بريطانيا تركز التحقيق على مختبرين بعد ظهور الحمى القلاعية

> لندن «الأيام» لوك بيكر :

>
ركزت السلطات البريطانية التي تبحث عن مصدر انتشار مرض الحمى القلاعية شديد العدوى تحقيقها أمس الأحد على اثنين من مختبرات الابحاث يقعان على بعد كيلومترات من المكان الذي عثر فيه على قطيع من الماشية مصاب بالمرض.

ورغم عدم التأكد من ان المختبرين اللذين يتمتعان باجراءات امنية عالية هما مصدر العدوى إلا أن السلطات أغلقت المنطقة المحيطة بهما ووضعتهما في نطاق منطقة معزولة قطرها عشرة كيلومترات. ويدير معهد صحة الحيوان التابع للحكومة احد المختبرين والاخر تديره شركة ادوية تدعى ميريال.

وميريال واحدة من الشركات العالمية البارزة في مجال صحة الحيوان ووصلت مبيعاتها في عام 2006 الى 2.2 مليار دولار وتملكها شركة ميرك اند كو الامريكية للادوية وشركة سانوفي افينتس اس ايه الفرنسية.

ويتعامل المختبران مع العديد من سلالات الحمى القلاعية وأجريا عدة أبحاث على الفيروس وتطوير الأمصال المقاومة للفيروس وللأمراض الأخرى التي تصيب الماشية.

وتركز الانتباه على المختبرين باعتبارهما المصدر المحتمل للعدوى بعد ان ذكرت ادارة الزراعة البريطانية ان سلالة مرض الحمى القلاعية التي تأكدت في 60 رأس من الماشية يوم الجمعة الماضية ليست هي السلالة التي اكتشفت مؤخرا في الحيوانات.

وقالت الادارة انها في الواقع سلالة من الفيروس كان الباحثون البيولوجيون البريطانيون تمكنوا من عزلها قبل 40 عاما تقريبا.

وأمرت كبيرة الاطباء البيطريين في بريطانيا ديبي رينولدس باجراء "مراجعة عاجلة لاجراءات السلامة" في المختبرين رغم ان ادارة الزراعة البريطانية اكدت ان "جميع المصادر المحتملة" للفيروس لا تزال رهن التحقق.

وتم عزل الحيوانات المصابة التي عثر عليها في مزرعة في مقاطعة ساري بجنوب غرب لندن واعدامها ونقلها للدفن أمس الأول. وجرى اعدام قطيع قريب كاجراء وقائي.

وقالت ادارة الزراعة البريطانية في بيان ان "سلالة الحمى القلاعية التي عثر عليها في ساري ليست السلالة المعروفة حاليا والتي عثر عليها مؤخرا في حيوانات."

وأضافت "انها اكثر تشابها بسلالات استخدمت في مختبرات تشخيص دولية وفي انتاج امصال." وذكرت بالاسم معهد صحة الحيوان وشركة ميريال لصحة الحيوان ويقعان في بيربرايت على مسافة نحو ثمانية كيلومترات شمالي المزرعة التي اكتشفت فيها السلالة.

وقالت ادارة الزراعة البريطانية "تشير الدلالات الحالية الى ان هذه السلالة هي مثل فيروس 01 بي اف اس 67 الذي جرى عزله في عام 1967 بعد ظهور مرض الحمى القلاعية في بريطانيا العظمى."

وتابعت "يتم اتخاذ اجراءات فورية باجراء تحقيق تتولاه هيئة الصحة والسلامة في معهد صحة الحيوان وفي ميريال."

واذا تبين ان الماشية اصيبت بسبب تسرب من مختبرات بيربرايت فربما يشعر مجتمع الزراعة البريطاني الذي لا يزال متأثرا من انتشار مدمر لمرض الحمى القلاعية في عام 2001 بالطمأنينة في امكانية عزل المرض.

غير ان ذلك سيثير حالة من الذعر في الوسط العلمي بان الجرثوم شديد العدوى الذي تحمله الرياح يمكن ان يفلت من مختبر على درجة كبيرة من الاجراءات الامنية.

ويأتي احدث ظهور لمرض الحمى القلاعية بعد ست سنوات من ازمة الحمى القلاعية التي دمرت قطاع الزراعة البريطانية مع اعدام اكثر من ستة ملايين من الماشية وتأثر السياحة في جميع انحاء البلاد بخسائر اجمالية قدرت بنحو 8.5 مليار جنيه استرليني.

وتعرضت الحكومة السابقة بزعامة رئيس الوزراء السابق توني بلير لانتقادات شديدة بسبب رد فعلها البطيء تجاه الازمة. ولكن استجابة المسؤولين هذه المرة كانت اكثر سرعة.

وقطع رئيس الوزراء جوردون براون عطلته للعودة إلى لندن وترأس اجتماعا وزاريا طارئا.

غير ان المفوضية الاوروبية قالت انها حظرت جميع صادرات الماشية الحية من بريطانيا اضافة الى منتجات اللحوم والالبان من المنطقة التي ظهر فيها المرض في انجلترا,ويحتمل فرض مزيد من القيود بعد اجتماع الخبراء البيطريين في الاتحاد الاوروبي يوم الأربعاء.

وذكرت الولايات المتحدة التي فرضت قيودا بالفعل على استيراد الماشية والأغنام من بريطانيا بسبب مخاوف صحية أخرى إنها ستفرض قيودا على استيراد لحم الخنزير ومنتجاته.

وحظر نقل كل الخنازير والخراف والماشية في شتى انحاء البلاد كإجراء وقائي اضافي.

وقد يكون التأثير على الزراعة في بريطانيا واسع النطاق حسب المدة التي سيظل فيها الحظر الأوروبي والأمريكي ساريا. وقال خبراء إن الصادرات البريطانية من الماشية الحية واللحوم تبلغ قيمتها 15 مليون جنيه استرليني أسبوعيا. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى