حبيبتي عدن

> «الأيام» ماجد علي الداعري /جحاف - الضالع

> حبيبتي عدن .. أين أنت الآن مني، ومن أحلام دربي التي عانقتني فيك منذ الطفولة؟! وأينك اليوم من عشقي الازلي لصخرك ورملك وبرك وبحرك وأنس دارك وطيبة أهلك وسماحة قلبك وحسن صنيعك للآخرين؟!

عدن.. حبيبتي الأولى ومحبتي الأغلى، ومهبط وحي أفكاري وعروسة شعري وإلهامي.

عدن.. قبلتي البكر وقصيدتي العذراء وقبلة عشقي الأبدي التي وليتها شطر قلبي ووجه مشاعري واتجاه محبتي وأواصري، وبقيت عاشقها على مر الزمن.

عدن.. سحر المقام وايقونة الالهام وكتاب عشق لا تملّه الأسماع والأبصار ولا يضيق به الفؤاد.

عدن.. حديث لا يمل وسمر لا ينقطع ولذة لا تنتهي، وسفر طويل بين أعماق الجمال، وفتنة الروعة المشتهاة، ومتعة في الرحيل بعيداً عن هموم النفس وأحزان الحياة وتراكمات الأيام والليالي التعيسة.

عدم.. رمل ذهبي مبثوث، وبحر مفروش وشاطئ أنس مليء بالدفء والأمن، شاطئ يتعانق فيه الرمل والبحر والصخر ليضفي جواً من الروعة الساحرة التي لا تقوى النفوس على مقاومتها والتصدي لها بإسبال الرموش أو الصد عنها بغض البصر وإغماض العيون.

عدن.. إحساس حب بهيج ووله لا ينتهي أو يبيد، وخيال لا يحيد.

حبيبتي عدن.. طعم النصر في دمي ولون الحرية في قلبي ومعنى الوطنية في حنجرتي وصوتي، وأغنيتي التي استفقت أغنيها صباحاً منذ الطفولة وأرددها كل حين وكلما خطرت على ذاكرتي وسمعي أغنية من أغاني طفولتي المفضلة «عدن..عدن فيها الهوى ملون» و«يا طائرة طيري على بندر عدن.. زاد الهوى زاد النوى زاد الشجن» و«عدن شسير به يومين ما شرقد النوم» وغيرها من أغاني طفولتي المفضلة.

يا ترى أين أنت اليوم مني وكيف صرت بعيدة عني وعن أحلامي التي عانقتني فيك عمراً من الزمن؟ وغدوت اليوم كجارية يستباح كل شيء جميل فيها، لتُتارك عجوزا شمطاء داهمتها بوادر الشيخوخة مبكراً فأردتها مسنة العمر قبيحة الوجه رديئة الملبس رغم ثرائها وجمال أنوثتها وكثرة محاسنها الباطنة بين أحشائها .. أين انت اليوم مني؟! ولمن صرت بعدي وأنا ابنك وحفيدك وحبيبك الأول؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى