقول المهندس ناصر صالح الصاعدي، رئيس جمعية أصدقاء البيئة في أبين:«البداية عادة ما ترافقها مثبطات كثيرة ولعدم استيعاب الكثير ما تعنيه كلمة (بيئة) كان التفاعب مع تأسيسها ضعيفاً جداً وكان حالنا كمن يقبض على الريح إلا أن إصرارنا كان أكبر من المعوقات وساعدنا في ذلك وقوف المهندس فريد أحمد مجور، وهو بالمناسبة الرئيس الفخري للجمعية، الذي كان لدوره الكبير معنا ودعمه اللامحدود أثر بالغ في نفوسنا والحمد الله أن (عود) الجمعية غدا اليوم أكثر صلابة من ذي قبل خاصة عند تأسيسها أواخر أكتوبر 2002م حيث توسعت رقعة المشاركين فيها عند التأسيس من (90) مشاركاً من الذكور والإناث إلى (250) شخصاً من مختلف المستويات العلمية، كما أصبح للجمعية أكثر من 12 جمعية شريكة وأكثر من 20 نادياً بيئياً من أنصار البيئة ولديها منسقون في المديريات وعضوية في عدد من المنظمات والهيئات المحلية والإقليمية والعالمية».

الحفاظ على البيئة هدفنا

وعن أهم الأهداف التي تأسست لأجلها الجمعية يقول م.الصاعدي :« الحفاظ على البيئة وديمومة مواردها كواجب ديني ووطني كان همنا الأول إلى جانب استنهاض همم وقدرات المجتمع في تحمل مسؤولياته ونشر الوعي البيئي والصحي للحفاظ على البيئة والتقليل من تلوثها ولن يتأتى ذلك إلا من خلال الحفاظ على مصادر الطبيعة من الاستنزاف والتدهور وبناء منظمومة علاقات وتعاون مع الآخرين ونشر الخضرة وإقامة الحدائق والتحذير من أخطار التلوث البيئي كطفح المجاري وتكدس القمامة وحرق الأشجار أو إطارات السيارات وغيرها، وللأمانة نشعر أن مستوى تفاعل المجتمع مع أعمالنا أكثر من جيد خاصة بعد أن قطعنا شوطاً لا بأس به في تعريف الناس بأهمية الحفاظ على البيئة ولعل ما قمنا به من المساعدة في حل الكثير من المشاكل البيئية قد عزز من ثقة المواطن بأعمالنا.

لم يتوقف طموحنا عند محطة تعريف الناس بعمل الجمعية فحسب بل نطمح إلى ما هو أكثر من ذلك إلى حيث التنعم بحياة هانئة بعيداً عن أخطار التلوث البيئي ونشعر رغم المنغصات وقلة الموارد أننا نسير بخطى ثابتة نحو تحقيق كامل الأهداف التي تأسست من أجلها الجمعية ويعود الفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى للأخ المحافظ (فريد مجور) الذي لا يبخل علينا بشيء، إلى جانب جهود الكثير من الخيرين والحمد لله أننا نجحنا وفي فترة وجيزة في تحقيق أشياء كثيرة فإلى جانب تعريف الناس بأهمية البيئة فقد نجحنا في إنشاء وتأسيس (مشتل) مركزي سعة 40 ألف شتلة مع توزيع ما يزيد على 5 ألف شتلة مجاناً للمدارس والمؤسسات والحدائق الخاصة.

وأيضاً عملنا على إنشاء خزان أرضي وشبكة حديثة للري (التنقيط) للاستفادة من المياه العادمة لجامع جعار بدعم من منظمة الصحة العالمية، إلى جانب نشر الوعي البيئي من خلال إقامة المعارض العلمية والمحاضرات والندوات والمبادرات والدورات التدريبية وإعداد دراسات علمية في مجال (تدوير) المخلفات والطاقة البديلة والمياه العادمة والمبيدات الطبيعية ونعتبر تكريم الهيئة العامة لحماية البيئة جمعيتنا دليلاً على نجاحنا، بل إننا نعتبر تمثيلنا لليمن في عدد من المؤتمرات والمنتديات في دبي وابو ظبي وماليزيا والبحرين وساماً على صدر جمعيتنا الوليدة».

هذه أهم مشاكلنا

وعن الأوضاع البيئية في المحافظة وأهم المشاكل يقول م. الصاعدي:«أبين كغيرها من محافظات الوطن لم تصل الخطورة البيئية فيها إلى درجة كبيرة وإذا ما توفرت النية الصادقة والعمل الجاد فإن حلها لن يكون صعباً.. وبالنظر إلى حال البيئة في المحافظة قبل تأسيس الجمعية وبعدها سنخلص إلى التطور اللافت الذي طرأ عليها وأعتقد مثلاً الوضع البيئي في العاصمة زنجبار وأيضاً جعار قبل وبعد تأسيس الجمعية قد تطور بشكل لافت عما كانت عليه سابقاً ويعود ذلك إلى الدور الكبير الذي يبذله المحافظ معنا. وتتلخص مشاكل البيئة في أبين في عدة أمور منها الجفاف والتلوث وعدم التخلص السليم من النفايات وتكدس القمامة في بعض المناطق إلى جانب انتشار (البلاستيك) خاصة عند وضع الأطعمة فيها وهذا سرطان حقيقي لبيئتنا وأيضاً القطع الجائر للأشجار والتصحر وزحف الرمال ولا تنس أيضاً غزو الأسمنت على أراضينا الزراعية واستخدام المبيدات والأسمدة بشكل عشوائي إلى جانب عوادم السيارات والدراجات النارية الآخذة في التزايد وتبقى مشكلة الصرف الصحي من أهم المشاكل التي نتمنى التخلص منها». وعن مجمل الصعوبات التي تواجه عمل الجمعية يقول م.الصاعدي:«تبقى قلة الموارد المالية وضعف ثقة المنظمات والصناديق الداعمة والنظرة السطحية للعمل البيئي وحصره فقط في (الصرف الصحي والقمامة) من أهم المعوقات التي تحول دون تحقيق كافة الآمال ومع ذلك نحاول التغلب عليها متسلحين بإيماننا المطلق بصوابية ما نفعل والله المعين».

أهم المشاريع المستقبلية

وعن المشاريع المستقبلية التي تنوي الجمعية تنفيذها في الوقت القريب يقول م.الصاعدي:«هناك العديد من الأعمال التي نسعى إلى تحقيقها ونطمح إلى ترجمتها على أرض الواقع منها: ترميم مبنى الجمعية وإنشاء مركز للتربية والتوعية البيئية وبناء خزانات أرضية لتجميع المياه العادمة لمساجد زنجبار مع شبكة ري حديثة بالتنقيط للخط الدائري الجديد في المدينة وعمل مشتل في مدينة الكود وصيانة الثلاجات والمكيفات التي تقلل من الآثار الضارة على طبقة (الأوزون) وإطلاق الموقع الإكتروني للجمعية على الشبكة العالمية وبناء حديقة ألعاب للأطفال وغيرها وبالتأكيد الأحلام كبيرة والآمال عريضة وحسبنا في الجمعية أننا نسعى جاهدين لتحقيقها دون الالتفات إلى المطبات والعراقيل المنتصبه أمامنا».

وقفات

- أبين محافظة مؤهلة بشرياً ومادياً لقيادة العمل الوطني البيئي وما حققته في السنوات الأربع الأخيرة لا يمكن تجاهله أو نكرانه.

-نجاحات جمعية أصدقاء البيئة في أبين (خارجياً) هي فخر لأبناء المحافظة وهي رهن إشارة الجمعيات الأخرى.

- شعرنا في المستقبل (افتح حديقة واغلق مستشفى).

- مصنع أسمنت باتيس أول جهة صناعية تجري دراسة للأثر البيئي..

فما أجمل روح المسؤولية عندما تكون حاضرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى