> كلف الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس أمس الإثنين رئيس الوزراء كوستاس كرامنليس تشكيل حكومة جديدة بعد فوز الحزب المحافظ الحاكم "الديموقراطية الجديدة" في انتخابات أمس الأول بفارق ضئيل جدا.

وقد فقد حزب الديموقراطية الجديدة وابرز حزب معارضة اشتراكي "باسوك" بعض الدعم مع تقدم اليسار واليمين المتشدد في انتخابات أمس الأول اثر الاستياء الذي خلفته ادارة الحكومة لازمة الحرائق التي اندلعت في البلاد الشهر الماضي.

وقال كرامنليس بعد لقائه بابولياس "لدينا ملء الثقة بمسؤوليتنا، سنمضي قدما وبتصميم وسنعمل على تقدم البلاد".

وبموجب الدستور، امام كرامنليس ثلاثة ايام لتشكيل فريق عمله الجديد والذي كان اعلن انه سيضم "وجوها جديدة" وسيكون مصغرا.

وفي وقت سابق، قدمت رئيسة البرلمان آنا بسارودا-بيناكي للرئيس التوزيع الرسمي الجديد للبرلمان الذي يضم 300 مقعد بينها 152 مقعدا لحزب الديموقراطية الجديدة في تراجع من 165 مقعدا كان يشغلها في البرلمان السابق.

ونال باسوك 102 مقعد في تراجع من 117 سابقا بموجب نظام تمثيلي جديد يعتمد على النسبية استخدم للمرة الاولى.

وحقق الحزب الشيوعي "كي كي اي" مكاسب كبرى حيث فاز بعشرة مقاعد اضافية ليصل اجمالي مقاعده الى 22 فيما نال حزب "تحالف اليسار" المتطرف 14 مقعدا بزيادة ثمانية مقاعد فيما دخل حزب لاوس اليميني المتطرف البرلمان بحصوله على عشرة مقاعد.

ورغم تراجع غالبيته، فان كرامنليس قال في كلمة متلفزة الى الامة "لقد اعطيتم الديموقراطية الجديدة تفويضا واضحا لمواصلة التغييرات والاصلاحات التي تحتاجها البلاد".

واضاف "سابذل قصارى جهودي لاكون على مستوى ثقتكم كرئيس وزراء لكل اليونانيين".

وتعهد رئيس الوزراء (51 عاما) بالمضي قدما بالاصلاحات الاقتصادية، كا عبر مسؤولو حزبه عن رغبتهم في مواصلة تطبيق الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.

ويشكل اصلاح صناديق الضمان الاجتماعي والتقاعد الذي يطالب به منذ سنوات الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ابرز مشكلة في البلاد في مواجهة العجز الديموغرافي المتزايد والديون المتراكمة.

وقال كرامنليس ان هذا الملف سيحظى باولوية واقترح خطة اصلاح من عشر نقاط "بدون اي رفع لعتبة عمر بدء التقاعد وبدون خفض" رواتب التقاعد.

من جانب اخر، اقر زعيم الحزب الاشتراكي جورج باباندريو وزير الخارجية السابق بهزيمة ثانية لحزبه امام حزب الديموقراطية الجديدة الذي نزل مناصروه الى الشوارع في اثينا وسالونيكي، ثاني مدينة في اليونان، للاحتفال بالفوز.

وقال باباندريو ان "باسوك خاض معركة كبرى لكنه لم يتمكن من الفوز، كلنا نتحمل مسؤولية في هذه المعركة".

واوضح باباندريو (55 عاما) انه سيطرح زعامته للتصويت داخل الحزب "من اجل اعادة ثقة الحزب به".

ويتوقع ان يترشح وزير الثقافة السابق ايفانغيلوس فنيزلوس والمفوضة الاوروبية السابقة آنا ديامانتوبولو لخلافته.

وفاز حزب كرامنليس رغم المخاوف من تاثر مصداقية حكومته من جراء ادارتها لازمة الحرائق التي ادت الى مقتل 66 شخصا في اب/اغسطس الماضي.

وكان دعا الى انتخابات مبكرة في اب/اغسطس، قبل ستة اشهر من نهاية ولاية حكومته.

وشدد مسؤولو حزب المعارضة على ان فوز حزب الديموقراطية الجديدة بعيد جدا عن فوزها الكبير في العام 2004.

وقال وزير المالية السابق يانوس بابانتونيو ان حكومة "كرامنليس ستكون اضعف بكثير".

وفي المقابل شدد كرامنليس على انه سيمضي قدما في برنامجه حتى مع غالبية بسيطة.

وقال في اخر مقابلة له قبل الانتخابات "الامر لا يتعلق بالارقام، انما بالرغبة السياسية".

والمخاوف من نسبة مشاركة ضعيفة في الانتخابات بسبب تاثير ازمة الحرائق على الناخبين لم تتحقق حيث ادلى 74% من الناخبين المسجلين باصواتهم مقارنة مع 76% في الانتخابات الاخيرة. (أ.ف.ب)