> تتميز أيام وليالي شهر رمضان المعظمة بكثير من البهجة، وهي حالة احتفالية دينية واجتماعية نعيشها طوال الشهر الكريم وذات ارتباط بذاكرتنا، ولرمضان في المكلا مذاق وطعم ولون، كل شيء يظهر جميلا عفيفا طاهرا في رمضان، ولدينا الكثير من العادات التي تأتي مع رمضان وأولها نقول «ياعواد» ورمضان جاء يا حيابه، حامل عشاه في جرابه.. وهو دليل على الخير الذي يحمله رمضان والرزق الذي نردد نحن وقبلنا أهلنا: رمضان يجيب رزقه معاه. إنه التفاؤل والعلاقة مع الله والشهر المبارك. في رمضان ينطلق الدعاء إلى السماء ويباشر الناس الصلوات وقراءة القرآن الكريم، وهناك ختم المساجد و(المطبل) وآخره الشامية.. وفي البداية: رحبوا يا صايمينا.. شهر رب العالمينا اعاده الله علينا، وعليكم أجمعينا.

وقد كان لدينا مدفع يطلق في السحور والإفطار والعيد ثم توقف تقريبا بين عامي 73/ 1974م، وقد بدأ في حصن باحوش فوق المكلا ثم خلف، ومن بعد نقلوه إلى ساحل سيف مدرسة الجماهير (موقع جسر الخور الآن)، وكان الأطفال يرددون قبل الإفطار وفي جلسة (الصييمة) يا ما أمه صييمه، هاتي لقيمة ويا مغرب أذن، قل الله اكبر.. وبعد أيام من شهر رمضان تأتي أيام التختيم وهو تنقل الأطفال الصغار والبنات والفتيان ما بين البيوت، ويغنون لرمضان ودعوات لأهل المنازل في الحافة، ونقول له (الختايم)، ومن أناشيده: دار من ذي الجديدة، الله يعافي مولاها. وهاتوا شويه شوربة ولا كسرنا البرمة.

وهناك دورة ختم المساجد في مدينة المكلا وهي عادة سنوية منذ الليلة التاسعة تبدأ بمسجد بايعشوت وتتوالى في مساجد النور، باحليوة، السلطان عمر، السلطان غالب، جامع البلاد، بازرعة، قبة مشهور وتنتهي بقبة الشيخ يعقوب بن يوسف، ويعود هذا إلى عهد الدولة الكسادية بالمكلا وهي مهرجان ديني وفرح وتسوق وليال ساهرات مملوءات بالبهجة العارمة. وفي الأسواق تنتشر الأكلات الرمضانية، وأبرز مأكولات رمضان (الشوربة مع اللحم، والعصيد، والهريس والخبر القضوض، وأنواع الدهرة) وإن اختفت بعض هذه المأكولات إلا أن رمضان له بشارة ومحبة، وهناك باعة التمر ثم بيع الكراث وأيضا باعة الخبز الخمير والقضوض والرمضانيات، إنها أسواق رمضان ما قبل الإفطار ثم ما بعد صلاة التراويح.. رمضان كريم.. وقد التقطت الكاميرا هذه الحكاية ما قبل الإفطار في المكلا.