طبقات المفسرين (2-2)

> محمد شفيق أمان:

> بعد تفاسير الصحابة والتابعين للقرآن ألفت تفاسير تجمع أقوال الصحابة والتابعين كتفسير سفيان بن عُيينة ووكيع بن الجراح وشعبة بن الحجاج ويزيد بن هارون وعبدالرزاق وآدم بن إياس وإسحاق بن راهويه وروح بن عبادة وعبد بن حميد وسعيد وأبي بكر بن أبي شيبه وآخرين، وبعدهم ابن الطبري وكتابه أجل التفاسير وأعظمها، ثم ابن أبي حاتم وابن ماجة والحكم وابن مردويه وأبوالشيخ ابن حبان وابن المنذر وكلها مسندة إلى الصحابة والتابعين وأتباعهم وليس فيها غير ذلك، إلا ابن جرير فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض والإعراب والاستباط فهو يفوقها بذلك .

ثم ألّف في التفسير خلائق، فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال تترى، فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل، ثم صار كل من يسنح له قول يورده ومن يخطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل ذلك عنه من يجيء بعده ظاناً أن له أصلاً غير لافت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح، ثم صنف بعد ذلك قوم برعوا في علوم، فكان كل منهم يقتصر في تفسيره على الفن الذي يغلب عليه، فالنحوي تراه ليس له هم إلا الإعراب وتكثير الأوجه المحتملة فيه ونقل قواعد النحو ومسائله وفروعه كالزجاج والواحدي وأبي حيان، أما الإمام فخر الدين الرازي فقد ملأ تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة وخرج من شيء إلى شيء، قال أبوحيان في (البحر): جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة لاحاجة بها في علم التفسير .

أما المبتدع، فليس له قصد إلا تحريف الآيات وتسويتها على مذهبه، والملحد لا تسأل عن كفره وإلحاده في آيات الله وافترائه على الله ما لم يقله .

أخرج أبو يعلى وغيره عن خديجة ان النبي (ص) قال :إن في أمتي قوماً يقرءون القرآن ينثرونه نثر الدقل يتأولونه على غير تأويله. فإن قلت أي التفاسير ترشد إليه وتأمر الناظر أن يعول عليه؟ قلت تفسير الإمام أبي جعفر ابن جرير الطبري الذي أجمع العلماء المعتبرون على أنه لم يؤلف في التفسير مثله .(السيوطي)

وبه نعرج على ما ورد عن النبي (ص) في التفاسير المصرح برفعها إليه إن شاء الله تعالى .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى