> «الأيام» فؤاد باضاوي - تصوير/رشيد بن شبراق:

حضور بعض السياح في الختم
حضور بعض السياح في الختم
عاشت مدينة المكلا عصر وليلة أمس الأول الجمعة التاسع من شهر رمضان المبارك 1428هـ أجواء احتفالية روحانية فرائحية احتفاء بالذكرى الرابعة للختم السنوي لمسجد الفلاح بحي السلام الذي تنفذه جمعية السلام الشبابية الخيرية سنوياً، وسط حضور جماهيري كبير تقدمه الأخ سالم صالح عبدالحق المدير العام لمديرية مدينة المكلا وعدد من مديري عموم مكاتب الوزارات وعدد من السياح الأجانب في محافظة حضرموت. وانطلقت التظاهرة الشبابية من الشارع الثالث لحي السلام تتقدمهم أربعة جمال تقودها مجموعة من الشباب بالملابس المشقاصية البدوية ومكبرات الصوت المحمولة على إحدى السيارات تصدح منها الموشحات الدينية وأغاني رمضان التي تم إنتاجها على شريط كاسيت خصيصاً لهذه المناسبة قام بتنفيذها الشاب المبدع رشاد بريك محفوظ وأدتها مجموعة من أطفال وشباب حي السلام على أنغام الرقصات الشعبية التراثية بقيادة حملة الفوانيس والأسلحة القديمة (بنادق أبوفتيلة، وعيلمان) الذين توشحوا الملابس التراثية الحضرمية البدوية والخليجية في لوحة جسدت ارتباط أهل حضرموت ومدينة المكلا خاصة بالحضارات العربية والخليجية، وطافت التظاهرة شارع حي السلام مروراً بالشارع الرئيسي للحي حتى مسجد الفلاح وسط زغاريد النسوة من شرفات المنازل تحيي شباب الحي، فيما انطلقت صيحات شيوخ حي السلام مرددة (ياعواد.. ياعواد) في إشارة أو دعاء للمولى عز وجل أن يعيد رمضان على الأمة بالخير واليمن والبركات.

مجموعة من الفتيات والشباب في الختم
مجموعة من الفتيات والشباب في الختم
وتحدث لـ «الأيام» الأستاذ القدير سعيد عمر فرحان عن انطباعاته حول هذا الاحتفال السنوي حيث قال: «كان الاحتفال رائعاً وعبر عن روح المحبة والتسامح والترفيه للصغار والكبار، وخرج الصغار في حللهم الزاهية فرحين بهذا الشهر الكريم، ويعد ختم مسجد الفلاح برغم أنه الختم الثاني خلال هذا الشهر بعد مسجد بايعشوت التدشين لختايم مساجد المكلا لما فيه من لمسات تراثية جميلة، ويذكر في الكرنفال بالأيام الجميلة في مصر وبلاد المغرب العربي الذين يهتمون بمثل هذه المهرجانات الدينية الرمضانية منذ العهد الفاطمي، ومثل هذه الاحتفالات تغرس المحبة بين أفراد المجتمع، وندعو الله جل شأنه أن يجعل أيامنا كلها أفراحاً ومحبة في هذا الشهر الفضيل».

وقال لـ «الأيام» الأخ الشاب وسيم حسين النهدي رئيس جمعية السلام الشبابية: «نشكر صحيفة «الأيام» التي كانت سباقة لتغطية الختم السنوي لمسجدنا منذ الختم السنوي الأول قبل ثلاث سنوات وقد تميز ختم هذا العام عن سابقيه بأنه اهتم بالموروث الشعبي وبشكل موسع حيث أضفنا الخيمة التراثية وأنتجنا شريطاً دينياً خاصاً بالختم، ولا يفوتني هنا أن أشكر شباب حي السلام وكذلك شيوخ ومثقفي الحي الذين تقدموا بالمقترحات التي أثرت ختم هذا العام، وسيقام مساء اليوم (أمس الأول) السبت حفل عشاء في مسجد الفلاح كما جرت العادة، وندعو المولى عز وجل أن تكون كل أيامنا أفراحاً، وقد هدفنا في الجمعية إلى مساعدة الشباب إلى جانب إحياء التراث الشعبي، حيث توفر الجمعية كل أدوات الأعراس لأبناء الحي من أواني المياه والطبخ وغيرها، وسنسعى إلى توفير العديد من المتطلبات في قادم الأيام لتكون جمعيتنا نموذجية وتؤدي دورها على الوجه الأكمل.ونظمت الجمعية مأدبة إفطار صائم في الهواء الطلق حضرها عدد من الشخصيات الاجتماعية وشباب الحي والضيوف من الأحياء الأخرى على السلق الأثرية القديمة وأواني القهوة التراثية».

صورة عامة من وحي الختم
صورة عامة من وحي الختم
خيمة تراثية وإفطار صائم

في الشارع الموازي لمسجد الفلاح نصبت الجمعية خيمة تراثية احتوت على عدد من الأواني التي كانت تستخدم في البيت الحضرمي المكلاوي قديماً من الزير والجحلة والقفف والمسارف والسلق والمرهة والمنحاز والمقاطر والمرشات في بادرة رائعة جسدت روح الحفاظ على الموروث الشعبي القديم وتعريف الأجيال الحالية بموروث الأجيال، ووقف وسط الخيمة عدد من الفتيات الصغار لابسات الزي البدوي الشعبي، فصارت الخيمة التراثية مزاراً للسياح والمواطنين الذين عبروا عن إعجابهم بهذه اللفتة الرائعة.

وقال لـ «الأيام» عدد من السياح الكوريين إنه شيء جميل ورائع، والخيمة كانت عبارة عن متحف مصغر عرّف بالموروث الشعبي لأهالي مدينة المكلا، وقال الأخ الأستاذ محسن نصر إنها تظاهرة رائعة يستحق عليها أبناء حي السلام الشكر والتقدير، والأجمل في ختم مسجد الفلاح أنه يظهر أشياء جديدة كل عام تبرز تراث المدينة مشيراً إلى أن هذا الجهد الرائع يستحق الإشادة والاهتمام من الجهات ذات العلاقة.