مفاهيم زكوية

> «الأيام» محمد بن محمد عوض:

> شرع الله لعباده عبادات متنوعة، منها ما يتعلق ببذل المال المحبوب إلى النفس كالزكاة التي أمر سبحانه بأدائها وذلك لتطهير النفس من الشح والبخل.

والزكاة في اللغة تعني الزيادة والنماء، فكل شيء زاد عدداً أو نما حجماً يطلق عليه زكاة، والزكاة في الشرع تعني التعبد لله تعالى، وذلك من خلال إخراج جزء واجب شرعاً في مال معين لطائفة أو جهة مخصوصة ابتغاء لمرضاة الله، وأي مال لا ينفع صاحبه إلا إذا كان حلالاً، وأن لا يشغل صاحبه عن طاعة الله ورسوله، وأن يؤدى حق الله فيه.

والزكاة أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام، والهدف من الزكاة أن يعلو الإنسان عن المال ليكون سيداً له لا عبداً له، ومن هنا جاءت الزكاة لتزكي المعطي والآخذ وتطهرهما قال تعالى:?{?خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم?}? التوبة 103.

والزكاة وإن كان ظاهرها نقص من كمية المال لكن أثرها زيادة المال بركة وكمية، وحين ينفق الناس ما يجب عليهم في أموالهم يجدون بركة فيما ينفقونه وبركة فيما بقي عندهم، قال تعالى:?{?وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين[ وقال صلى الله عليه وسلم:«ما نقصت صدقة من مال» والزكاة من الأعمال الصالحة فهي تكفر الخطايا وتزيد حسنات مؤديها وتقي المال من الآفات وتثمره وتنميه وتزيده.

للزكاة فوائد عظيمة تنعكس على المسلمين وآثارها على المجتمع وعلى الاقتصاد ظاهرة، بما فيها من مواساة للفقراء والقيام بمصالح العامة، وصلاح المجتمع وائتلاف القلوب، وتجب الزكاة في مال الكبير والصغير والذكر والأنثى، إذا كان المال مستقراً وبلغ النصاب وحال عليه الحول، وكان المالك مسلماً حراً.

وتخرج الزكاة وقت وجوبها وعلى من يخرجها أن يخرجها عن نفس راضية وأن يتصدق من أطيب ماله وأجوده وأحبه إليه وأقربه من الحلال، وأن يرضي المتصدق عليه وأن يستصغر عطيته ليسلم من العجب، وأن يظهرها أحياناً إحياءً لهذا الواجب وترغيباً للأغنياء للاقتداء به، وأن لا يبطلها بالمن والأذى.

ولمؤدي الزكاة أجر عظيم، قال تعالى:?{?إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون?}? البقرة 277.

وللتذكير فإن الأموال التي تجب فيها الزكاة هي:

-1 الأثمان: وهي الذهب والفضة والأوراق المالية -2 السائمة من بهيمة الأنعام وهي: الإبل والبقر والغنم -3 الخارج من الأرض: كالحبوب والثمار والمعادن ونحوها -4 عروض التجارة: وهي كل ما أعد للتجارة.

ويمر بنا حالياً خير الشهور وأفضلها وأحبها إلى قلوبنا وهو شهر رمضان الكريم الذي ينبغي لنا استغلال أيامه ولياليه في القيام بالأعمال الصالحة، التي تقربنا إلى الله: كالصلاة والصيام والزكاة وغيرها من أعمال الخير التي ننال بموجبها رضى الله سبحانه وتعالى وعفوه ومغفرته.

المراجع:

-1 مختصر الفقه الإسلامي/ محمد بن إبراهيم التويجري.

-2 فتاوى أحكام الزكاة/الشيخ: محمد بن صالح العثيمين.

مدير التدريب والتوعية -واجبات أبين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى