فشل الولايات المتحدة في العراق يمكن أن يغذي الإرهاب في الخليج

> واشنطن «الأيام» اندريا شلال عيسى :

> حذر قائد عسكري أمريكي كبير أمس الأحد من أن فشل الولايات المتحدة في العراق يمكن أن يؤدي إلى تزايد الإرهاب وهو ما سيمثل مبعث قلق بالغ من الناحية الاستراتيجية في ضوء محاولات إيران لزعزعة استقرار المنطقة.

وقال الجنرال المتقاعد جيمس جونز من مشاة البحرية وهو قائد القوات الامريكية سابقا في أوروبا ورأس لجنة مستقلة بشأن العراق "إذا اعتبر أننا فشلنا فأعتقد أنكم سترون الإرهاب يتسع نطاقه وأعتقد أن الاستقرار في منطقة الخليج سيصبح محل شك."

وجاءت وجهة نظر جونز بخصوص العراق قبل يوم من مثول الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق والسفير الأمريكي لدى بغداد رايان كروكر أمام الكونجرس للادلاء بشهادتيهما عن زيادة عدد القوات في العراق التي يقول الرئيس الأمريكي جورج بوش إنها تحقق تقدما لكن يصفها منتقدون بالفشل.

ويعتزم بوش الذي يواجه ضغطا متزايدا لمحاولة دفعه إلى تغيير المسار في العراق إلقاء كلمة في ذروة وقت المشاهدة التلفزيونية يوم الخميس عن الدور الأمريكي في العراق ويحتمل أن تتضمن عرض انسحاب محدود للقوات.

لكن لا يرجح أن يقترح بوش تغييرا كبيرا في الاستراتيجية في الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام والتي قتل فيها أكثر من 3700 جندي أمريكي وعشرات الآلاف من العراقيين.

وذكر جونز لشبكة (ان.بي.سي) التلفزيونية الأمريكية أن تحقيق الاستقرار في العراق هدف استراتيجي للولايات المتحدة خاصة في ضوء ما وصفه بالنفوذ الإيراني المتزايد.

وقال جونز "إيران لاعب رئيسي في محاولة زعزعة استقرار العراق وتقسيمه في الوقت الحالي. هذه هي الأهداف الاستراتيجية التي ينبغي أن تظل عيننا عليها."

وكان بوش قد حث مشرعين ديمقراطيين يطالبون بجدول زمني لسحب القوات يوم السبت الماضي على الاستماع لبتريوس وكروكر قبل "القفز إلى أي نتائج".

لكن السناتور جو بيدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والذي يطمح للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة قال إن زيادة عدد القوات فشلت بوضوح في تقليص أعمال العنف الطائفية أو تحسين الأمن في العراق.

وقال بيدن لشبكة (ان.بي.سي) "حقيقة الأمر هي أن سياسة الإدارة الأمريكية وزيادة القوات امران فاشلان."

وحذر السناتور الديمقراطي جون كيري من الخطأ في تفسير اي "نجاح استراتيجي " يحتمل أن يبلغ عنه بتريوس وكروكر مشيرا إلى ان الحكومة العراقية لم تحقق سوى ثلاثة من 18 هدفا حددت كعلامات قياس لتحقيق المصالحة السياسية واستقرار البلاد.

وقال كيري لشبكة (ايه.بي.سي) التلفزيونية "لا ينبغي أن يخدع أي منا.. لا الشعب الأمريكي ولا أنتم في وسائل الإعلام ولا نحن في الكونجرس..أعتقد أن هناك نوعا من الوهم يقدم حيث يمكن أن يساء تفسير اي نجاح تكتيكي كما فعلنا في فيتنام."

وقال بتريوس الأسبوع الماضي إن قوات التحالف حققت تقدما متفاوتا في فرض الأمن لكنه أقر بأن تقدم الحكومة العراقية نحو المصالحة الوطنية الذي كان أحد المبررات الرئيسية لزيادة مستويات القوات كان مخيبا للآمال.

ورفعت إدارة بوش مستويات القوات إلى 168 ألف فرد في الوقت الحالي ضمن استراتيجية تهدف لتحسين الأمن وإتاحة الوقت للساسة العراقيين لإقرار تشريع تعتبره واشنطن حيويا للاستقرار على المدى الطويل.

وأصر السناتور جون ماكين أحد الطامحين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة على أن زيادة القوات بدأت تؤتي ثمارها.

وقال ماكين لشبكة (إيه.بي.سي) التلفزيونية "لم تدخل هذه الاستراتيجية الجديدة حيز التنفيذ إلا منذ فترة قصيرة نسبيا من الوقت. أنا أيضا أريد أن نخرج (من العراق) لكني أريد أن نخرج بشرف."

وأوصى معهد السلام الأمريكي وهو مؤسسة للأبحاث مقرها واشنطن أمس الأحد بخفض مستويات القوات الأمريكية إلى ما لا يزيد عن نصف مستواها الحالي خلال ثلاثة أعوام وبخروج جميع الوحدات في غضون خمسة أعوام.

وقال المعهد في تقرير جديد "لن يشعر العراقيون وجيرانهم بالحاجة إلى الاضطلاع بالمزيد من المسؤوليات إلا بعد أن يدركوا الاحتمالات الفعلية لانسحاب أمريكي."

(شاركت في التغطية نانسي ويتز) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى