الواقع يحد من التوقعات بشأن مهمة رايس في الشرق الأوسط

> واشنطن «الأيام» سو بليمنج:

> كلف البيت الابيض وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بقيادة مبادرة جديدة لاقرار السلام بين العرب والاسرائيليين ولكن احتمالات تحقيق انفراجة تبدو أقل من اي وقت مضى. ففي ظل انقسام الاراضي الفلسطينية مع سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة وفتح التي تدعمها الولايات المتحدة على الضفة الغربية فإن حديث الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الاثنين عن احياء رؤيته لدولة فلسطينية يأتي في وقت صعب.

وقال جون الترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن “ادرك ان الرئيس (الامريكي) يتعرض لضغوط للانخراط (في عملية السلام) لكن التوقيت لتحقيق أشياء في هذا الوقت وبصفة خاصة من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني صعب جدا.” ويتزامن مع ذلك اصابة العالم العربي بالاعياء نتيجة فشل وعود امريكية سابقة وما يتصوره من انعدام الالتزام نتيجة انشغال البيت الابيض بالحرب في العراق.

وقال بروس ريدل من مركز سابان لسياسة الشرق الاوسط في معهد بروكينجز “السؤال الذي ستطرحه شعوب المنطقة هو هل الادارة جادة حقا هذه المرة ؟” واضاف ريدل المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية “يواجه الرئيس جمهورا متشككا للغاية يتساءل إن كان هناك جديد.” ومع بقاء أقل من 18 شهرا فقط من ولاية ادارته وفي ظل ضغط متزايد بسبب الحرب الفاشلة في العراق فإن احد اقوى الدوافع لتحرك كل من بوش ورايس على الجبهة العربية الاسرائيلية هو ترك بصمة وراءهما.

ودعا بوش لمؤتمر سلام في الشرق الاوسط في الخريف تترأسه رايس ولكنه لم يذكر تفاصيل عن مكان انعقاده او الاطراف التي وافقت على المشاركة.

وقال مسؤولون امريكيون انهم لا يزالون يتصلون بالدول العربية.

وقال ديفيد ولش المسؤول البارز بوزارة الخارجية الامريكية “لا نحاول فرض قواعد اكثر من اللازم في الوقت الحالي ولكن نعتقد انه في وقت ما قد يكون مناسبا ان نجلس هناك ونتعرف على ما وصلنا إليه والالتقاء بمن يتفقون على المبادئ الاساسية للسلام.” ولا تقيم السعودية وهي لاعب اقليمي رئيسي علاقات دبلوماسية مع اسرائيل وسيكون وجودها مهما ولكن ولش قال انه لا يعلم إذا كانت ستشارك في المؤتمر.

ومن المحتمل ان يضم وزير الدفاع روبرت جيتس ورايس السعودية للدول التي يزورانها خلال جولة في الشرق الاوسط في الاسابيع المقبلة بهدف دعم الجهود الامريكية في العراق وعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية.

وتشمل الجولة زيارة القدس ورام الله وكانت رايس قد الغت زيارة مقررة لهما هذا الاسبوع بعدما طلب بوش منها الانضمام لجيتس خلال جولته في نهاية الشهر الجاري التي يحتمل ان تشمل ايضا مصر والاردن.

وقال دانييل ليفي من مؤسسة نيو امريكا “اخشى ان نهدر الاشهر المقبلة في محاولات للاحتيال لحمل العرب على حضور الاجتماع الذي سيكون مهمة دبلوماسية ضخمة ذات مردود ضعيف جدا.” ولا يرحب الكثير من الدول العربية باستراتيجية بوش لعزل حماس بالكامل ويقولون ان احتمال اجراء مفاوضات ذات مغزى يتضاءل طالما لم تمثل شريحة كبيرة من الفلسطينيين.

وقال ليفي “لا يمكن ان ترسي اسس السلام والامان مع الانقسام الشديد على الجانب الفلسطيني.

لم يقل احد كيف سنضفي الشرعية على عملية السلام في ظل انقسام الفلسطينيين.” وربما يعطي تعيين توني بلير كمبعوث للجنة الرباعية في الشرق الاوسط دفعة لمحاولة بوش كسر الجمود بين الاسرئيليين والفلسطينيين غير ان بعض المسؤولين الامريكيين ابدوا قلقهم من ان رئيس الوزراء البريطاني السابق ربما يحاول اقتناص بعض من دور رايس في عملية صنع السلام.

ويقول دبلوماسيون ان بلير حاول توسيع نطاق تفويضه الخاص بحمع اموال للفلسطينيين وبناء مؤسساتهم ودعم التنمية الاقتصادية.

وقال ريدل “اعتقد أن كثيرين في هذه الادارة سيقلقهم تفويض المهمة لبلير دون معرفة الحد الذي سيذهب إليه.” ويجتمع بلير مع رايس وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة اعضاء اللجنة الرباعية في البرتغال اليوم الخميس ويهدف الاجتماع لتعزيز دوره وبحث الخطط الامريكية الجديدة.رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى