باريس تصعد وأمريكا ترحب و طهران تعتبر أن تصريحات كوشتير تسيء إلى «مصداقية» باريس

> طهران «الأيام» بيار سيليرييه:

>
بوش و نجادي
بوش و نجادي
رحبت الولايات المتحدة أمس الاثنين بالتصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير حول احتمال وقوع حرب ضد ايران لكنها اكدت مجددا انها تفضل الخيار الدبلوماسي,وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان “فرنسا تشاطرنا الاهداف نفسها: هذا النظام الايراني لا يمكن ان يمتلك سلاحا نوويا”.

واضاف ان تعليقات كوشنير “تؤكد جدية الموقف الفرنسي” قبل ان يشدد على موقف الولايات المتحدة المؤيد للخيار الدبلوماسي دون مع ذلك استبعاد الخيار العسكري.

وتابع ماكورماك “لا نزال نعتقد انه يمكننا بذل جهود اكثر على الصعيد الدبلوماسي” مضيفا ان “الايرانيين يشعرون بان الضغط يتصاعد بسبب هذه الجهود (الدبلوماسية)، لم يغيروا رأيهم بعد لكنهم يشعرون بتصاعد الضغط”.

وقال “في ما يتعلق بأي نهج آخر، سأقدم نفس الرد المعتاد: ان رئيس الولايات المتحدة لا يسحب اي خيار عن الطاولة لكننا نركز على النهج الدبلوماسي في الوقت الراهن”.

وصعد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أمس الاثنين الموقف بعد ان صرح بأن التوتر “على اشده” مع ايران بسبب ازمة ملفها النووي، مؤكدا في الوقت نفسه ان الامكانية ما زالت متاحة للتحرك الدبلوماسي.

وقال خلال زيارة الى انغوليم (وسط غرب) “يجب ان يفهم الايرانيون ان التوتر على اشده وعلى الاخص في المنطقة، في العلاقة بين ايران وجيرانها، في العلاقة مع اسرائيل”.

وقال فيون معلقا على مواقف وزير خارجيته انه “على صواب” لان “الجميع يرى ان الوضع في الشرق الاوسط متوتر للغاية ويتفاقم”.

واكد “اننا في وضع من التوتر البالغ الشدة”.

وتابع ان “مواجهة مع ايران ستكون آخر خيار يتمناه اي مسؤول سياسي”، معتبرا انه “لم يتم المضي حتى النهاية في العقوبات” المفروضة على طهران.

ورأى انه “يجب القيام بكل ما يمكن لتجنب الحرب.

ودور فرنسا يقضي بالدفع بوضع ينطوي على خطورة بالغة لباقي العالم في اتجاه حل سلمي”.

ودعا الى “الاستماع الى ما يقوله الشعب الايراني” معتبرا انه لا يجمع على تأييد مواقف نظام طهران.

وادلى فيون بتصريحاته للصحافيين بعد زيارة الفوج الاول من مشاة البحرية في انغوليم، في اول زيارة يقوم بها للقوات المسلحة منذ تعيينه رئيسا للوزراء.

وردت طهران بشدة على التصعيد في اللهجة الفرنسية حيالها.

واتفقت فرنسا وهولندا أمس في باريس على السعي لاقناع اكبر عدد ممكن من الدول بتبني عقوبات جديدة بحق ايران خارج اطار الامم المتحدة بسبب برنامجها النووي.

وقال وزير الخارجية الهولندي مكسيم فيرهاغن للصحافيين اثر لقاء نظيره الفرنسي ان بلاده على استعداد لتطبيق عقوبات اوروبية ضد ايران في حال فشل مجلس الامن الدولي في الاتفاق على عقوبات اضافية ضد طهران.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس الأول الأحد الى “توقع الاسوأ” اي احتمال اندلاع “حرب” مع ايران اذا ما استمرت في رفض تعليق نشاطاتها النووية الحساسة، داعيا الى فرض عقوبات اوروبية على طهران خارج اطار الامم المتحدة.

واعتبرت ايران أمس الاثنين ان تصريحات وزير الخارجية الفرنسي “تسيء الى مصداقية فرنسا”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني في بيان ان “تطابق تصريحات المسؤولين الفرنسيين مع موقف القوة المسيطرة (الولايات المتحدة) يسيء الى مصداقية فرنسا امام الرأي العام العالمي”.

وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير
وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير
وكان اول رد فعل ايراني صدر قبل الظهر عبر وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ايرنا) اشد لهجة بكثير.

وكتبت الوكالة ان “ساكن الاليزيه الجديد (الرئيس نيكولا ساركوزي) يريد اليوم تقليد البيت الابيض” مضيفة ان “هذا الاوروبي تقمص شخصية الاميـركيين ويقلد صياحهم”.

وكان حسيني اكثر اعتدالا اذ عبر عن “امله في ان تكون هذه التصريحات شكلية ولا تعكس مواقف فرنسا الحقيقية والاستراتيجية”.

وطرح امكانية ان تكون مواقف كوشنير ناتجة عن “اقتراحات خاطئة ومعلومات غير دقيقة امده بها اطراف آخرون” في تلميح الى الولايات المتحدة.

وشكل رد الفعل الايراني على الموقف الفرنسي سابقة بعدما توخت ايران مراعاة باريس في ازمة ملفها النووي.

وكانت ايران تحصر حملاتها بالولايات المتحدة وبريطانيا في حين راحت الدبلوماسية الفرنسية تضاعف الانتقادات للبرنامج الايراني والدعوات الى تشديد العقوبات.

وبدا ان طهران اعتبرت وصول ساركوزي الى الاليزيه في بادئ الامر مؤشرا الى استمرارية وليس تبدلا في الموقف السياسي. واقتصر الرد الايراني على حملة الرئيس الجديد ضد برنامج طهران النووي هذا الصيف على ملاحظة ساخرة من نظيره محمود احمدي نجاد.

ودعا ساركوزي في 27 اغسطس ايران للقبول بما يمليه قرار مجلس الامن بشأن برنامجها النووي معتبرا انها الوسيلة الوحيدة لتجنب خيار “كارثي: القنبلة الايرانية او قصف ايران”.

وقلل احمدي نجاد حينها من اهمية هذه التصريحات ونسبها الى “قلة الخبرة” لدى ساركوزي ورغبته في “ايجاد مكانة له على الساحة الدولية”.

غير انه منذ ذلك التاريخ توالت دعوات فرنسا الى الاسرة الدولية وتحديدا الاتحاد الاوروبي لاتخاذ موقف اكثر حزما ضد طهران.

وطالبت باريس بفرض عقوبات اضافية على طهران في حال استمرت في رفضها تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم.

وذكر كوشنير الاحد بان السلطات الفرنسية نصحت المؤسسات الفرنسية بعدم الاستثمار في ايران.

ودعا خصوصا الاتحاد الاوروبي الى اعداد عقوبات ضد ايران خارج اطار الامم المتحدة.

ومثل هذا الاجراء في حال تحقق عمليا سيمثل قطيعة عن موقف جاك شيراك سلف ساركوزي، الذي كان يؤيد العقوبات في اطار الامم المتحدة حصرا.

وقد دفع هذا الوكالة الى التحسر على زمن كانت فيه فرنسا “تقاوم الولايات المتحدة الامبريالية وتنتقد موقفها”(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى