المطاعم الآسيوية في الصين ..تسوق تجاري دون الالتزام بالشعائر وشعبيتها كبيرة بين الصينيين

> لانج فانج «الأيام» عبدالواحد عبدالله:

>
عصام وعبدالحميد يتناولان الطعام في مطعم صيني
عصام وعبدالحميد يتناولان الطعام في مطعم صيني
يعكس انتشار مطاعم اسلامية في الصين علاقة امتدت لقرون بين الصين والمسلمين عبر «طريق الحرير». واليوم يجد الزائر للبلاد، التي تسجل أعلى معدلات النمو الاقتصادي القائم على التقليد لا الابتكار، ما يشبع معدته من طعام أخذ الصفة الإسلامية دون الالتزام بالشعائر لأن شعبيتها كبيرة بين الصينيين.

والأكل في الصين عموما مشكلة، فقد دربت الصين أكثر من 10.000 طباخ لإشباع الوافدين للمشاركة في أولمبياد 2008م.

في مدينة صغيرة شمال بكين العاصمة يوجد 23 مطعماً إسلامياً. تكتب على واجهتها بالعربية والانجليزية والصينية، كما تعلق على جدرانها صور الكعبة المشرفة وآيات قرآنية.

لا يعني ذلك أن عدد المسلمين في لانج فانج هيبي (3 مليون نسمة)، كثر فهم عدد محدود يصلون في مسجد وحيد وسط المدينة.

ومع ذلك تنتشر المطاعم الإسلامية في ربوع الصين بين المسلمين وغيرهم. ويوجد في بكين أشهر شارع للمسلمين يعرف بشارع البقرة. في هذا الشارع تجد فيه لحم الضأن المذبوح على الطريقة الإسلامية وباعة يعتمرون كوفية بيضاء لتدل على انتمائهم الديني بين الصينيين الآخرين، كما أن أشهر مسجد في بكين للعرب والمسلمين اشترته السعودية من إندونيسيا، فيصلون فيه الجمعة وأيام العيد يقدم إليه المصلون من جميع أنحاء بكين.

عبدالحميد وعصام قدما إلى لانج فانج من نابلس بالضفة الغربية في فلسطين للعمل في مصنع للسجاد. قالا إن «المطاعم الإسلامية في المدينة بددت مخاوفنا من عدم وجود أكل مناسب لنا».

وقال عصام:«نقدم إلى المطعم القريب من عملنا ثلاثتنا أنا وعبدالحميد وصديقنا الهولندي هانس ولتر، الذي يعمل معنا مشرفاً تقنياً، للأكل في ثلاث وجبات والأجمل أنه يعطيك ما تطلبه من طلب، فقط التزم أنت بشرح دقيق للوصفة».

يقدم المطعم الصيني كل ما له علاقة بالأكل العربي في بلادنا والإسلامي في إيران وماليزيا واندونيسيا وخلافه. باستطاعتك أن تطلب ما تريد فيتم طبخه لك وتقديمه بعد دقائق معدودة والأهم أن لحم الضأن موجود كما توجد الأصناف الأخرى المحرمة في الإسلام. فشعبية المطاعم الإسلامية بين المواطنين الصينيين كبيرة فهم يرتادونها بأعداد ، لذلك يسعى كل مطعم إلى إرضاء الزبون بتقديم الطعام المناسب لفكره وعاداته وتقاليده. ومن العادات المستحبة للصينيين شرب الخمر مع الأكل فهذا يدخل ضمن التراث الثقافي المتوارث هنا. لذلك إن امتنعت المطاعم التي تنسب نفسها للإسلام اسماً عن إرضاء الزبون الصيني فستقفل لأن معظم دخلها من الصينيين غير المسلمين. إذن نستطيع أن نقول إن هذه المطاعم لا تمت بصلة لديننا الحنيف بقدر استغلالها شهرة الطعام العربي الإسلامي وساعد أيضاً المزاج العام الجيد للصينيين نحو الإسلام والمسلمين منذ القدم.

غير أن هناك مطاعم إسلامية صينية محدودة تلتزم الشعائر الإسلامية فلا تقدم ما نهى الله عنه.

يمكننا أن نقول إن الزائر للصين اليوم وهم كثر لا يحتارون في أكل الطعام القريب منهم بقدر ارتباكهم أمام النادل الذي لا يعرف غير لغته الأم. فكيف ستبلغه بالتفصيل عن ما ترغب في أكله؟.. في الحقيقة هذه مشكلة تعيشها الصين اليوم نتيجة انغلاقها خلال قرون، وتسعى السلطات إلى حلها فنشأ عند الشعب هوس باللغة الإنجليزية، غير أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى