عملية التطبيع الاجتماعي للطفل

> «الأيام» محمد إبراهيم مهيوب /صبر - تعز

> لا يولد الطفل إنساناً اجتماعياً.. وعلى المجتمع أن يعمل على صقله وترويضه وتعليمه حتى تظهر انسانيته من ثنايا طبيعته الحيوانية.

وتسمى هذه العملية التي يتم بها تكيف الطفل مع بيئته الاجتماعية عملية التطبيع الاجتماعي.. إنها عملية تربية وتعلم يقوم بها الآباء والمعلمون وغيرهم من الذين يمثلون ثقافة المجتمع وتستهدف تعليم الفرد أو الطالب الامتثال للمجتمع والاندماج في ثقافته واتباع تقاليده والخضوع لالتزاماته ومجاراة الآخرين.

وعملية التطبيع تبدأ من المهد وتستمر حتى اللحد.. وهي تحتوي على أمر ونهي إن أراد الطفل أن يتجنب عقاب الله أو عقاب الكبار، وأن يظفر بما يعده به الله أو ما يعده به الكبار من ألوان الثواب فلا بد أن يتعلم كيف يكف بعض دوافعه الملحة وأن يرغم نفسه على فعل ما لا تستسيغه، وعلى هذا النحو يتكون الضمير داخل الفرد وتصبح له السلطة الداخلية التي يتحاكم اليها الفرد .

ومتى تكون الضمير أصبح الفرد يحمل مقومات الثقافة الاجتماعية والخلقية للمجتمع الذي يعيش فيه.

ثم تمضي عملية التطبيع في المدرسة وخارجها.. في الملعب والنادي جتى في السوق وفي الشارع وفي المسجد، حيث إن التطبيع يكون أشد تركيزاً من مرحلة الطفولة المبكرة ومن ثم إن كل ثقافة مجتمعية تحتضن عناصر الخير والشر.. عناصر تقليد وعناصر تجديد، والمجتمع تقع عليه مسؤولية تطبيع الطفل بالسلوك الحميد، ولن يتم ذلك إلا بجهود الكل.

وعلى الكل أن يجعل من أهداف التطبيع معاونة الأسرة والتعاون مع أعضاء المجتمع من خلال المسجد والمدرسة والشارع، وأن يكون التعامل مع الطفل برأفة وحنان حتى يحس الطفل بالأمان نحو المجتمع الذي سيعيش فيه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى