ساحل العاج ما زالت اسيرة انقساماتها بعد خمس سنوات من محاولة انقلاب

> ابيدجان «الأيام» ايمانويل دوبارك :

>
بعد خمس سنوات من محاولة الانقلاب التي جرت في ايلول/سبتمبر 2002 وادت الى تقسيمها، ما زالت ساحل العاج التي لم تغرق في حرب اهلية تنتظر اعادة توحيدها المتأخرة رغم اتفاق سلام ابرم في آذار/مارس الماضي بين الشمال والجنوب.

ومنذ شهر فوجىء سكان ابيدجان الذين كانوا يقومون بالتسوق في احد المراكز التجارية الكبيرة، ظهور "القائد" المتمرد ايسياكا واتارا الملقب "واتاو" يشتري حاجياته يرافقه حارسان مسلحان برشاشات.

فقد كان واتاو في ايلول/سبتمبر 2002 احد قادة حركة التمرد التي قامت بها "القوات الجديدة" التي فشلت في اطاحة الرئيس لوران غباغبو في ابيدجان، لتتراجع وتسيطر على الشمال.

ومنذ ذلك الحين لم تندلع الحرب الاهلية التي كان يتوقع حدوثها بينما اوقف الجانبان في نهاية 2004 المواجهات بينهما التي بقيت محدودة.

كما ابرموا مصالحة في الرابع من آذار/مارس 2007 بت اتفاق بين غباغبو وغيوم سورو زعيم القوات الجديدة الذي اصبح رئيسا للحكومة.

وسلم قوة "ليكورن" التي تقوم بها القوات الفرنسية التي تنتشر بين الجانبين منذ ايلول/سبتمبر 2002، الى الجيش الموالي لغباغبو السيطرة على مطار ياموسوكرو الدولي وسط البلاد.

لكن كل هذه الخطوات يجب الا تحجب حقيقة الوضع. فبعد خمس سنوات ما زالت ساحل العاج مقسمة بانتظار اتفاق المعسكرين على اعادة توحيد البلاد وتنظيم انتخابات ينص اتفاق السلام على تنظيمها مطلع 2008.

واعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة ان الاقتراع الرئاسي "يجب ان ينظم حوالى تشرين الاول/اكتوبر 2008".. وقد عمقت الخلافات بين الجانبين الانقسام في البلاد.

وقال المحلل في مجموعة الازمات الدولية (انترناشيول كرايزيس غروب) جيل يابي "في كل معسكر رأى عدد من النافذين انهم يستطيعون الاثراء. لذلك ليسوا على عجلة من امرهم لابرام السلام".

من جهته، رأى باتريك نغوان رئيس رابطة ساحل العاج لحقوق الانسان ان "ضعف الدولة ادى الى الفوضى واللاقصاص. لقد شكلت سرية تتمتع بنفوذ كبير".

وسمح صمود انتاج الكاكاو وبدء استثمار النفط للاقتصاد الرسمي بمقاومة الازمة. وتستفيد النخبة من هذا الوضع لكن معظم السكان يعانون من نتائج التقسيم الذي يحد من حرية تنقلهم ويغذي التضخم.

وقال نغوان ان "نسبة النمو على مدى خمس سنوات شبه معدومة وغياب الامن والفساد منتشران ومعدل الفقر ارتفع من 33% الى حوالى 45% ومعدل الحياة تراجع من 52 عاما الى 46 عاما".

وهذا الوضع على غرار الثراء الذي لا حدود له لمختلف القادة، يتقبله السكان بهدوء.

اما الاسرة الدولية، فيبدو انها سئمت من نزاع لا يبدو لها اكثر الحاحا من قضايا اخرى (الصومال وافغانستان ولبنان...).

لذلك لا شىء يمنع استمرار الوضع السياسي القائم. وقال دبلوماسي غربي ان "ملهاة السلطة يمكن ان تستمر".

ويؤكد لوران غباغبو الذي تعززت قوته باتفاق السلام الذي وقعه مع المتمردين،رغبته في تنظيم انتخابات في اسرع وقت ممكن. لكن دبلوماسيين عدة قالوا انه "لن يذهب الى انتخابات ما لم يكن واثقا من فوزه فيها".. اما رئيس الوزراء فيؤكد انه يجب عدم التسرع.

وصرح مصدر مسؤول مطلع ايلول/سبتمبر ان "استمرار الوضع يخدم مصالح معظم القادة الحاليين. فلماذا سيسرعون في التحرك؟". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى