ترميم الجامع الكبير وجامع جبلة تعثر للعام الخامس .. مواطنون: هل يُراد أن يكون مصير الجوامع الأثرية الفشل مثل الطرقات

> «الأيام» نبيل مصلح:

>
ترميم السطح
ترميم السطح
أموال تهدر بالمليارات وآثار تاريخية مهملة، ومن تلك الآثار الجامع الكبير في مدينة إب وجامع الملكة أروى في مدينة جبلة، وهذان الجامعان اللذان لهما تاريخ وحضارة مغلقان منذ أكثر من أربع سنوات بحجة الترميم، والناس يصلّون خلال تلك السنوات في الشارع.. وقد تم تغيير وزارة وكذا مديري مكتب الأوقاف في إب والجوامع «محلك سر»! مرة بحجة الدراسات ومرة بحجج أخرى غيرها.

وزارة الأوقاف تتحمل مسئولية تأخير الترميم وكذا قيادة المحافظة التي تعد هذه الأيام للمهرجان السياحي الخامس وتناست أن تلك الجوامع لها أثر كبير لدى السائح سواء كان يمنيا أم أجنبيا، فهي مواقع سياحية وأثرية في وقت واحد، ولكن المتابعة غائبة فالجامع الكبير المعروف بالجامع العمري يعد من أقدم الجوامع، وقد كشفت أعمال الترميمات أنه تعرض لتجديدات وإضافات وتحسينات في الفترة الممتدة من القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) حتى 1335هـ - 1916م، كما كشفت عن بعض العناصر المعمارية الجميلة وعن الزخارف الجدرانية البارزة وزخارف جصية بالألوان النباتية.

أما جامع جبلة أو كما يسمى جامع الملكة أروى بنت أحمد الصليحي لأن قبرها فيه، فدائماًَ ما يستقبل الزائرين من الجنسيات المختلفة، وهو أيضاً معلم تاريخي.

«الأيام» زارت تلك المعالم التاريخية لتقف على اوضاعها والترميمات الجارية فيها .. فإلى خلاصة ما جاء في الاستطلاع.

> بدأنا في جبلة مع الأخ ماجد أحمد علي، مشرف تابع للمقاول، فقال: «إن لنا حوالي خمس سنوات في العمل بجامع جبلة التاريخي ويعود التأخير إلى عدم استلام المستخلصات والمبالغ، أما ماتم إنجازه حتى الآن فهو جيد وموافق للمواصفات الهندسية والفنية، ويعتبر الجامع هو التاريخ نفسه.

وتتحمل زارة الأوقاف ومكتبها في إب مسئولية التأخير لعدم صرف المبالغ للمقاول من أجل إنهاء العمل في وقته».

> الاخ ياسر عبدالرحمن الجرافي قال: «تأخير العمل تتحمله الجهات ذات العلاقة المختصة ابتداءً من مكتب أوقاف إب والوزارة والسلطة المحلية ومكتب الآثار، فالجامع أثري ودائماً يستقبل الزوار القادمين إليه سواء من اليمنيين أم الأجانب، ونحن مع العمل بشكل هادئ حتى لو تأخر على أن يكون جيدا وطبق المواصفات مثل جامع العامرية، والمقاول يعمل بحسب ما يصل إليه من أموال والتأخير في صرف المستخلصات هو السبب».

> الاخ عبد المجيد عبد الواسع المجاهد، مراقب الدراسات في الجامع: «كل المسئولين يتحملون المسئولية، لا يوجد اهتمام في توفير المبالغ للمقاول من أجل العمل وإنجازه في وقته، هذا الإهمال يتحمله الكل وبصراحة حتى الآن عملوا الأساسات وهذا عمل جيد فجامع الملكة جامع أثري لا يمثل إب فقط بل اليمن ككل، فقبر الملكة أروى موجود هنا والناس من مختلف العالم يزورون جبلة فمن المفروض أن يتعاون الجميع في ترميمه، والتأخير سبب لنا إحباطا ويمثل كارثة، ويجب أن تعطي قيادة المحافظة أولويات للجامع لأنه سوف يكون الواجهة للمهرجانات السياحية».

> الاخ قاسم عبدالرحمن التوعلي قال: «من الظلم أن يظل جامع أروى في جبلة مهملا وترميمه حتى الآن لم يستكمل وقد دخلنا في السنة السادسة ولم ينجز مع أن مكتب الأوقاف والوزارة قالا إن العمل سوف ينتهي مع احتفالات إب بالعيد الوطني السابع عشر للوحدة ولم يتم ذلك، هذا إهمال تتحمله الجهات ذات العلاقة في الأوقاف والإرشاد».

> الاخ عبد الكريم محمد أحمد الغرباني، إمام الجامع الكبير بمدينة إب: «لي حوالي 11 سنة إماما بعد الوالد والترميم أعاق الجامع عن تأدية وظيفته، والإهمال كثير والناس أصبحوا يصلّون خاصة يوم الجمعة في الشارع، والتأخير يعرقلنا فالأخشاب موجودة داخل الجامع والعمل بطيء.. يجب احترام المسجد وقدسيته والمطلوب اهتمام خاص بالمسجد من قبل الأوقاف والمحافظة، هم بدأوا ولكن المطلوب جهد أكبر من أجل الإنجاز، لأن هذه أموال وقف يجب صرفها في محلها من أجل الترميم وليست من جيوبهم، والتأخير بدأ منذ المدير السابق للأوقاف عندما توقف العمل سنة ثم ثلاث سنوات والآن يمشي ببطء كبير بسبب الأموال التي لم تصرف، وقد سمعنا أن الدراسات قد قدمت من قبل الآثار، إذاً لماذا التأخير من قبل الأوقاف والدراسات قد أظهرت المناطق داخل الجامع التي فيها (مصندقات) هامة، وتاريخ الجامع شامل لليمن ومؤرخ في سقف الجامع مثل صرح مؤرخ للجامع بني أيام الدولة الطاهرية للملك الظافر عامر عبد الوهاب بن داود وكذلك المنارة التي لها ألف سنة، ومقدمة الجامع بنيت في عهد الدولة الرسولية أيام الأمير أسد بن محمد رسول، ووسط الجامع بني في عهد الدولة الصليحية أيام الدولة الزيدية، ويعتبر وسط الجامع من أقدم الأماكن في الجامع، وهناك شواهد تاريخية أنه بني في عصر الخليفة عمر بن الخطاب، والجامع الكبير تاريخ متسع وهناك موروثات في السقف قيد البحث. المهرجان السياحي له دور بارز ولكن كيف والجامع مهمل وهو يعتبر معلما أثريا وسياحيا؟ فعلى قيادة المحافظة الانتباه والإسراع في المتابعة لإكمال الترميمات في أسرع وقت، والمقاول يقوم بعمله ولا يقصر وعليه مشرفون من قبل الآثار بتمويل من الأوقاف، ما أنجز حتى الآن يصل إلى ثلث العمل خلال خمس سنوات من حيث الترميم الخارجي».

> الاخ علي علوي محمد: «الجامع الكبير يمثل اليمن كاملة لأنه الجامع العمري، وسمي كذلك أيام الخليفة عمر بن الخطاب ويمثل رمزاً تاريخيا، وسبب التأخير من الأوقاف أنهم يطلبون جوانب فنية وتقديرية ويفكرون بكميات ويتناسون تاريخه، فلا هم تركوا الجامع الكبير في حاله ولا هم قاموا بعمل صحيح ولم يسرعوا بالعمل لأن المصلين يصلون في الشارع، كان على الأوقاف خلال العيد 17 للوحدة تحويل جزء من المليارات لترميم الجامع وإلا كيف يكون المهرجان سياحيا والآثار التاريخية مهملة.. والله حرام! نأمل النظر إلى المليارات التي ذهبت وما تم إنجازه للجامع الكبير وجامع الملكة أروى في جبلة، لماذا لم يخصص لهما جزء من تلك المبالغ؟

هل يريدون أن يتحول الجامع مثل الطرقات مشروعا فاشلا تهدر فيه الملايين، يكفي خمس سنوات من الترميم البطيء، اصرفوا المبالغ للمقاول ودعوه يعمل ثم حاسبوه لأن هذا ليس من اختصاص لجنة المشاريع من أجل أن نعلق عليه ونتهمه، هناك دول تبنى خلال ثلاث سنوات ونحن عجزنا عن ترميم جامعين أثريين! جعلتم من المحافظة أضحوكة أمام الجميع، وعشمنا كبير في الوزير الهتار».

> الزميل عبد الوارث النجري قال: «أحمل المسئولية وزارة الأوقاف ومكتبها في إب وقيادة المحافظة والمجلس المحلي كون الأوقاف قد أوقفت في السابق العمل أكثر من مرة بتوجيهات من الوزير السابق، بعدها قامت الوزارة بالدراسات من سقف الجامع ودخلت في إشكاليات مع الهيئة العامة للآثار وقد أوضح د. عبد الرحمن جارالله أن سبب التأخير خلاف حول الأسعار، والأسعار ليست من اختصاصنا بل من اختصاص الأوقاف والمقاول، إذاً أموال الأوقاف تم التلاعب بها ولم يستفد الجامع منها، إب غنية بالآثار ولكنها مهملة .

جامع جبلة
جامع جبلة
حيث إن هناك مواقع سياحية وتاريخية في جبلة وبعدان والسدة والنادرة ويريم والمدينة، والمتابعة غائبة من الجميع، وفعلا كانت هناك مذكرة من الهيئة إلى محافظ إب ومدير الأوقاف والآثار بتاريخ 2007/7/16م».

> الاخ محمد عبدالله السوسوة قال: «تأخير ترميم الجامع الكبير يتحمله الجميع وزارة الأوقاف والآثار والسلطة المحلية، لقد احترنا معهم فمنذ خمس سنوات ونحن نصلي في الشارع، أين ذهبت الملايين؟ يكفي حرق أعصاب الناس!».

من جهة أخرى قام الوزير حمود الهتار يوم الخميس 7/19 بزيارة إلى الجامع الكبير وقد استقبله الناس بفوضى كبيرة بسبب تأخير الترميم فقال لـ«الأيام»: «إن الوزارة سوف تعمل خلال الأيام القادمة على تقرير العمل وأسباب التأخير وأي شخص أو جهة مقصرة في العمل سوف نقوم بمحاسبتها لأن هذا الجامع يمثل تاريخ وأصالة البلد وسوف نبحث عن أسباب طول فترة الترميمات».

> في الأخير كانت لنا وقفة مع مدير عام الأوقاف بإب الاخ عبد اللطيف المعلمي الذي قال: «التأخير في الجامع الكبير سببه فني بحت تمثل في السقف وكيفية العمل فيه ولاستيفاء الدراسات، وقد تم نزول مهندسين لذلك الغرض ونظرت اللجنة وأشارت بأن يكون العمل في الجامع الكبير مثل الجامع الكبير في صنعاء، ولا توجد مشكلة في الجانب المالي المشكلة فنية بحتة، ومن الضروري أن يكون العمل دقيقا لأن المساجد أثرية وتحمل التاريخ، وكما تعلم فإن جامع العامرية ظل العمل فيه لترميمه 25 سنة، والجامع الكبير في إب يتطلب وصول الجانب الفني لأن هناك (مصندقات) تاريخية في السقف.

وقد سلموا لنا مذكرة في2007/3/28م لكن فيها بعض القصور، ورفعناها إلى الوزارة لأن جانبا كبيرا في المخطط يتطلب إزالة السقف.ولذلك يتطلب الأمر رفعه في العمل الفني.أما جامع جبلة التاريخي فقد وصلت نسبة الإنجاز فيه إلى 90 % وفي باقي المرافق مثل الحمامات وغيرها، والعمل جار في السطح فقد تم إزالة (القذاذ) واستبداله لأن الأول كان قد ظهر عليه التشقق ثم تمت إعادة (القذاذ)».

وأشار المدير إلى أنه «عند وصول الدراسات سوف يتم الإسراع في العمل ونحن لم نأخذ أي مستخلص أو مبلغ مالي وأتحدى أي شخص يقول غير ذلك!

ولكن الجانب الفني هو سبب التأخير». وأشار إلى أن تكلفة ترميم جامع جبلة 120 مليون ريال فيما الجامع الكبير كانت التكلفة الأولى له 44 مليونا وما صرف حتى الآن 21 مليونا وقد يزيد المبلغ بعد أن تصل الدراسات الفنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى