مقاصفنا في صيرة صورة واضحة نغمض عنها الطرف ..المقاصف المدرسية بين الواقع والطموح

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
القلب واللسان هما حياة البشر وهما أساس في الإنسان، فإذا سلم القلب واللسان سلم الإنسان وعاش حياته في سلامة وأمان، كما أن الضوء والماء هما للشجر حياة فإذا تلقى الشجر كفايته من الماء والضوء اخضرّ وأنبت الزهر، ولكن ماذا إذا سألنا ما هو أساس المدارس؟ هل التربية والتعليم؟ قد يقول البعض نعم ولكن ربما قد يجد الطالب التربية في منزله أو المسجد أو حتى في معسكرات التدريب يتعلم كيف يحترم نفسه ويحترم الآخرين ويتعلم ما له وما عليه، وربما يجد مبتغاه من التعليم في أي مكان حتى تحت الشجر، فما هو أساس المدارس؟ هي بالتأكيد وجهة نظر قد يوافقني البعض فيها وقد يختلف معي الآخرون، ولكنها وجهة نظر قابلة للصواب وللخطأ، فبرأيي أن أساس المدارس هما الحمامات والمقاصف، فإذا نظف الحمام ونظفت المقاصف عاش الطالب نظيفاً خالياً من الأمراض.

في العام الماضي كانت جولتي في المدارس حول الحمامات، وقد قام الأخ أحمد محمد الكحلاني، محافظ عدن مشكورا بالمتابعة والنزول إلى بعض المدارس وإصدار قرارات نفذت بقوة، منها أن تذهب 90 % من مساهمة المجتمع إلى المدرسة لتضمن إدارة المدارس حمامات نظيفة لطلابها، ونظفت بعدها حمامات المدارس، ولكن ما هي إلا أيام حتى عادت حليمة لعادتها القديمة، لتكون تلك القرارات حبرا على ورق وأمراً لا ينفذ.

الدكتورة شادية علي غانم رئيسة الصحة المدرسية م/صيرة تقول :«نحن كصحة مدرسية نهتم بالنزول كل شهر للمدارس لتفقد المقاصف والحمامات» وتؤكد «للمقاصف شروط أساسية واشتراطات صحية تتعلق بالمبنى والعاملين على أصحاب المقاصف الالتزام بها ومن هذه الشروط تقول:«بالنسبة للمبنى يجب ان يكون بعيداً عن دورات المياه ويكون ضمن فناء المدرسة قرب البوابة الرئيسية وذلك لتسهيل خروج ودخول السيارات والمعدات دون احداث ازعاج و يجب ان يكون المقصف بالجهة التي تضمن عدم انعكاس الدخان والروائح باتجاه الصفوف إلى جانب ضرورة أن تكون المساحة مناسبة والارضية مبلطة بالبلاط الأبيض وتبليط جدار المطبخ و أن يزود بالإضاءة والتهوية الصناعية والطبيعية الكافية ، توفير مغسلة للمطبخ مع مصدر للمياه الجارية، ومرمر لتقطيع الخضروات ، و صندوق زجاجي لحفظ الرغيف والروتي ، وثلاجة لحفظ الأغدية والمشروبات وأن تكون الأدوات المستخدمة غير قابلة للصدأ، استخدام المطهرات بشكل مستمر، إلى جانب توفير وسائل السلامة بعدد كاف وتدريب العمال على كيفية استخدامها، توفير مياه نظيفة، توفير عدد من المظلات في الساحة الأمامية مع عدد من الكراسي والطاولات، توفير صحون زجاجية و مصنوعة من الميلامين لتقديم الطعام وكذا سلة مهملات بلاستيكية للمخلفات وضرورة وجود مغسلة خارجية مزودة بمصدر مياه جارية إلى جانب توفير ملابس خاصة بالعمال مع غطاء للرأس وكذا توفير الملح المحتوي على مادة اليود وأهم من كل هذا أن يحصل صاحب المقصف والعاملون لديه على البطائق الصحية التي تثبت خلوهم من الأمراض». وتتابع:«إضافة إلى ذلك هناك أدوات يمنع استخدامها في المقاصف منها الكؤوس أو الصحون البلاستيكية خاصة المصنوعة من البلاستيك الأسود ، استخدام الجرائد والمجلات للف وتغليف الأغدية الرطبة ، استخدام عبوات المياه المعدنية للشاهي أو القهوة كما يمنع حفظ الأغذية التي تحتاج لدرجة حرارة منخفضة خارج الثلاجة ، وكذ استخدام الأواني الزجاجية المشوهة أو المكسرة من الأطراف لتحضير الطعام، إضافة إلى منع استخدام الديزل أو المبيدات الحشرية نهاراَ أثناء تحضير الطعام، كما يمنع بيع الفوفل أو رمي المياه غير النظيفة في الساحة المجاورة للمقصف ويجب التخلص منها عبر شبكة الصرف الصحي» .

وعن أهم الشروط الصحية التي تم رصدها في الجانب الصحي في هذه الجولة تقول:«للأسف هناك بعض المقاصف لم تستجب للتعليمات السابقة التي تم طرحها لهم في النزول السابق منها : عدم بيع الماء والبطاط بالأكياس النايلون و منع بيع الفوفل للطلاب وعدم التزامهم بالنظافة، وللتأكد نزلنا أكثر من مرة للمدارس خاصة للمقاصف التي نرى فيها قصوراً والتأكد من أهم المعيقات التي تعيق الصحة كما تأكد لنا وجود أكثر من متعهد للمقصف الواحد فكل واحد يرمي المشكلة على الآخر». وتضيف: «وهناك شرط آخر لا يقل أهمية وهو امتياز صاحب المقصف والعاملين فيه بحسن السلوك» . وعن المشرفين الصحيين تقول: «للأسف الشديد هناك بعض المشرفين لا يهتمون بمتابعة الأمر بصورة مستمرة».

ومن جانبه يقول الأخ علي عبدالكريم ثابت ممثل صحة البيئة بمديرية صيرة:«جولتنا في المدارس شملت تفقد الحمامات والمقاصف وخلال هذه الجولة شهدنا بعض المقاصف فيها قصور وبعضها نوعاً ما نظيفة ونزولنا الأول كان لتفقد المقاصف من حيث النظافة العامة والمُأكولات التي تباع فيها وكذا تفقد البطاقة الصحية و هيئة المبنى بشكل عام». وشدد الأخ علي عبدالكريم على ضرورة أن تكون الحمامات مبلطة و تقسم ما بين الطلاب والطالبات خاصة في المدارس التي يوجد فيها أولاد وبنات .ويؤكد أن بعض السلبيات الموجودة في المدارس ناتجة عن الكثافة الطلابية حيت لا تتناسب الحمامات والمقاصف مع الكثافة العددية لطلاب المدارس. وعن أهم السلبيات التي تم ملاحظتها في هذه الجولة يقول:«انعدام النظافة الشخصية لعامل المقصف من حيث الملبس، وجود أطعمة مكشوفة، دوالايب غير صالحة للاستعمال ، أرضية غير مبلطة ، أسقف اسبيستو كل هذا كان من أهم السلبيات التي تم رصدها في هذه الجولة .

كما أكد على ضرورة أن يكون تصميم مبنى المقصف مناسباً وأن تقوم إدارة المدرسة بمتابعة ما يباع للطلاب من مواد مضرة كالفوفل واللنجوس التي تؤدي إلى الديدان إضافة إلى عدم تكرار الزيوت المستخدمة في القلي وأهم شيء النظافة الشخصية للعامل بالمقصف وقص الأظفار ونظافة اليد.. مؤكداً على ضرورة أن يتلقى العامل توعية صحية «فإذا وجد الوعي الصحي سنجد حمامات ومقاصف وعمال مقاصف نظيفون».

الدكتور شكري على عباد مدير مكتب الصحة والسكان مديرية صيرة يقول:«تعتبر هذه الزيارة بادرة جيدة دعت إليها الهئية الإدارية للمجلس المحلي ممثلة بلجنة الخدمات، فمن خلال هذه الزيارة استطعنا أن نجمع الأخوة في الصحة المدرسية وصحة البئية ومكتب الصحة بالمديرية وهذا نوع من التكامل لنشاطنا في مجال مكافحة الأوبئة والصحاح البيئي». وأوضح «من خلال نزولنا إلى المدارس لاحظنا بعض المشاكل الصحية الموجودة في إطار المقاصف المدرسية وفي الحمامات المدرسية، فمن المؤكد أن عدم التزام أصحاب المقاصف بالشروط الصحية المطلوبة في المقاصف ينعكس سلبياً على صحة أبنائنا الطلاب»، ويتمنى الدكتور شكري «أن تستمر هذه الخطوة بشكل دوري للنزول للمدارس من أجل مكافحة الأوبئة ومن أجل نشر الوعي الصحي بين طلاب المدارس وكذا خلق بيئة صحية مناسبة داخل المدارس»

وعن أهم الإجراءات المتخذة يقول:«سيتم التنسيق مع الصحة المدرسية بالمديرية باعتبارها جزءاً مكملاً لنا في عملنا داخل المديرية من خلال اللوائح التي أصدرتها الصحة المدرسية للمقاصف ولإدارات المدارس، وكذا من خلال التنسيق مع مكتب التربية والتعليم في المديرية من حيث إيلاء الاهتمام بالنظافة في المدارس خاصة في حمامات المدارس والجانب الصحي من خلال النزول للمقاصف بشكل دوري و متابعة عمل الفحوصات الطبية لعمال المقاصف واكتشاف أي مرض بوقت مبكر حتى لا تنتقل إلى أبنائنا الطلاب».

ومن جانبه أوضح الأخ ضرام عبدالله سبولة رئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي لمديرية صيرة «أن هذا الخطوة تأتي من أجل المصلحة العامة ومن أجل الحفاظ على أبنائنا الطلاب والاطلاع على الشروط الصحية التي يتعامل بها أصحاب المقاصف أو العاملون فيها مع أبنائنا الطلاب، إضافة إلى معرفة الزيوت والأدوات المستخدمة في الطبخ إلى جانب نظافة المقصف والنظافة العامة بشكل عام وكل هذا لكي نحافظ على أبنائنا الطلاب وهذه الأجيال من أى عدو أو مرض ينتقل إليهم كأمراض الكبد الوبائي وغيرها من الأمراض الخطيرة التي تم تلافيها في السنوات الثلاث الأخيرة».

واوضح الأخ ضرام أن هذا هو النزول الأول «وسيتم إن شاء الله نزول دوري من أجل متابعة البطائق الصحية والتزامهم بالزي المحدد وتوفير صناديق حفظ الطعام المناسبة».

وأضاف:«بالنسبة للحمامات هناك بادرة طيبة من الأخ المحافظ حيت قام في العام السابق بإعادة تأهيل الكثير من الحمامات في أغلب مدارس المديرية إلا أن هذه البادرة بحاجة إلى الاستمرار ووضع عمال نظافة للحمامات من أجل بقاء الحمامات نظيفة طوال العام وعلى نفس المستوى فإذا أهملت ستعود الأمور إلى ما كانت عليه وسيعاني أبناؤنا الطلاب الكثير من احتباس البول طول وجودهم في المدرسة مما سيسبب لهم أمراضاً خطيرة نبهنا إليها الدكتور أحمد الخينة مدير مستشفي عدن في وقت سابق».

وأكد الأخ السبولة على ضرورة أن يقوم المشرفون الصحيون في المدارس بدورهم في المراقبه والمتابعة وأن يتم تواصلهم بشكل مستمر مع رئيسة مكتب الصحة المدرسية بالمديرية.

وختم حديثه قائلاً:«نتمنى من قيادة المحافظة نقل كافة الصلاحيات للمديريات لمتابعة قضاياهم بدلاً من انتظار الفرج من المحافظة في حل مشكلات كبيرة كانت أم صغيرة تنفيذاً لتوجيهات فخامة الرئيس وبرنامجه الانتخابي المتمثل بنقل الصلاحيات ونبذ المركزية التي قيدت العمل وسببت كل المشكلات».

ومن جانبها أكدت الأخت شيخة أحمد ناصر مديرة التربية والتعليم بمديرية صيرة «أن الكثافة العددية للطلاب حيث يصل عدد الطلاب في المدرسة الواحدة إلى (1200) طالب وطالبة ووجود مقصف واحد في المدرسة لا يفي بالغرض». وأشارت إلى «ضرورة تبني فكرة بناء أكثر من مقصف في المدرسة الواحدة لمواجهة الكثافة العددية ولخلق تنافس في تقديم الخدمة النوعية للطلاب وأن تؤجر تلك المقاصف بعقد سنوي للمتعهد وليس على حسب اللائحة عشرة ريال على الطالب ليكون للمدرسة دخل ثابت يعود بالنفع والفائدة على الطلاب والمدرسة»، موضحة أن المقاصف المدرسية «ليست رعاية اجتماعية بل هي تجارة بين المدرسة والمتعهد ويجب على المتعهدين الالتزام بالشروط المحددة بإدارة المقاصف والمنافسة في تقديم خدمة متميزة».

مؤكدة أن على إدارة الصحة المدرسية أن تعلب دورها في متابعة الكشف الصحي على العاملين على هذه المقاصف وتقديم نسخة من تقريرها إلى مكتب التربية بالمديرية «حتى نكون على اطلاع بما يجري ولكي نحاسب المقصرين من متعهدي المقاصف» .

تلك كانت مشكلة تعانيها أغلب المدارس سواء كانت عامة أم خاصة على مستوى كافة المراحل الدراسية حتى الجامعية منها تعاني سوء وضعية المقاصف والحمامات وانعدام النظافة واستخذام أدوات عفى عليها الزمان .

فالصحة تاج لا يشترى بالمال وعلينا أن نعمل على المحافظة عليها ومتابعة أي شيء قد يضر بصحة أولادنا بصفتهم جيل الغد ومهما تم تكثيف الرقابة والمتابعة سواء من مكتبي الصحة المدرسية و البيئة وحتى لو أوجدنا حارساً شخصياً في داخل المقصف لا يفيد إذا لم يكن هناك ضمير حي لمن يقدم هذه الخدمة لأطفال أبرياء وصاحب المقصف هو في الأول والأخير المستفيد الأول منهم والمقاصف مسؤولية وعلينا أن نعي لمن نحمل هذه المسؤولية فهؤلاء هم مستقبلنا وهم فلذات الأكباد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى