> «الأيام» فردوس العلمي:

قناني بلاستيكية تعبأ فيها مياه شرب للأطفال مرمية تحت الحوض
في العام الماضي كانت جولتي في المدارس حول الحمامات، وقد قام الأخ أحمد محمد الكحلاني، محافظ عدن مشكورا بالمتابعة والنزول إلى بعض المدارس وإصدار قرارات نفذت بقوة، منها أن تذهب 90 % من مساهمة المجتمع إلى المدرسة لتضمن إدارة المدارس حمامات نظيفة لطلابها، ونظفت بعدها حمامات المدارس، ولكن ما هي إلا أيام حتى عادت حليمة لعادتها القديمة، لتكون تلك القرارات حبرا على ورق وأمرا لا ينفذ.
اليوم جولتنا تتناول الأساس الثاني للمدارس (المقاصف) فهي الأخرى لا تقل أهمية عن حمامات المدارس، فبعضها مرتع خصب للقاذورات والأمراض إذا لم تجد يدا حانية تقوم على تنظيفها ومسحها كل يوم، وهي الأخرى حالها لا يسر عدوا ولا حبيبا فهل تصدر قيادة محافظة عدن قرارات تنفذ لتحمي أطفالنا أم يبقى الحال على ما هو عليه؟
هنا أطرح لكم نتائج جولتي في مدارس مديرية صيرة مع رئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي ومدير مكتب الصحة بالمديرية وإدارتي الصحة المدرسية وصحة البيئة الذين قاموا بنزول مفاجئ إلى مدارس صيرة، وهي خطوة تشكر عليها قيادة مديرية صيرة ونتمنى أن تحذو باقي المديريات حذوها ليس على مستوى عدن ولكن على مستوى الجمهورية، فهؤلاء الطلاب هم رجال وعماد المستقبل وهم شعب اليمن القادم، فهل لنا أن نحافظ على جيل قادم؟ سؤال من مجرد قلم يحاول أن يوضح صورة نراها جميعنا ورغم هذا نغمض عنها أعيننا.
قبل نزولنا إلى المدارس تم تناول المشكلة بحضور الأخت شيخة أحمد ناصر، مديرة إدارة التربية بمديرية صيرة والأخ عبدالله صالح اليزيدي، نائب مدير إدارة التربية بصيرة.. حيث أكدت الأخت شيخة ناصر أن مشكلة المقاصف تعانيها الكثير من المدارس، وأشارت إلى أن عقود المقاصف لا تتم عبر مكتب التربية بصيرة ولا يعلمون عنها شيئا، وأكدت أنه تم إلزام المقاصف بضرورة إحضار عامل يقوم بالتنظيف، وأهم ما يعانيه مكتب التربية بصيرة فيما يتعلق بالمقاصف كثرة متعهدي المقاصف مما يعيق إدارة التربية عن مساءلة شخص محدد، فكل شخص يرمي المشكلة على المتعهد الثاني، حسب قول مديرة التربية بصيرة.
وخرج الاجتماع بضرورة أن يكون المتعهد للمقاصف شخصا واحدا وأن يكون توقيع العقد من قبل إدارة التربية بالمديرية ويعمد من مكتب الصحة المدرسية، وضرورة تحديد الأكل الممنوع بيعه في المقاصف والبحث عن آلية جديدة لعمل المقاصف.

رغم انتهاء فترة الاستراحة مازال الأطفال متجمعين عند نوافذ المقصف
وما يلفت النظر في معظم مقاصف المدارس أن معظم الأدوات إن لم يكن كلها أصابها الصدأ، خاصة الملاعق والمقالي التي انتهى عمرها الافتراضي، إضافة إلى أن بعض أكواب الماء والشاي وقناني الماء مرمية على طول الساحات وحتى الحمامات لا تخلو منها، وبعد انتهاء الاستراحة يقوم صاحب المقصف بجمعها من هنا وهناك منها الاواني البلاستيكية (المطايب) والملاعق والأكواب من أرضية الساحة أو قرب الحمامات أو داخلها لا فرق.
> وهذه إحدى متعهدات المقاصف تقول «الطلاب أتعبونا، لا نجد طالبا واحدا يأخذ الشيء ويعيده إلينا خاصة (المطايب) لهذا نضطر أن نبيع لهم البطاط الشبس وأبو حُمر بأكياس علاقي، إضافة إلى أن الطالب يأخذ قناني الشراب ويرميها في الساحة، لهذا نأخذ منهم مبلغ رهن وكل خوفنا أن يتركها في الساحة وتنكسر ويجرح الزجاج الطلاب».
> عبدالواحد الشعيبي، صاحب مقصف يقول «أسعارنا لا تختلف عن أسعار السوق ونحن نبيع القرص الروتي مع البيض بـــ(50 ريالا) للطالب وبــــ (60 ريالا) للمدرسات والمدرسين، والشبس سعره حسب رغبة الطالب» ويضيف: «المقصف بحاجة إلى ترميم فهو منذ أيام بريطانيا، والمتعهد السابق لم يرمم المقصف فلا أرضية مرممة ولا سقوف ولا أبواب، ولم يتم تجديده أسوة بباقي المدارس التي تم ترميمها، لهذا نطالب بضرورة ترميم المقصف».
الأخ عبدالواحد قضى أشهر الإجازة في متابعة المجلس المحالي بمديرية صيرة حيث قال «تابعت المجالس المحلية وتم وعدي بأن يتم ترميم المقصف في بداية العام».
> الطالب مازن سليمان يقول: «أنا لا اشتري شيئا من المقصف غير الماء، فلا يوجد ماء في المدرسة وحنفيات الماء البارد لم تفتح بعد». سألته: بكم تشتري الماء؟ قال: «القنينة البلاستيكية بعشرة ريالات، ونطرح عليها رهن عشرة ريالات». وسبب عدم شراؤه من المقصف يقول: «ليس نظيفا والعامل في المقصف لا يغير ثيابه وقد تغير لونها من كثر الوسخ». سألته: بكم يبيع لك السندوتش؟
قال: «أنا لا أشتري ولكن زملائي يشترون نصف القرص الروتي بعشرين ريالا وفيه قليل فاصوليا أو بيض».
> الطالبة ندى عبدالكريم تقول: «بصراحة المقصف غير صالح من ناحية النظافة، إضافة إلى الزحمة فالاستراحة (ربع ساعة فقط) لا تسمح لنا بأخذ احتياجاتنا من المقصف، ونتيجة للكثافة الطلابية على المقصف تنتهي الاستراحة ونحن لم نشتر بعد من المقصف، فالازدحام على نافذة المقصف يثير الحنق وخاصة عندما يكون هناك أطفال في سنة أولى ابتدائي يقاتلون لكي يصلوا إلى صاحب المقصف لشراء احتياجاتهم» وتضيف: «عن نفسي لا أذهب إلى المقصف بل أحضر فطوري من المنزل وأشتري فقط الشراب من المقصف».

أوانٍ انتهى عمرها الافتراضي تستخدم في أحد المقاصف
غداً نرصد لكم وجهات نظر جهات الاختصاص في التربية والتعليم بمديرية صيرة ورأي المجلس المحلي ومكتب الصحة بالمديرية وإدارتي الصحة المدرسية وصحة البيئة.