يوصيكم الله (5)

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> قال الحق جل وعلا:?{?ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم.. ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون?}? الأنعام 151. كانت الفقرة الأولى من هذه الآية تنهى عن الشرك الذي هو ظلم عظيم، ثم أتبعت ذلك بالدعوة إلى بر الوالدين ?{?وبالوالدين إحسانا?}? في الفقرة الثانية.. أما الفقرة الثالثة فكانت ناهية عن (قتل الابناء) واختتمت الآية بالدعوة إلى تحكيم العقل، وإعمال الفكر من خلال توجيهات الشرع، والملاءمة بين صحيح المنقول وصريح المعقول، أي المواءمة بينم النقل والعقل كما عُرف عند علماء الكلام والفلسفة. على أننا نلاحظ أن هناك ظواهر مزعجة مرعبة بدأت تطرأ على مجتمعنا منها ما نراه عبر الصحف من أخبار تدمى القلوب وتبكي العيون، وتجرح المشاعر الإنسانية، فهناك طفلة وجدوها في العريش، وطفل آخر في كرتون بالممدارة، وأب عاطل عن العمل يقتل أبناءه، ورجل يقتل زوجته وأطفاله في بعض مناطق يافع!!

كيف سولت لهم أنفسهم هذا الدموية القاتلة؟ وكيف صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه؟ وأين ذهبت أحاسيس الأبوة؟ وكيف غاب حنان الأمومة؟!أسئلة حائرة حزينة مؤلمة!! هل الجواب هو: ضعف الإيمان وقلة اليقين، واضطراب العقيدة؟ هل هو الظروف الاقتصادية التي تجيع الفقير ليشبع الغني؟ قل هو الفقر الذي قال عنه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب:«لوكان الفقر رجلاً لقتلته»؟!نحن بحاجة إلى رؤية شرعية علمية، ودراسة نفسية اجتماعية لمسح هذا الظواهر التي تدفع الأم لترمي فلذة كبدها لأنها نتيجة لقاء آثم محرم هيأ له الشيطان وجنوده أو تدفع الأب ليقتل أولاده- إما حرقاً بالنار أو رمياً بالرصاص- بأسلوب بشع قذر بحجة ضيق ذات اليد أو الإملاق: الفقر!!إن الإسلام فرض على الآباء والأمهات أن يهتموا بأبنائهم وهم أجنة في بطون أمهاتهم، وواجب اختيار الأسماء الحسنة والجيدة لهم، وألزمهم بالرعاية الكاملة الشاملة غذاء وكساء ودواء وحباً وعطفاً وحناناً.. بل إن علماء الأمة ليعتبرون أن الأب الذي يقصر في تطعيم أطفاله ضد الأمراض المنتشرة يتحمل وزراً وإثماً جزاء إهماله، قال الله تعالى:?{?قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم?}? الأنعام 140.

إن الحق جل في علاه يقدر الأبوه الرحيمة، والأمومة الحانية، ويحسسنا برحمته ورأفته لكل أب فقد ولده قضاء وقدراً، فقد جاء في الحديث «إن الله يسأل الملائكة التي قبضت روح الطفل الصغير قائلاً: قبضتم ولد عبدى؟ قبضتم فؤاده؟ فتقول الملائكة: نعم، فيقول الله سبحانه فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع -أي:قال: إنا الله وإنا إليه راجعون- فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد». أيها القراء الأعزاء.. اثبتوا على هذا الدين، واستعيذوا بالله من وساوس الشياطين، ولا تكونوا من الذين ?{?استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله?}? المجادلة 19. اللهم اغفر لنا الذنوب التي تحبس النعم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تُنزل النقم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تسبب البلاء، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تمنع الدعاء.. آمين..

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى