يوصيكم الله (6)
> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:
> يقول الله تعالى:?{?ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون?}? الأنعام 151.
قال الراغب الأصفهاني في كتابه (المفردات في غريب القرآن) صفحة 373 و374:«الفحش والفحشاء ما عظم قبحه من الأقوال والأفعال وقال: إن الله لا يأمر بالفحشاء،وينهى عن الفحشاء والمنكر».. ونلاحظ أنه أورد آيتين متداخلتين متفقتي المعنى ?{?إن الله لا يأمر بالفحشاء?}? الأعراف 28 و?{?ينهي عن الفحشاء?}? النحل 90. وفي الاتجاه المعاكس والمقابل لهاتين الآيتين يقول الله سبحانه ?{?الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء?}? البقرة 268 ويقول:?{?لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين. إنما يأمر بالسوء والفحشاء?}? البقرة 269.. بل يحذرنا من اقتفاء منهج الشيطان ?{?ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر?}? النور 21.
ولعل أهم فاحشتين أشار إليهما القرآن هما: الزنا فقال:?{?ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا?}? الإسراء 32.. والشذوذ الجنسي القذر ?{?ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين. إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون?}? الأعراف 80و81.. بالإضافة إلى فاحشة جاهلية هي (نكاح امرأة الأب بعد موته)، والتي سماها القرآن ?{?فاحشة ومقتاً وساء سبيلا?}? النساء 22 وكلها فواحش ظاهرة.
أما الفواحش الباطنية فأهمها: الكبر، والعجب، والريا، والغرور، والتعالي، والازدراء، والحسد، والحقد، والبغضاء، والاحتقار، والعجب، والاستعلاء، والغطرسة.. وهي فواحش باطنة لأنها مرتبطة بالقلب والنفس.. وأوضح القرآن الكريم أن علاج هذه الفواحش يكمن في:
أولاً: المحافظة على الصلاة في رمضان وغيره بالإضافة إلى الإكثار من تلاوة القرآن وذكر الله ?{?أتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر?}? العنكبوت 45.
ثانياً:عدم إفشاء الفاحشة على الملأ وإذاعة أخبارها والترويج لها ووصف لذاتها أو الدعوة إليها حتى لا تفشو وتنتشر ?{?إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة?}? النور 19 .
ثالثاً: الاجتناب عن أماكن الفواحش، والابتعاد عما يحرض النفس عليها ليكون المؤمن بعيداً عن الشبهات. من ?{?الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة?}? الشورى 38و37.
رابعاً: ذكر الله والاستغفار عاملان مهمان يربيان يقظة القلب، ويستجلبان الصحة النفسية، ويدفعان إلى الإقلاع عن إدمان الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فالمؤمنون الحقيقيون هم ?{?الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون?}? آل عمران 135.
خامساً: اتخاذ القدوة الطيبة الصالحة التي زكاها القرآن كمثل يوسف عليه السلام الذي قال الله عنه ?{?كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين?}? يوسف 24.. وبالنسبة للبنات والنساء فإن الله قد قال لأمهات المؤمنين :?{?يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين?}? الأحزاب 30. إن انتشار الفاحشة شؤم ووبال وبلاء وسقوط في مستنقع الرذيلة المخزية، ولقد قال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم:«وما انتشرت الفاحشة في قوم إلا انتشرت بينهم الأمراض التي لم تكن في أسلافهم».
اللهم احفظنا من الفواحش الباطنة والظاهرة، وثبتنا على ملة التوحيد في الأولى والآخرة، وزينا بالأخلاق الطاهرة.. آمين وصلى الله سلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
مدرس بكلية التربية - جامعة عدن
قال الراغب الأصفهاني في كتابه (المفردات في غريب القرآن) صفحة 373 و374:«الفحش والفحشاء ما عظم قبحه من الأقوال والأفعال وقال: إن الله لا يأمر بالفحشاء،وينهى عن الفحشاء والمنكر».. ونلاحظ أنه أورد آيتين متداخلتين متفقتي المعنى ?{?إن الله لا يأمر بالفحشاء?}? الأعراف 28 و?{?ينهي عن الفحشاء?}? النحل 90. وفي الاتجاه المعاكس والمقابل لهاتين الآيتين يقول الله سبحانه ?{?الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء?}? البقرة 268 ويقول:?{?لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين. إنما يأمر بالسوء والفحشاء?}? البقرة 269.. بل يحذرنا من اقتفاء منهج الشيطان ?{?ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر?}? النور 21.
ولعل أهم فاحشتين أشار إليهما القرآن هما: الزنا فقال:?{?ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا?}? الإسراء 32.. والشذوذ الجنسي القذر ?{?ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين. إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون?}? الأعراف 80و81.. بالإضافة إلى فاحشة جاهلية هي (نكاح امرأة الأب بعد موته)، والتي سماها القرآن ?{?فاحشة ومقتاً وساء سبيلا?}? النساء 22 وكلها فواحش ظاهرة.
أما الفواحش الباطنية فأهمها: الكبر، والعجب، والريا، والغرور، والتعالي، والازدراء، والحسد، والحقد، والبغضاء، والاحتقار، والعجب، والاستعلاء، والغطرسة.. وهي فواحش باطنة لأنها مرتبطة بالقلب والنفس.. وأوضح القرآن الكريم أن علاج هذه الفواحش يكمن في:
أولاً: المحافظة على الصلاة في رمضان وغيره بالإضافة إلى الإكثار من تلاوة القرآن وذكر الله ?{?أتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر?}? العنكبوت 45.
ثانياً:عدم إفشاء الفاحشة على الملأ وإذاعة أخبارها والترويج لها ووصف لذاتها أو الدعوة إليها حتى لا تفشو وتنتشر ?{?إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة?}? النور 19 .
ثالثاً: الاجتناب عن أماكن الفواحش، والابتعاد عما يحرض النفس عليها ليكون المؤمن بعيداً عن الشبهات. من ?{?الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة?}? الشورى 38و37.
رابعاً: ذكر الله والاستغفار عاملان مهمان يربيان يقظة القلب، ويستجلبان الصحة النفسية، ويدفعان إلى الإقلاع عن إدمان الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فالمؤمنون الحقيقيون هم ?{?الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون?}? آل عمران 135.
خامساً: اتخاذ القدوة الطيبة الصالحة التي زكاها القرآن كمثل يوسف عليه السلام الذي قال الله عنه ?{?كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين?}? يوسف 24.. وبالنسبة للبنات والنساء فإن الله قد قال لأمهات المؤمنين :?{?يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين?}? الأحزاب 30. إن انتشار الفاحشة شؤم ووبال وبلاء وسقوط في مستنقع الرذيلة المخزية، ولقد قال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم:«وما انتشرت الفاحشة في قوم إلا انتشرت بينهم الأمراض التي لم تكن في أسلافهم».
اللهم احفظنا من الفواحش الباطنة والظاهرة، وثبتنا على ملة التوحيد في الأولى والآخرة، وزينا بالأخلاق الطاهرة.. آمين وصلى الله سلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
مدرس بكلية التربية - جامعة عدن