> العراق «الأيام» بيتر جراف :
الميجر جنرال ريك لاينش قائد القوات الأمريكية جنوبي بغداد
وقال الميجر جنرال ريك لاينش قائد القوات الأمريكية جنوبي بغداد إن 80 في المئة من العرب السنة بالمنطقة التابعة له يتعاونون الآن مع القوات الأمريكية في "تغير كبير في ساحة المعركة" على مدى عدة أسابيع مضت.
واضاف خلال مؤتمر صحفي مع ضباط خاضعين له في وادي نهر الفرات جنوبي بغداد "غير أنهم قد ينقلبون على أعقابهم غدا.. والشيء الوحيد الذي يمكن أن يمنع انقلابهم على أعقابهم هو الحكومة العراقية."
وسحبت جبهة التوافق العراقية كبرى الكتل السنية في البرلمان وزراءها الستة من حكومة الوحدة الوطنية هذا الشهر وقالت إن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة تجاهلت مطالب لها.
وقال ضباط خلال المؤتمر الصحفي إن منطقة وادي الفرات حول الاسكندرية وهي جزء مما تصفه القوات الأمريكية بأنه "مثلث الموت" قد اصبحت أهدأ بكثير خلال الشهرين الماضيين.
وأضاف الضباط أن شيوخ عشائر من العرب السنة ينظمون أنفسهم في دوريات ويوقعون عقودا مع القوات الأمريكية لضمان الأمن في مناطق كانت مناهضة لها في وقت سابق,وتدفع القوات الأمريكية لهم أموالا وتصنع لرجالهم بطاقات هوية.
وفي المقابل يضمن الرجال منع الهجمات والسماح للقوات الأمريكية بدخول أحيائهم بشكل آمن.
وقال اللفتنانت كولونيل روبرت بالكافاج وهو يشير إلى طريق على خارطة قال إنه بات آمنا الآن "عندما أتينا إلى هنا.. كانت هذه دبابات و(عربات مدرعة) برادلي حتى نتمكن من تسيير هذا الطريق."
واضاف وهو يشير إلى منطقة شمالي الاسكندرية "كانت هذه المنطقة في العادة سلة لقذائف المورتر... ولم تسقط قذائف مورتر منذ شهرين."
ورغم أن القادة العسكريين الأمريكيين يقولون إنهم تمكنوا من تقليل العنف في بعض المناطق السنية إلا أنهم لا يزالون يحملون المتشددين السنة المسؤولية عن هجمات نوعية يسقط خلالها عشرات القتلى من العراقيين,وقالوا إن هجوما بعدة شاحنات ملغومة الليلة الماضية أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 200 شخص في شمال العراق يحمل بصمات تنظيم القاعدة.
غير أن العرب السنة الذين كانوا العدو الرئيسي للقوات الأمريكية لأغلب الفترات خلال السنوات الأربع الماضية كانوا مسؤولين الشهر الماضي عن الربع فقط من الهجمات التي تعرضت لها القوات الأمريكية.
ومنذ بدأ تطبيق البرنامج الأمريكي مع شيوخ عشائر من السنة بالمنطقة قبل أسابيع قليلة حصل رجال بالكافاج على بيانات هوية من 743 رجلا من بين أكثر من 1000 متطوع.
وقال بالكافاج إن أحد ضباطه كان بالخارج في أحد الأحياء على الضفة الشرقية لنهر الفرات هذا الصباح لتوقيع عقد مع واحد من الشيوخ تقرب منهم قبل نحو اسبوع.
لكنه قال إن الهدف الأساسي لشيوخ العشائر هو الحصول على اعتراف رسمي ورواتب كاملة مثل رواتب الشرطة أو الجيش لرجالهم وهو ما يتعين أن توافق عليه السلطات في بغداد.
وأضاف "يقولون.. ما نريده حقا هو الشرعية. نريد أن نكون جزءا من قوات الأمن العراقية."
ولا تزال الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة تساورها شكوك حتى الآن بخصوص تسليح رجال تعتبرهم أعداء.
وقال بالكافاج إن الجيش العراقي بدأ رغم ذلك حملة للتطوع بالمنطقة لحشد 2700 رجل.
وقال "في كل يوم نفتح البوابات. نأخذ كل من يمكنهم التعامل معهم هناك."
وتسبب هذا التقارب المفاجيء في الجمع بين اطراف متنافرة. فقد خاض كثير من العشائر معارك فيما بينها. فيما خاض كثير منها معارك مع وحدات بالجيش العراقي في المنطقة أغلب أفرادها من الشيعة وحارب آخرون القوات الأمريكية.
وقال بالكافاج إن أحد شيوخ العشائر تقرب منه من أجل التوصل إلى اتفاق بعدما اعتقل رجاله نجل الشيخ بسبب هجمات بالصواريخ على قاعدة أمريكية.
واضاف "كان يريد ابنه.. وقلت .. إننا عثرنا على تلك الصواريخ في منزله.. لذلك دعنا لا نتحدث عن ذلك. لنتحدث بشأن كيف ستضمن ألا يحدث ذلك مجددا.. ." رويترز