> قرار اللجنة الوزارية المنظمة لبطولة (خليجي 20) الأخير باختيار عدن لاحتضان منافسات البطولة الخليجية العشرين، الذي خرج إلى النور بعد مخاض صعب وولادة متعسرة، شهدته أروقة قاعة اجتماعات اللجنة، وربما أروقة أخرى لدوائر عدة في العاصمة صنعاء، وربما ايضاً كان الجدل والتعصب والنظرة الضيقة حاضراً بقوة في تلك الأيام والسويعات التي سبقت اتخاذ القرار، الذي عز على البعض اتخاذه والموافقة عليه بالطبع، ولكنها أي عدن كانت الملاذ الأخير والحل الأخير والمنقذ الوحيد من شبح الفشل.

فيا عدن يا درة المدائن ولؤلؤة الوطن وبسمته الصافية النقية، جاء اليوم دورك لتثبتي لمن أراد وأصر على إبعادك من احتضان المناسبات الكبرى، جاء دورك هذه المرة لتنظيم حدث كبير وإنجاحه رغم أنف من شكك فيك وفي امكانيات وقدرة وكفاءة أبنائك..جاء دورك لتؤكدي لهم أنك المدينة الفاضلة المسالمة الآمنة القادرة على نفض طبقة الغبار الجاثمة على جسدك والنهوض مجدداً من تحت أنقاض الإهمال، والاضطلاع كما عودتينا بالمسؤولية وإنجاح المناسبات والفعاليات الكبرى، التي يعود ريعها المعنوي والإعلامي على اليمن بكامله.

عدن مدينة البحر والشمس والطيبة والبساطة والمدنية، تأهبي واستعدي والبسي أجمل ما لديك في خزائن التاريخ واحتضني كما احتضنت في الماضي كل أبناء الوطن من ثوار وأحرار ومظلومين، وكما استقبل حضنك الدافئ في الماضي قيادات حركات التحرر العربية..استعدي بعد زمن قريب لاستقبال واحتضان إخواننا وأشقائنا الأعزاء من شباب دول الخليج العربي والعراق، واكرميهم وامنحيهم حنانك وكرمك وطيبة وحب أبنائك.

ثقي يا عدن أننا واثقون من نجاحك وحصد علامات التميز العليا، لأننا نعرف الكوادر الإدارية والفنية والإعلامية المليئة بهم أحياؤك وأزقة شوارعك فنحن نعرف أنهم سيهرولون بدون دعوات رسمية نحو مقرات وميادين العمل طواعية، لأنهم يحبونك ويحرصون على نجاحك، وليس هم لوحدهم، بل كلنا نقف معهم على خط التحدي، وسنرد انتظار البعض لفشلك في نحورهم ناراً تلسع أحشاءهم كيداً وغيظاً.

طبعاً كل ذلك يتوقف على مدى ما سيقدم لك من إمكانيات مالية فقط.. أكرر إمكانيات مالية، لأن هذا ما أنت في حاجته فقط، فالموعد قريب والحدث كبير،ولحظة دخولك باب التاريخ مجدداً الذي حاولوا إخراجك منه ومسح إسمك من سجل زواره قادمة،فالهمة الهمة يا أبناء عدن.