هل لدى الغرب ما يقلقه من التعبئة العسكرية الروسية؟

> موسكو «الأيام» مايكل ستوت :

> ها هو الدب الروسي يكشر عن أنيابه مرة أخرى ولكن ما مدى قوة روسيا هذه المرة ؟هز الرئيس فلاديمير بوتين الغرب بموجة من الإعلانات العسكرية المفاجئة التي تعيد للأذهان الحرب الباردة.

عادت القاذفات الروسية طويلة المدى القادرة على حمل أسلحة نووية إلى السماء في دوريات حراسة في أنحاء العالم مما دفع مقاتلات حلف شمال الأطلسي إلى أن تحذو حذوها.

كما أجرت روسيا تجارب إطلاق على صواريخ طويلة المدى وقالت تقارير رسمية إن الصاروخ قادر على التحليق من طرف روسيا إلى الطرف الآخر خلال أقل من نصف ساعة.

كذلك فإن الجيش الأحمر السابق يعيد تجهيز نفسه بالمعدات مع زيادة النفقات الدفاعية بين 20 و40 في المئة سنويا منذ تولي بوتين السلطة عام 2000 .

هل يتعين على الغرب إذن الشعور بالقلق؟

قال بيتر فلستيد رئيس تحرير مجلة جينز ديفنس ويكلي في مكالمة هاتفية “بصفة عامة فإن القدرات العسكرية الروسية أقل كثيرا من خمسين في المئة مما كان يملكه الاتحاد السوفيتي.”

وأضاف “استئناف القاذفات لطلعاتها الجوية كان أمرا يتعلق بمكانة روسيا وله دلالة دبلوماسية أكثر من كونه قدرة عسكرية حقيقية.”

ووصفت وزارة الخارجية في واشنطن معاودة القاذفات الروسية الظهور بأنه قيام روسيا بإخراج “الطائرات القديمة من سباتها” في إشارة إلى أساس أسطول موسكو المكون من الطائرات توبوليف 95 التي حلقت لأول مرة عام 1952 .

وقال كريستوفر لانجتون وهو كولونيل متقاعد يعمل في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن “لا داعي أن يقلق الغرب بصورة كبيرة.”

وأضاف “أغلب ما تنتجه روسيا من صناعتها العسكرية مخصص للتصدير من أجل الحصول على العائدات,كميات صغيرة توجه للسوق المحلية.”

وفي الجيش أصبحت أغلب الدبابات عتيقة للغاية إذ تقول أرقام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إنها تعود إلى الستينات والسبعينات.

ولدى البحرية الروسية حاملة طائرات واحدة فقط تعمل بعد إحالة خمس حاملات أخرى إلى خارج الخدمة وبيعها إلى الصين والهند في التسعينات.

وعلى الرغم من الوعود بإعادة إمداد الجيش بالمعدات اللازمة فيقول محللون إن النسخ الأحدث التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة من الأسلحة الحالية ما زال يجري تخاطفها في الخارج قبل استخدامها في الداخل.

وقال روسلان بوخوف مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات في موسكو “أول مشتر للطائرة (المقاتلة) ميج 29 المحدثة هو اليمن والثاني هو اريتريا.”

ويقول خبراء دفاعيون إنه بخلاف القوة النووية الاستراتيجية لموسكو والتي كانت تلقى تمويلا جيدا في التسعينات فإن أغلب الجيش في حاجة إلى التغلب على سنوات من الإهمال.

وتشير معلومات رسمية إلى أن روسيا بدأت برنامجا مدته ثماني سنوات بتكلفة 189 مليار دولار لاستبدال نحو نصف المعدات العسكرية الحالية بحلول عام 2015 بما في ذلك صواريخ توبول-م الحديثة والطائرات الحاملة للصواريخ والمركبات والسفن.

غير أن يفجيني بندرسكي وهو محلل بارز في مركز باور اند انتريست نيوز ريبورت في واشنطن الذي يتلقى تمويلا خاصا قال إن هذا الإنفاق السخي على الجيش يخفي جوانب نقص أخرى مثل مدى كفاءة القوة البشرية.

كما أنه ساعد على إخفاء المشكلات الاجتماعية المحلية في روسيا.

ومضى يقول “الذي نشهده الآن هو نمط يشبه للغاية ما كان يحدث في الاتحاد السوفيتي.

في الظاهر تبدو روسيا قوية للغاية خاصة في مجال الطاقة ولكن ليست هذه هي الحال فعليا. إن الفجوة تزيد بين الأغنياء والفقراء..

الوضع في الريف مروع.” رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى