الحكيم الذي رحل

> عدن «الأيام» خاص :

> أخرجت مطبعة جامعة عدن كتباً تابينياً بعنوان:«سالم محمد بن عبدالعزيز الراحل عن العين إلى القلب». حوى الكتاب بين دفتيه كلمات ومراثي كتبها طلاب وزملاء المغفور له. لعل أهمها مرثية أخيه خالد التي اعتصر فيها وجعاً بفقد أخيه فرثى الشاعرٌ الشاعر:

يامقلتي أين دمعِي استعين به على حريقي فحُزني في الحشا شُعَل

هذا أوان احتراقي فاطفئي حُرقي بماءِ عيني وذوبي فيه يامُقَل

وعلمي الغيم ما معنى البكاء على فقدِ الحبيب وكيف الغيثُ ينهَمِل

كما بكى (حكيم حافون) زملاؤه وطلابه ومريدوه لعل أبرزهم د. جعفر الظفاري والأستاذ عبدالله فاضل فارع ود. عبدالمطلب جبر، وولداه الأديبان جمال السيد وعبدالكريم الحنكي اللذان مثل لهما الشيخ سالم المعلم والأب معاً.

كان سالم عبدالعزيز ذكياً، متفرداً، وكبر متحرراً في تفكيره، وفي تعبيره، وفي طريقة تعليمه، حيث كونت الجامعة الأمريكية في بيروت شخصيته الأكاديمية وفتحت مداركه على المعارف الإنسانية وساعدته اللغة الإنجليزية على ولوج آفاق رحبة غنية.

هو من محبي الحقيقة حاول استنطاق الحياة، وفحص معاني أشيائها على طريقته. تفلسف وصبَّ خبرته بالإنكليزية في ديوان دعاه ( 200 closed couplets).

كان سالم مستنيراً يكره الظلام، وقد جاء قبل أوانه لذلك لما عاد من بيروت يحمل الشهادة الجامعية اشتغل بما له علاقة بالنور: سكرتير عام للكهرباء في عدن، ثم محاضراً، وهو فوق ذلك شاعر، وغاية الشعر التنوير. وللفقيد فضل في تأسيس قسم اللغة الإنكليزية ومركز الدراسات بجامعة عدن، وتم بعد حفل التأبين افتتاح مكتبة قسم اللغة الإنكليزية بكلية التربية عدن باسم الفقيد تضمنت عدداً من كتبه المهداة للمكتبة، كما له فضل السبق في كونه أول عربي يصدر ديواناً بالإنكليزية، وله ديوان غير منشور باللغة العربية عنوانه (والعشق أيضا يمان).وسالم بالإنكليزية أشعر منه بالعربية.

كان سالم عزيز عصرياً متحرراً، فتح باب التفكير الحر وشرعه لطلابه. وهو واحد من نوابغنا الذين نفخر بهم، عناصره في الأدب وفي التربية حية لا تموت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى