مشروع كتاب سيرة موسيقار اليمن أحمد قاسم

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> لم يكن يدور بخلدي أن يوماً ما سيأتي وأجد نفسي محشوراً مسروراً بين عشرات بل مئات من الورق والصور وأشرطة الفيديو والكاسيت أقلب فيها باحثاً عن أدق التفاصيل وصحيحها تلك التي توثق سيرة حياة مبدع عظيم، ابن عدن اليمن الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم.

وها أنا ذا قد تورطت بورطة جميلة محببة تقع في دائرة الكتابة والبحث هي في جل وقتها متعة أقضيها بالدراسة والتقصي لما في الورق من شهادات وأحداث ومذكرات وقصاصات صحف ومجلات نشرت أخباره على امتداد حياته المفعمة بالإبداع والإقدام والتضحية كي يحقق حلم عمره في مشروع فنه التجديدي المعاصر الذي هو صاحبه ورائده.

والحقيقة أن فكرة تأليف كتاب سيرة كهذا و لعلم في الموسيقى والغناء كأحمد قاسم لم يكن لي فضل فيها، بل جاءت من صاحبة الفكرة الأخت العزيزة الأستاذة نجاة قاسم شقيقة الموسيقار الراحل، أطال الله عمرها ومتعها بموفور الصحة والعافية، التي فاجأتني قبل حوالي الشهرين ودون مقدمات إلا من علمها بصداقتي الطويلة ووفائي لهذا الرجل المبدع ما حييت.. فاجأتني وهي تحمل مغلفاً من الورق والصور التذكارية لشقيقها قائلة:«إنه صديقك وهو خير من يجب أن تكتب عنه» وأردفت «حلمت طويلاً ومازال حلمي يراودني بأن أرى كتاباً منصفاً يوثق سيرة موسيقار أحب الناس وأحبوه.. موسيقار كان يردد دوماً أنا اليمن واليمن أنا».

ولم تكن العزيزة نجاة تنتظر مني جواباً حينها، بل وضعت بين يدي المغلف بمحتوياته وانصرفت.. ويبدو أنها بتصرفها ذاك أرادت أن تمتحن قدر وفائي للموسيقار حين انصرفت دون أن تنتظر رداً مني بالقبول أو الاعتذار، مع قناعتي وعلمي بشخصيتها اللماحة الفطنة التي ما كانت لتضع بين يدي ما استطاعت جمعه من مذكراتها دون أن تنتظر جواباً إلا لشعورها بأنني لا يمكن أن أخيب ظنها، والحق أقول إن لي في ذلك شرفاً عظيماً أيما شرف!

صحيفة «الأيام» المحروسة ما إن تناولتْ نشر تصريحات بدء حراك العمل في الكتاب ومناشدتي كمؤلف لأصحاب وأحباب وأقارب الموسيقار تقديم ما عندهم من مذكراتهم ومن الصور الخاصة به أو التي جمعتهم به، وكذلك أقاربه البعيدين والقريبين حتى بدأت أستقبل الكثير والكثير من المعلومات والمذكرات والشهادات وإن كان البعض منها يحتاح إلى التمحص والمقارنة والمقاربة بين المعلومات والأحداث المتشابهة، وترك المشكوك بها من المعلومات جانباً حتى لا تصطدم بمتناقضات الأقوال والذكريات بسبب عامل العمر عند بعض المتحدثين، وقِدَم أحداث بعضها مما قد لا تسعف الذاكرة بعضهم في استحضارها اليوم وعن نية حسنة.

وفي تصريحين سابقين لي بهذه الصحيفة الغراء كنت أشرت إلى عدد غير قليل من الأوفياء الذين لم يبخلوا في تقديم ما لديهم لإغناء كتاب سيرة هذا الراحل المبدع، فإني هنا لا أغفل عن ذكر عدد آخر ممن كانوا أيضاً على مقربة كبيرة منه، استأنست بكثير مما قدموه وأخص بالذكر منهم الأساتذة: م. حسن سعيد قاسم، بدر باسنيد، عوض بن عوض مبجر ، أحمد ناصر الحماطي، أديبنا الكبير فريد بركات، السيدة صفية لقمان، يونس محمد أحمد، عبدالله عوض أحمد اليافعي.

وكما كان للأديب والشاعر الأستاذ فريد بركات أكثر من محطة مع الموسيقار الراحل رصدتها من خلال ما نشر مؤخراً في ذكراه، فإنني مازلت أنتظر من الأديب والشاعر الأستاذ عبدالله عبدالكريم الذي هو الآخر له أكثر من محطة في العمل الفني المشترك بينهما.. أنتظر أن أجد الفرصة المناسبة لألتقيه وأسمع منه فبحديثه سيكون إن شاء الله آخر المطافات ومسك ختام البحث، وكذلك مع محمد أحمد قاسم (حمادة) نجله الأكبر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى