بوتين يمهد الطريق لخليفته امام شعب يقف متفرجا
رئيس الوزراء الروسي الجديد فيكتور زوبكوف
> موسكو «الأيام» فاليري لورو :
> 
بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مناورة كبرى لاختيار خليفته عام 2008 متبعا خطة معقدة وغامضة لا يعرف رموزها سوى قلة من قدماء الكرملين في الوقت الذي يقف فيه المواطنون في موقف المتفرج.
وقبل ستة اشهر من الانتخابات الرئاسية التي لا يستطيع الترشح فيها وضع رئيس الدولة فجاة في الواجهة مرشحا محتملا غير معروف على الاطلاق وهو فيكتور زوبكوف الذي عين اليوم رئيسا للوزراء.
الا ان مباراة الشطرنج ما زالت في بدايتها والرئيس باشادته بمزايا وقدرات هذا الخليفة المحتمل في تصريح ملفت الجمعة بدا وكانه يزيد خلط الاوراق اكثر من توضيح اللعبة.
وقال نيكيتا بيليكس زعيم حزب قوى اليمين (معارضة ليبرالية) ساخرا "هذا التصريح يؤكد من جديد مدى شغفه بوضع السياسيين والمحللين السياسيين والصحافيين امام كل انواع الالغاز والاحجية".
الشيء الوحيد الواضح في هذه المباراة الغامضة مجموعة "رجال الرئيس" المنتمين جميعا الى دائرة واحدة والقادمين جميعا من الكي.جي.بي (المخابرات السوفياتية السابقة) او من سانت بطرسبرغ والتي تعمل كمكتب سياسي حول رئيس الدولة.
وتقول اولغا كريشتانوفسكايا استاذة علم الاجتماع في اكاديمية العلوم ان "المقربين من بوتين هم جميعا +سيلوفيكي+ (من الكي.جي.بي والجيش) ومن سانت بطرسبرغ,انهم نفس الاشخاص الذين كانوا معه منذ البداية".
ورئيس الوزراء الجديد ليس استثناء عن هذه القاعدة فقد عمل مع بوتين في بلدية سانت بطرسبرغ في التسعينات ليصبح منذ ذلك الحين من المقربين منه. وبعد توليه الرئاسة عينه بوتين رئيسا لجهاز سري قوي النفوذ وهو جهاز مكافحة غسيل الاموال.
ومن كبار المسؤولين القادمين من عاصمة الامبراطورية الروسية السابقة نائب رئيس الوزراء السابق سيرغي ايفانوف الجنرال السابق في الكي.جي.بي الذي كان يعتبر حتى الان الاوفر حظا لخلافة بوتين وكذلك ايغور ستشين زعيم مجموعة "السيلوفيكي" في الادارة الرئاسية ونيكولاي باتروشيف رئيس الاف.اس.بي (الكي.جي.بي سابقا).
وترى اولغا كريشتانوفسكايا ان "الخمسة الذين يتخذون القرارات هم: بوتين وسيرغي ايفانوف وفيكتور ايفانوف (المستشار في الكرملين) وستشين وباتروشيف".
واضافت "هناك اكثر من مرشح لمنصب واحد لكن الصراع ليس محتدما فهي في النهاية مجموعة واحدة تتخذ القرارات على اساس التوافق وتقر على ما يقرره بوتين".
ولا يمكن حتى الان الاطلاع على السيناريو. وربما يكون خليفة بوتين قد ظهر حقا في شخص رئيس الوزراء الجديد.
لكن يمكن ايضا ان يكون الرئيس قد احتفظ ببعض الاوراق: اختيار خليفته في وقت لاحق بل وترك اكثر من مرشح مؤيد للكرملين يتقدم مع اعطاء الاولوية لاحدهم. وفي كل هذه الحالات فان مرشحه متاكد من انتخابه في نظام سياسي يحكم الكرملين قبضته عليه.
ومنذ بدء رئاسة بوتين ومفهوم "رأسية السلطة" يزداد رسوخا. فكل الحكام باتوا يعينون من قبل رئيس الدولة ولم يعودوا ينتخبون بالاقتراع العام المباشر.
كما ان القانون الانتخابي الجديد سد طريق البرلمان على المعارضة رافعا نسبة الاصوات اللازمة للترشح الى 7%,ومنذ 2000 انتقلت معظم وسائل الاعلام الى سيطرة الكرملين وفقدت المعارضة كل حق في التحدث من خلال الشاشة الصغيرة التي اصبحت اداة اتصال قاصرة على السلطة.
وتعلق ماشا ليبمان المحللة في مركز كارنيجي في موسكو على التعديلات الاخيرة آسفة "انه نظام يصب في خدمة السلطة ويبعد الشعب عن اتخاذ القرار" مضيفة "لقد اقتصر دورنا على محاولة فك لغز +الاشارات+ التي تاتي من فوق". (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وقبل ستة اشهر من الانتخابات الرئاسية التي لا يستطيع الترشح فيها وضع رئيس الدولة فجاة في الواجهة مرشحا محتملا غير معروف على الاطلاق وهو فيكتور زوبكوف الذي عين اليوم رئيسا للوزراء.
الا ان مباراة الشطرنج ما زالت في بدايتها والرئيس باشادته بمزايا وقدرات هذا الخليفة المحتمل في تصريح ملفت الجمعة بدا وكانه يزيد خلط الاوراق اكثر من توضيح اللعبة.
وقال نيكيتا بيليكس زعيم حزب قوى اليمين (معارضة ليبرالية) ساخرا "هذا التصريح يؤكد من جديد مدى شغفه بوضع السياسيين والمحللين السياسيين والصحافيين امام كل انواع الالغاز والاحجية".
الشيء الوحيد الواضح في هذه المباراة الغامضة مجموعة "رجال الرئيس" المنتمين جميعا الى دائرة واحدة والقادمين جميعا من الكي.جي.بي (المخابرات السوفياتية السابقة) او من سانت بطرسبرغ والتي تعمل كمكتب سياسي حول رئيس الدولة.
وتقول اولغا كريشتانوفسكايا استاذة علم الاجتماع في اكاديمية العلوم ان "المقربين من بوتين هم جميعا +سيلوفيكي+ (من الكي.جي.بي والجيش) ومن سانت بطرسبرغ,انهم نفس الاشخاص الذين كانوا معه منذ البداية".
ورئيس الوزراء الجديد ليس استثناء عن هذه القاعدة فقد عمل مع بوتين في بلدية سانت بطرسبرغ في التسعينات ليصبح منذ ذلك الحين من المقربين منه. وبعد توليه الرئاسة عينه بوتين رئيسا لجهاز سري قوي النفوذ وهو جهاز مكافحة غسيل الاموال.
ومن كبار المسؤولين القادمين من عاصمة الامبراطورية الروسية السابقة نائب رئيس الوزراء السابق سيرغي ايفانوف الجنرال السابق في الكي.جي.بي الذي كان يعتبر حتى الان الاوفر حظا لخلافة بوتين وكذلك ايغور ستشين زعيم مجموعة "السيلوفيكي" في الادارة الرئاسية ونيكولاي باتروشيف رئيس الاف.اس.بي (الكي.جي.بي سابقا).
وترى اولغا كريشتانوفسكايا ان "الخمسة الذين يتخذون القرارات هم: بوتين وسيرغي ايفانوف وفيكتور ايفانوف (المستشار في الكرملين) وستشين وباتروشيف".
واضافت "هناك اكثر من مرشح لمنصب واحد لكن الصراع ليس محتدما فهي في النهاية مجموعة واحدة تتخذ القرارات على اساس التوافق وتقر على ما يقرره بوتين".
رئيس الوزراء الروسي الجديد فيكتور زوبكوف
لكن يمكن ايضا ان يكون الرئيس قد احتفظ ببعض الاوراق: اختيار خليفته في وقت لاحق بل وترك اكثر من مرشح مؤيد للكرملين يتقدم مع اعطاء الاولوية لاحدهم. وفي كل هذه الحالات فان مرشحه متاكد من انتخابه في نظام سياسي يحكم الكرملين قبضته عليه.
ومنذ بدء رئاسة بوتين ومفهوم "رأسية السلطة" يزداد رسوخا. فكل الحكام باتوا يعينون من قبل رئيس الدولة ولم يعودوا ينتخبون بالاقتراع العام المباشر.
كما ان القانون الانتخابي الجديد سد طريق البرلمان على المعارضة رافعا نسبة الاصوات اللازمة للترشح الى 7%,ومنذ 2000 انتقلت معظم وسائل الاعلام الى سيطرة الكرملين وفقدت المعارضة كل حق في التحدث من خلال الشاشة الصغيرة التي اصبحت اداة اتصال قاصرة على السلطة.
وتعلق ماشا ليبمان المحللة في مركز كارنيجي في موسكو على التعديلات الاخيرة آسفة "انه نظام يصب في خدمة السلطة ويبعد الشعب عن اتخاذ القرار" مضيفة "لقد اقتصر دورنا على محاولة فك لغز +الاشارات+ التي تاتي من فوق". (أ.ف.ب)